روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

الروابط التي حذفها بلوجر من الدليل الاصلي ظلما وبغيا

الروابط التي حذفها بلوجر من الدليل الالكتروني

كتاب:آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة أبو البركات ا... /يا أمة الإسلام والأزهر الشريف *أفيقوا* /تحميل مذكرة الجبر3 ث ثانوي عام 3 ثانوي.pdf. / صفحة .. س وج احياء 3ث/ أرشيف المدونة النخبة في... /الفيزياء للجميع 3 .ث /مذكرة التميز (شرح ومراجعة) النصوص للصف الثالث الثا... /العلامات والأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي /موضوعات علمية وللثانوية العامة وكذلك مسائل شرعية... /تحميل منهج الثانوية العامة 3ث /مذكرة الأساسيات , الجبر, الهندسة الفراغية , الاستا... /حمل مواد الثالث الثانوي /الثالث الثانوي 3ث .حمل مواد الثالث الثانوي /الثالث الثانوي 3ث . /ثانوي علم النفس اللثانوية العامة 2016 استاذ سام... /ث. استاتيكا :خرائط مفاهيم المميز للصف الثالث ال... /الفيزياء الثالث الثانوي3ث. /فيزياء 3ث /مناج الثالث الثانوي 3ث. /مذكرات 3ث. /مذكرات 3ث. /الطلاق للعدة ومغزي قوله تعالي [فَإِذَا بَلَغْنَ أَ... / الطلاق للعدة ومغزي قوله تعالي [فَإِذَا بَلَغْنَ أَ... /ث/الديناميكا(تفاضل الدوال المتجه.pdf ) /ثانوي / استاتيكا الصف الثالث الثانوي /لا يمكن الجمع بين أن المؤمن مآله إلى الجنة وبين حد... /كتاب : الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث ابن كثير /دليل 24. /القران مكتوب روابط /مجلد 1. غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأح... /مجلد 2. غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأح...

اللهم إني أُشهدك أنني بريئ من كل علم وكل شأن لا ترضاه ويخالف دينك القيم

الأربعاء، 18 مايو 2022

مجلد 1.كتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج

مجلد 1.كتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج

المنتظم في تاريخ الملوك والامم تأليف الشيخ العلامة الامام ابي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن محمد بن علي ابن الجوزي


بسم الله ا لرحمن الرحيم سنة 257
1 - الحسن بن عبد العزيز ابو علي الجروي
من اهل مصر قدم بغداد وحدث بها فروى عنه ابن ابي الدنيا والحربي وابن صاعد ومحمد بن عبدوس بن كامل وجماعة وكان من اهل الفضل والدين والورع والثقة والعبادة
قال الدارقطني لم ير مثله فضلا وزهدا
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا احمد بن ابي جعفر حدثنا ابو العباس محمد بن احمد بن ابراهيم الحداد حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي قال سمعت جدي يقول من لم يردعه

القرآن والموت ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع توفي ابن الجروي في رجب هذه السنة
الحسن بن عرفة بن يزيد أبو علي العبدي ولد سنة ثمان 2 وخمسين ومائة وفيها ولد يحيى بن معين وقيل بل ولد سنة خمسين ومائة وسمع إسماعيل 2 بن عياش وعبد الله بن المبارك وعيسى ابن يونس وهيثم بن بشير وإسماعيل ابن علية ويزيد 2 بن هارون وأبا بكر ابن عياش وغيرهم
روي عنه عبد الله بن أحمد البغوي وابن صاعد وغيرهم 2
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال اجاز لي محمد بن علي المصري وحدثني 2 عنه نصر بن إبراهيم الفقيه حدثنا أحمد بن عبد الله بن رزيق 2 المحري 3 حدثنا ابن رشيق حدثنا 2 احمد بن محمد بن حكيم قال سمعت الحسن بن عرفة وسأل كم لقد من السنين قال مائة سنة وعشرين لم يبلغ أحد من أهل العلم هذا السن غيري
اخبرنا القزاز أخبرنا أحمد بن علي قال 2 سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقول سمعت علي بن محمد بن يعقوب يقول سمعت عبد الرحمن ابن أبي 2 حاتم يقول عاش الحسن بن عرفة مائة وعشر سنين وكان له عشرة أولاد سماهم بأسامي الصحابة أبو بكر 2 وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن وأبو عبيدة
اخبرنا القزاز اخبرنا 2 أبو بكر بن ثابت اخبرنا أبو علي عبد الرحمن 4 بن أحمد بن محمد بن أحمد بن فضالة وقال سمعت أبا أحمد 2 يوسف بن محمد الطوسي يقول سمعت محمد بن المسيبب يقول سمعت الحسن بن عرفة يقول كتبت 2 عن خمسة قرون توفي الحسن بن عرفة في هذه السنة

3 - زيد بن أخزم
أبو طالب الطائي 1 البصري
حدث عبد الرحمن بن مهدي وسلم بن قتيبة ووهب بن جرير وغيرهم روى عنه البغوي وابن صاعد والمحاملي وغيرهم وكان ثقة اخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا الازهري أخبرنا محمد بن العباس قال لنا أبو إسحق إبراهيم بن محمد الكندي زيد بن 1 اخزم ذبحه الزنج ذبحا بعد دخولهم البصرة سنة سبع وخمسين ومائتين
زهير بن محمد ابن قمير شعبة أبو أحمد 3 مروزي الأصل سمع يعلي بن عبيد والقعبني وعبد الرزاق وغيرهم روي عنه البغوي وابن صاعد وكان ثقة ورعا زاهدا
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال حدثني الأزهري حدثنا محمد بن الحسن الصيرفي حدثنا البغوي ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل من زهير سمعته يقول اشتهى لحما منذ أربعين سنة ولا آكله حتى أدخل الروم فآكله من مغانم الروم
اخبرنا عبد الرحمن أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت اخبرني الحسن بن علي التميمي أخبرنا عمر بن احمد الواعظ حدثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن زهير بن قمير قال كان ابي يجمعنا في وقت ختمة القرآن في شهر رمضان في كل يوم وليلة ثلاث مرات تسعين ختمة في شهر رمضان
سكن زهير بغداد ثم انتقل الى طرسوس فرابط بها الى ان مات فدفن بها في اواخر هذه السنة وقيل سنة ثمان وخمسين ومائتين وقال ابو الحسين بن المنادى انه دفن في مقابر باب حرب
قال الخطيب وهذا القول في مدفنه وهم والصحيح القول الأول

5 -
سليمان بن معبد ابو داؤد النحوي السنجى المروزي
روى عن النضر بن شميل والهيثم ابن عدي وعبد الرزاق والأصمعي ورحل في العلم الى العراق والحجاز ومصر واليمن وقدم بغداد فذاكر الحفاظ
بها روى عنه مسلم بن الحجاج وابو بكر بن أبي داود قال انه توفي في ذي الحجة من هذه السنة
6 - العباس بن الفرج
ابو الفضل الرياشي مولى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس من اهل البصرة ورياش رجل من جذام وكان ابو العباس عبد الله فبقى عليه نسبه وكان للرياشي من الأدب حظ عال وكان من الثقات الحفاظ كان يحفظ كتب ابي زيد وكتب الأصمعي كلها وقد سمع منه وقرأ على ابي عثمان المازني كتاب سيبويه فكان المازني يقول قرأ على الرياشي الكتاب وهو اعلم به منى وتوفي في هذه السنة قتله الزنج
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابن الازهري حدثنا احمد بن ابراهيم حدثنا ابو القاسم الطيب بن علي التميمي حدثنا محمد بن جعفر النوفلي عن الأصمعي قال خطبنا الرياشي بالبادية فحمد الله واثنى عليه ووحده واستغفره وصلى على نبيه في ايجاز ثم قال ايها الناس ان الدنيا دار بلاء والآخرة دار قرار فخذوا لمقركم من ممركم ولا تهتكوا استاركم عند من لا يخفى عليه اسراركم في الدنيا انتم ولغيرها خلقتم اقول وقولى هذا واستغفر الله والمصلى عليه رسول الله والمدعو له الخليفة والامير جعفر بن سرايا اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي اخبرنا ابو الحسين بن النقور اخبرنا القاضي ابو عبد الله الحسين بن هارون الضبي قال وجدت في كتاب ابي انشدني ابو عبد الله محمد بن

عمرو والكاتب قال انشدني المبرد عن الرياشي ... فلوان وهي لعبت به ... أسود كرام او ضباع وأذؤب ... لهون من وجدي وسلي مصيبتي ... ولكنما اودى بلحمي أكلب ...
وفي كتابه انشدني ابو عبد الله قال انشدني ابي قال انشدني الرياشي ... وتجزع نفس المرء من سب مرة ... وتسمع عشرا بعدها ثم تسكت ...
اخبرنا ابن ناصر اخبرنا المبارك بن عبد الجبار اخبرنا الشريف ابو بكر المكدري اخبرنا ابو بن الصلت قال انشدنا محمد بن القاسم الانباري قال انشدنا احمد بن محمد الاسدي قال انشدنا الرياشي ... ان الغصون اذا تؤمتها اعتدلت ... ولا يلين اذا تؤمته الخشب ... قد ينفع الادب الاحداث في مهل ... وليس ينفع في ذي الشيبة الادب ...
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا الحسن بن شهاب اجازة اخبرنا عبيد الله بن محمد بن طه حدثنا ابو بكر ابن الانباري حدثنا احمد ابن محمد الاسدي حدثنا على ابن ابي امية قال لما كان من دخول الزنج البصرة ما كان وقتلوا بها من قتلوا وذلك في شوال سنة سبع وخمسين ومائتين بلغنا انهم دخلوا على الرياشي المسجد بأسيافهم والرياشي قد صلى الضحى فضربوه بالاسياف وقالوا هات المال فجعل الرياشي يقول أي قال حتى مات فلما خرج الزنج عن البصرة دخلوا مسجده فاذا به ملقى مستقبل القبلة كأنما وجه اليها واذا شملة تحركها الريح وقد تمزقت واذا جميع خلقه صحيح سوى لم ينشق له بطن ولن يتغير له حال الا ان جلده قد لصق بأعظمه ويبس وذلك بعد قتله بسنتين رحمه الله
7
فضل الشاعرة كانت من مولدات البصرة وامها من مولدات اليمامة وبها ولدت ونشأت

في دار رجل من عبد القيس فأدبها وخرجها وباعها وكانت ولم تكن امرأة اشعر منها فاشتراها محمد بن المفرج الرخجي فأهداها الى المتوكل فلما ادخلت عليه قال لها اشاعرة انت قالت كذا يزعم من باعني ومن اشترى فقال انشديني من شعرك فقالت ... استقبل الملك امام الهدى ... عام ثلاث وثلاثينا ... خلافة افضت الى جعفر ... وهو ابن سبع بعد عشرينا ... انا لنرجو يا امام الهدى ... ان تملك الامر ثمانينا ... لا قدس الله امرءا لم يق ... ل عند دعائي لك آمينا ...
فقال المتوكل لعلي بن الجهم قل بيتا وطالب فضل الشاعرة ان تجيزه فقال علي اجيزي يا فضل ... لا ذبها يشتكي اليها ... فلم يجد عندها ملاذا ...
فاطرقت هنيئة ثم قالت ... ولم يزل ضارعا اليها ... تهطل اجفانه رذاذا ... فعاتبوه فظاد عشقا ... فمات وجدا فكان ماذا ...
فطرب المتوكل فقال احسنت وحياتي يا فضل وامر لها بالفي دينار وألقى عليها يوما ابو دلف العجلي ... قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم ... اشهى المطي الى مالم يركب ...
فقالت ... كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... لبست وحبة لؤلؤ لم تثقب ... ان المطية لا يلذ ركوبها ... حتى تذلل بالزمام وتركب ... والحب ليس بنافع اصحابه ... ما لم يؤلف للنظام ويثقب ...
وكتبت فضل الى بنان ... يا نفس صبرا انها ميتة ... يجرعها الكاذب والصادق ... ظن بنان انني ختنه ... روحي اذا من بدنى طالق

8 - محمد بن احسان
ابن فيروز ابو جعفر الازرق مولى معن بن زائدة
سمع سفيان بن عيينة وابن مهدي ووكيعا وغيرهم وكان صدوقا وتوفي في ذي القعدة
سنة ثم دخلت سنة ثمان وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها انه وصل محمد المولد الى البصرة لقتال الزنج فنزل الابلة واجتمع اليه خلق فبعث صاحب الزنج بعض اصحابه لقتاله وامره ان يبيته ففعل وقاتله نهارا فولى المولد منهزما وغنم الزنج عسكره واسر اربعة عشر رجلا من الزنج واخذ قاضي الزنج فضربت اعناقهم بباب العامة بسامرا
وعقد المعتمد يوم الاثنين لعشر بقين من ربيع الاول لابي احمد اخيه على ديار مضر وقنسرين والعواصم وجلس يوم الخميس مستهل ربيع الآخر فخلع عليه وركب طاهر فشيعه وظهر بالاهواز والعراق وباء وانتشر ذلك الى حدود فيد وكان كل يوم يموت ببغداد خمسمائة الى ستمائة وكانت هدات كثيرة بالبصرة تساقط منها اكثر المدينة ومات فيها اكثر من عشرين الف انسان
وضرب في يوم الخميس لسبع خلون من رمضان رجل يعرف بابي فقعس قامت عليه البينة انه يشتم السلف الفا وخمسين سوطا فمات
وقدم في هذه السنة بسعيد بن احمد بن سعيد بن سلم الباهلي وكان متقدم الباهليين وكانوا قد طمعوا في البطائح بعد اخراج الزنج منها واظهروا فيها الفساد فقبض على متقدمهم هذا ونفذ به الى بغداد فامر به المعتمد على الله ان يضرب سبعمائة سوط فضرب وصلب في ربيع الآخر من هذه السنة فانضم باقي رؤسائهم الى الزنج
وحج بالناس في هذه السنة فضل بن اسحاق بن الحسن

ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر
9 - احمد بن بديل
ابن قريش بن الحارث ابو جعفر اليامي الكوفي سمع ابا بكر بن عياش وعبد الله بن ادريس وحفص بن غياث ومحمد بن فضل ووكيعا وابا معاوية وغيرهم وكان من اهل العلم والفضل ولي القضاء بالكوفة وكان يقول حين قلد خذلت على كبر سني
وتقلد ايضا قضاء همذان وورد بغداد فحدث عنه ابن وغيره وتوفي في هذه السنة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا علي بن ابي علي حدثنا ابي حدثنا القاضي محمد بن صالح الهاشمي قال حدثني القاضي ابو عمر يعني محمد بن يوسف وابو عبد الله المحاملي القاضي وابو الحسن علي بن العباس النوبختي قالوا حدثنا ابو القاسم عبيد الله بن سليمان قال كنت اكتب لموسى بن بغا وكنا بالري وكان قاضيها إذا ذاك احمد بن بديل الكوفي فاحتاج موسى ان يجمع ضيعة هناك كان له فيها سهام ويعمرها وكان فيها سهم ليتيم فصرت الى احمد بن بديل او قال فاستحضرت احمد بن بديل وخاطبته في ان يبيع علينا حصة اليتيم ويأخذ الثمن فامتنع وقال ما باليتيم حاجة الى البيع ولا آمن ان ابيع ما له وهو مستغن عنه فيحدث على المال حادثة فأكون قد ضيعته عليه عليه فقلت انا اعطيك في ثمن حصته ضعف قيمتها
فقال ما هذا لي بعذر في البيع والصورة في المال اذا كثر فأدرته بكل لون وهو يمتنع فضجرني فقلت له أيها القاضي الاتفعل فانه موسى بن بغا فقال لي اعزك الله انه الله تبارك وتعالى قال فاستحييت من الله ان اعاوده بعد ذلك وفارقته ودخلت على موسى فقال ما عملت في

الضيعة فقصصت عليه الحديث فلما سمع انه الله بكى وما زال يكررها ثم قال لا تعرض لهذه الضيعة وانظر في امر هذا الشيخ الصالح فان كانت له حاجة فاقضها فقال فأحضرته وقلت له ان الامير قد اعفاك من امر الضيعة وذلك اني شرحت له ما جرى بيننا وهو يعرض عليك قضاء حوائجك
قال فدعا له وقال هذا الفعل احفظ لنعمتك وما لي حاجة الا ادرار رزقي فقد تأخر منذ شهور وقد اخرني فأطلقت له جارية
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي بن ثابت الحافظ اخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني حدثنا صالح بن احمد الحافظ حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن عمروس قال سمعت احمد بن بديل الكوفي وكان قاضيا يقول بعث الى المعتز رسولا بعد رسول فلبست كمتي ولبست نبلاطاقا فأتيت بابه فقال الحاجب يا شيخ نعليك فلم اتلفت اليه ودخلت الباب الثاني فقال الحاجب نعليك فلم التفت اليه فدخلت الثالث فقال الحاجب يا شيخ نعليك فلم التفت اليه ثم قلت ابا الوادي المقدس انا فاخلع نعلي فدخلت بنعلي فرفع مجلسي وجلست على مصلاه فقال اتعبناك ابا جعفر فقلت اتعبني وروعتني فكيف بك اذا سئلت عني فقال ما اردنا الا الخير اردنا ان نسمع العلم قلت وتسمع العلم ايضا الا جئتني فان العلم يؤتى ولا يأتي
قال فتغير ابا جعفر فقلت له غلبتني بحسن ادبك اكتب ما شئت
قال فأخذ الكتاب والدواة والقرطاس فقلت اتكتب حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم قي قرطاس بمداد قال فيم اكتب قلت في رق بحبر فجاؤا برق وحبر فأخذ الكاتب يريد ان يكتب فقلت اكتب بخطك فأومى الى انه يكتب فأمليت عليه حديثين اسخن الله بهما عينيه فسئل أي حديثين فقال قلت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استرعى رعية فلم يحطها بالنصيحة حرم الله عليه الجنة
والثاني ما من امير عشرة الا يؤتى به يوم القيامة مفلولا

10 - احمد بن محمدبن سوادة
ابو العباس يعرف بخثيش كوفي الاصل نزل بغداد وحدث بها عن عبيدة ابن حميد وزيد بن الحباب وغيرهما
روى عنه وكيع القاضي وقاسم المطرز وغيرهما وكان الدارقطني يقول يعتبر بحديثه ولا يحتج به
قال الخطيب ما رأيت احاديثة الا مستقيمة اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو الحسين محمد بن عبد الواحد حدثنا عمر بن محمد بن يوسف حدثنا محمد بن العباس اليزيدي قال انشدني عمي عبيد الله قال انشدني احمد بن محمد بن سوادة لنفسه ... كن بذكر الله مشتغلا ... لجميع الناس معتزلا ... تدك منهم قد عرفتهم ... ليس ذو العلم كمن جهلا ... لا ترد من مشرب كدرا ... ابدا علا ولا نهلا ... ودع الدنيا لطالبها ... فكأن قد مات او قتلا ...
توفي ابن سوادة في هذه السنة
11 - اسمعيل بن اسد بن شاهين
ابو اسحاق سمع يزيد بن هارون وروح بن عبادة وخلقا روى عنه ابراهيم الحربي وابن ابي الدنيا وابو بكر بن ابي داود وغيرهم وكان أثقة فاضلا صدوقا صالحا ورعا وتوفي في جمادى الاولى من هذه السنة
12 - جعفر بن عبد الواحد
ابن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
ولي قضاء القضاة بسر من رأى في سنة اربعين ومائتين وحدث بها عن ابي عاصم النبيل وغيره روى عنه الباغندي في جماعة وكان له وقار وسكينة وبلاغة وحفظ للحديث
ورقي الى المستعين بالله عنه كلام فصرفه عن قضاء القضاة ونفاه الى البصرة واما اصحاب الحديث فجرحوه وقال عبد الله بن عدي الحافظ جعفر بن عبد الواحد

الهاشمي منكر الحديث عن الثقات وقال الدارقطني هو كذاب يضع الحديث وتوفي في هذه السنة
13 - الحسين بن السكن
ابن ابي السكن القرشي
روى عنه ابن ابي الدنيا وتوفي في هذه السنة
14 - حميد بن الربيع بن مالك
ابو الحسن اللخمي الكوفي قدم بغداد وحدث بها عن هشيم وابن عيينه وابن ادريس وحفص بن غياث وغيرهم وروى عنه الباغندي والمحاملي واين مخلد قال البرقاني كان الدارقطني يحسن القول فيه وانا اقول ليس بحجة لاني رأيت عامة شيوخنا يقولون هو ذاهب الحديث قال ابن ابي حاتم كان احمد بن حنبل لا يقول فيه الا خيرا وكذلك ابي وابو زرعة وقال عثمان بن ابي شيبة انا اعلم الناس به هو ثقة ولكنه شره فدلس
وتوفي في هذه السنة بسر من رأى
15 - حفص بن عمر
ابن ربال بن ابراهيم بن عجلان ابو عمر الرقاشي المعروف بالربالي سمع يحيى بن سعيد القطان وابا عاصم الشيباني وغيرهما روى عنه ابراهيم الحربي وابن صاعد وهو صدوق توفي في هذه السنة
16 - جبيش بن مبشر بن احمد الثقفي

طوسي الاصل سمع يونس بن محمد المؤدب ووهب بن جرير روى عنه الباغندي وابن مخلد وكان فاضلا فقيها من العقلاء المعدودين توفي في رمضان هذه السنة
17 - روح بن عبد الرحمن بن فروخ
ابو حاتم البوشنجي
حدث عن سفيان بن عيينة روى عنه محمد بن مخلد وكان ثقة أمينا توفي في رجب جمادي الأول هذه السنة
18 - روح بن الفرج أبو الحسن البزار مولى محمد بن سابق حدث عن قبيصه وأبي عبدالرحمان المقرىء روى عنه بن أبي الدنيا وأبن صاعد والمحاملي بن مخنلد وكان ثقة توفى في رجب السنة
19 - عبد الرحمن بن سورة
ابو محمد البلخي يعرف بموت سكن بغداد وحدث بها عن جماعة روى عنه ابن ابي الدنيا وابن مخلد وكان ثقة توفي في جمادي الآخرة من هذه السنة
20
على بن احمد بن عبد الله ابو الحسن الجوازي الواسطي قدم بغداد وحدث بها عن يزيد بن هارون روى عنه الباغندي والمحاملي وكان ثقة توفي في هذه السنة
21
عقيل بن يحيى ابو صالح الطهراني حدث عن سفيان بن عيينة ويحيى القطان وكان ثقة توفي في هذه السنة وطهران قرية من قرى اصبهان وثم من ينسب الى طهران وهي قرية اخرى من قرى الري سنذكره ان شاء الله في سنة احدى وسبعين

22 -
الفضل بن يعقوب بن ابراهيم
ابو العباس الرخامي روى عنه البخاري في صحيحه وكان من الثقات الحفاظ توفي في جمادي الاولى من هذه السنة
23 - محمد بن ابراهيم
ابن محمد بن الحسن بن قحطبة ابو عبدالله المؤدب ويعرف بالقحطبي سمع اسحاق بن ابراهيم الجندي وغيره قال عبد الرحمن بن ابي حاتم محمد بن ابراهيم القحطبي بغدادي كتب عنه ابي وهو صدوق
اخبرنا القزاز اخبرنا الخطيب قال بلغني ان القحطبي مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين وكان يلقب جهوش
24
محمد بن اسمعيل بن البختري ابو عبد الله الواسطي يعرف بالحسابي سكن بغداد وحدث بها عن وكيع وابي معاوية ويزيد بن هارون وغيرهم روى عنه الباغندي وابن صاعد ومحمد ابن مخلد وغيرهم قال الدارقطني كان ثقة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي قال اخبرني الازهري حدثنا محمد بن العباس حدثنا الباغندي قال كان محمد بن اسمعيل الحسابي خيرا مرضيا صدوقا
25
- محمد بن جوان بن سعيد
ويقال محمد بن سعيد بن جوان ابو علي حدث عن مؤمل بن اسمعيل وابي عاصم والنبيل وابي داود الطيالسي وغيرهم
روى عنه ابن صاعد وله مسند مصنف وتوفي في ربيع الآخرة من هذه السنة
26
محمد بن الجارود ابن دينار ابو جعفر القطان سمع ابا نعيم الفضل بن دكين
وروى عنه ابن صاعد

وكان ثقة
27
محمد بن سنجر الجرجاني رحل في طلب العلم وسكن قرية من قرى مصر وصنف مسندا وخرجت الى الرحلة اخرجت معي اسحاق الكوسج يورق لي واخرجت معي تسعة آلاف دينار وكان اسحاق يتزوج في كل بلد فأؤدى عنه المهر
توفي محمد في ربيع الاول من هذه السنة
28
محمد بن داود بن يزيد ابو جعفر القنطري سمع آدم بن ابي اياس العسقلاني وغيره روى عنه محمد بن مخلد وذكر انه لم يره يضحك ولا يتبسم تورعا وديانة وقد تفرد بأحاديث لم تعرف الا من طريقه وتوفي في رجب هذه السنة
29
محمد بن عبد الملك بن زنجويه ابو بكر سمع عبد الرزاق ويزيد بن هارون وخلقا كثيرا
روى عنه ابراهيم الحربي وابن صاعد والمحاملي وغيرهم وهو ثقة
وتوفي في جمادي الآخرة من هذه السنة وقيل في سنة سبع والاول وأصح
30
محمد بن هارون ابن ابراهيم ابو جعفر ويعرف بأبي تشيط الربعي
سمع روح بن عبادة ونعيم بن حماد وغيرهما روى عنه ابو بكر بن ابي الدنيا والبغوي وابن صاعد وغيرهم وهو صدوق ثقة توفي في شوال هذه السنة
31
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد ابن فارس بن ذؤيب ابو عبد الله النيسابوري الذهلي مولاهم امام اهل الحديث في زمنه سمع عبد الرحمن بن مهدي وعبيد الله بن موسى وروح بن عبادة وهاشم ابن القاسم والواقدي وعفان بن مسلم وعبد الرزاق وخلقا كثيرا من اهل العراق

والحجاز والشام ومصر والجزيرة ورحل الى اليمن مرتين والى البصرة ثماني عشرة مرة وكان احد العلماء العارفين وحفاظ المتقنين والثقات المأمونين وكان احمد بن حنبل يثني عليه وينشر فضله ودخل على احمد فقام احمد اليه وقال لاصحابه اكتبوا عنه
وروى عنه البخاري وابو زرعة وابو حاتم وابو داود وغيرهم وتوفي في ربيع الاخر من هذه السنة وهو ابن ست وثمانين سنة وكانت جارية تقول خدمته ثلاثين سنة فما رأيت ساقه وانا ملك له
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن على ابن ثابت اخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري اخبرنا عبد الله بن محمد بن علي النيسابوري اخبرنا ابو حامد ابن الشرقي قال سمعت ابا عمر والخفاف يقول رأيت محمد بن يحيى في النوم فقلت يا ابا عبد الله ما فعل الله بك فقال غفر لي قلت ما فعل علمك قال كتب بماء الذهب ورفع الى عليين
32
يحيى ين معاذ ابو زكريا الرازي الواعظ سمع اسحاق بن سليمان الرازي ومكي بن ابراهيم البلخي وعلى بن محمد الطنافسي
روى عنه ابو عثمان الزاهد وابو العباس الماسر جسي ويحيى بن زكريا المقابري
دخل بلاد خراسان ثم انصرف الى نيسابور فسكنها الى ان توفي بها
انبأنا ابو بكر بن محمد بن عبد الباقي اخبرنا ابراهيم بن محمد على الجوزي قال سمعت عبد الجبار بن عبد العزيز المصري يقول سمعت ابا الحسن بن العباس الكرماني يقول سمعت عبد الواحد بن محمد يقول جاء الى شيراز يحيى بن معاذ الرازي وله عيبه حسنة ولبس دست ثياب اسود فكان احسن شيء فصعد الكرسي فاجتمع اليه الناس واول ما بدأ به أنشا يقول ... مواعظ الواعظ لن تقبلا ... حتى يعيها قلبه اولا ... يا قوم من اظلم من واعظ ... خالف ما قد قاله في الملا ... اظهر بين الناس احسانه ... وبارز الرحمان لما خلا ...
وسقظ عن الكرسي وغشي عليه ولم يتكلم في ذلك اليوم ثم انه ملك قلوب اهل

شيراز بعد ذلك حتى اذا اراد ان يضحكهم اضحكهم واذا اراد ان يبكيهم ابكاهم واخذ سبعة آلاف دينار من البلد
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي ابن ثابت اخبرنا ابو حازم عمر بن احمد العبدوي قال سمعت منصور بن عبد الوهاب يقول قال ابو عمرو محمد بن احمد الصرام دخل يحيى بن معاذ الرازي على علوى ببلخ زائرا له فسلم عليه فقال العلوى ليحيى ايد الله الاستاذ ما تقول فينا اهل البيت فقال ما أخبرنا اقول في طين عجن بماء الوحي وغرس سماء الرسالة فهل يفوح منهما الا مسك الهدى وعنبر التقى قال فحشا العلوى فاه بالدراهم ثم زاره من الغد فقال له يحيى ين معاذ ان زرتنا فبضلك وان زرناك فلفضلك فلك الفضل زائرا ومزورا انبأنا زاهر بن طاهر انبانا ابو بكر البيهقي الحاكم ابو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري قال سمعت على بن بندار يقول سمعت محمد بن جعفر بن علكان يقول سمعت يحي بن معاذ يقول من خان الله في السر هتك ستره في العلانية
توفي يحيى بن معاذ بنيسابور في جمادى الاولى من هذه السنة وكتب على قبره مات حكيم الزمان يحيى بن معاذ
33
يحيى بن عبد الله الجلاء صحب بشر بن الحارث وكان رجلا صالحا قيل لابنه ابي عبد الله لم سمي ابوك الجلاء فقال ما جلا ابي قط شيئا وما كان له صنعة قط كان يتكلم على الناس فيجلوا القلوب فسمى الجلاء
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا بن علي اخبرنا ابو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن الحسين النيسابوري قال سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول سمعت ابا عمرو الدمشقي يقول سمعت ابن الجلاء يقول قلت لابي وامي احب ان تهباني لله تعالى فقالا قد وهبناك لله فغبت عنهما مدة فرجعت من غيبتي وكانت ليلة مطيرة فدققت عليهما الباب فقالا من فقلت ولدكما قالا كان لنا ولد فوهبناه لله ونحن من العرب لا نرجع فيما وهبنا وما فتح لي

الباب
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرنا عبد العزيز بن على الازجي حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني حدثنا محمد بن داود حدثنا ابو عبد الله احمد ابن يحيى الجلاء قال مات ابي فلما وضع في المغتسل رأيناه يضحك فالتبس على الناس امره فجاؤا بطبيب وغطوا وجهه فقال هذا ميت فكشفوا عن وجهه الثوب فرآه يضحك فقال الطبيب ما ادري حي هو ام ميت وكان اذا جاء انسان ليغسله لبسته منه هيبة ولا يقدر على غسله حتى جاء رجل من اخوانه فغسله وكفن وصلى عليه ودفن
34
محمد بن عمرو بن حماد بن عطاء ويقال محمد بن عبد الله بن عمرو بن حماد بن عبد الله مولى أبي بكر الصديق ويعرف بالجماز من أهل البصرة
كان شاعرا أديبا ما جنا وكان يقول أنا أكبر سنا من أبي نواس
دخل بغداد في أيام الرشيد وأيام المتوكل
اخبرنا القزاز قال أنبأنا الخطيب قال أنبأنا أحمد بن محمد الكاتب قال حدثني محد بن عبد الله بن الفضل بن تفرجل قال أنبأنا أحمد بن يحيى الصولى قال أنبأنا يموت بن الزرع قال جلس الجماز يأكل على مائدة بين يدي جعفر بن القاسم وجعفر يأكل على مائدة اخرى من القوم وكانت الصحفة ترفع من بين يديه وتوضع بين يدي الجماز ومن معه فربما جاء قليل وربما لم يجيء شيىء نقال الجماز أصلح الله الأمير ما نحن اليوم إلا عصبة وربما دخل لنا بعض المال وربما اخذ أهل السهام فلم يبق لنا شيء
قال ونبأنا يموت قال كان أبي والجماز يمشيان وأنا خلفهما بالعشي فمررنا بإمام وهو ينتظر من يمر به فيصلي معه فلما رآنا أقام الصلاة مبادرا فقال له الجماز دع عنك هذا فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن يتلقى الجلب
أخبرنا عبد الرحمن قال أنبأنا الخطيب أنبأنا علي بن أيوب اللقمي اخبرنا محمد بن عمران المرزباني أنبأنا الصولي نبأنا عون ابن محمد الكندي نبأنا عاليته بن شبيب التميمي قال كنا نكثر الحديث عن الجماز عند المتوكل فأحب أن يراه وكنت فيمن حمله فلما دخل عليه لم يقع الوقع الذي أردناه فتعصبنا كلنا له فقال له المتوكل تكلم فإني أريد أن أستبرئك فقال الجماز

بحيصة أو بحيضتين فضحك الجماعة فقال له الفتح قد كلمت امير المؤمنين فيك حتى ولاك جزيرة القرود فقال له الجماز انت على السمع والطاعة أصلحك الله فحصر الفتح وسكت وأمر له المتوكل بعشرة آلاف درهم فأخذها فمات من الفرح
سنة 259
ثم دخلت سنة تسع وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها إنه رجع الوفق من حرب الزنج معتلا بالمرض فبعث المعتمد موسى بن بفا بشخص من سامر أنحوا الزنج وذلك في ذي القعدة وشيعه المعتمد وخلع عليه في الطريق وقامت بينه وبينهم حروب يطول ذكرها في بضعة عشر شهرا ثم انصرف موسى عن الحرب ووجد في هذه السنة بجماعة من الزنج أرسى إلى سامرا فوثب بهم العامة فقتلوا أكثرهم ودخل الزنج الأهواز في هذه السنة فقتلوا زهاء خميسن ألفا وحج بالناس في هذه السنة إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر 35
أحمد بن عمرو بن يونس أبو جعفر السوسي الكوفي روي عنه أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي أنه كان معه بعد انصرافه من الحج وهو يريد مصر وأنه قال له انظر إلى الهلال يعني هلال المحرم قال فنظرت إليه فقال لي استوفيت مائة سنة ثم قال وضئني للصلاة يعني المغرب فوضأته ودخل فيها فسجد سسجدة وطال على أمره فيها وجدته ميتا فدفناه هنالك 36
إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن
أبو يعقوب المعروف بالنبوي ويلقب لؤلؤ سمع
إسماعيل بن علية ووكيع بن الجراح وغيرهما وكان صدوقا ثقة مكمونا وتوفي في شعبان هذه السنة

37 - بشر بن مطر بن ثابت
أبو أحمد الدقاق الواسطي نزل سامرا وحدث بها عن سفيان بن عيينة ويزيد أبن هارون وإسحاق الأزرق روى عنه ابن صاعد
قال أبو حاتم الرازي هو صدوق قال ابن قانع وتوفي في هذه السنة وقال غيره سنة إثنتين وستين ومائتين
جعفر بن محمد أبن جعفر النقفي سمع أباه وعباد بن العوام وأبا بكر بن عياش وهشيما وغيرهم ونزل الموصل فحدث بها وتوفي في هذه السنة
حجاج بن يوسف ابن حجاج أبو محمد النفقي يعرف بابن الشاعر وكان أبوه شاعرا صحب أبا نواس واخذ عنه ويلقب يوسف لقوة منشؤه بالكوفة وأما حجاج فبغدادي المولد سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد وأبا أحمد الزبيري وشبابه وعبد الرزاق
روى عنه ابو داود ومسلم وآخر من روى عنه الحسين بن إسماعيل المحاملى وكان ثقة فهما حافظا صدوقا
قال ابو حاتم الرزاي هو صدوق
ووقال النسائي ثقة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال أخبرني الأزهري أخبرنا أبو سعد الإدريسي أخبرنا احمد بن أحيد البخاري حدثنا صالح بن محمد الحافظ قال سمعت حجاج بن الشاعر يقول جمعت لي أمي مائة رغيف فجعلتها في جراب وانحدرت إلى شبابة إلى المدائن وأقمت ببابه مائة يوم كل يوم أجيء برغيف فأغمسه في دجلة فآكله فلما نفد خرجت
توفي حجاج في هذه السنة
عبد الله بن هاشم ابن حيان أبو عبد الرحمن الطوسي
سمع سفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد وابن مهدي
روى عنه مسلم في صحيحه وابن صاعد وكان قديما يتكلم بالرأي ثم مال إلى الحديث وترك ذلك وتوفي في هذه السنة وقيل في التي قبلها


محمد بن الحسن بن سعيد أبو جعفر الأصبهاني سكن بغداد وحدث بها عن بكر بن بكار وغيره روى عنه ابن صاعد وأبو الحسين إبن المنادي وغيرهما وكان ثقة
محمد بن الحسن إبن نافع أبو عروبة الباهلي البصري قدم بغداد وحدث بها عن سلم بن سليمان الضبي وغيره روى عنه إبن مخلد وإسماعيل الصفار أحاديث مستقيمة
محمد بن قيم إبن واتد العنبري الإفريقي يروى عن أنس بن عياض توفي بعقصة في هذه السنة
قال أبو سعيد بن يونس ويقال ان هذه المدينة لا تمطر اصلا وإنما تجيئها الميرة من غيرها وفي أهلها جفاء عظيم
سنة ثم دخلت سنة ستين ومائتين
فمن الحوادث فيها أن قائد الزنج قتل على بن زيد العلوي صاحب الكوفة
وفيها إشتد الغلاء في علية بلاد الإسلام ناجلى عن مكة من كان مجاورا بها من شدة الغلاء إلى المدينة وغيرها من البلدان ورحل عنها العامل الذي كان بها وبلغ كرا لحنطة ببغداد خمسين ومائة دينار ودام ذلك شهورا
وفيها أمر مفلح التركي أن تزداد في جامع المنصور الدار المسماة بدار القطان وكان تديما دوانا للمنصور قتقثدم مفلح الى صاحبه االقطان ببنائها وجعلها في الجامع ليصلي فيها ننسبت الى القطان وحج بالناس في هذه السنة إبراهيم بن محمد الذي حج بهم في التي قبلها
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر 44 - إبراهيم بن عيسى

أبو إسحاق كان كاتب الحارث بن مسكين وهارون بن عبد الله وعيسى بن المنكدر وكلهم ولي قضاء مصر وروى عن إبن وهب والشافعي وتوفي في هذه السنة
أيوب بن إسحق بن إبراهيم إبن سافري أبو سليمان سمع من محمد بن عبد الله الأنصاري وخلق وكان صدوقا سكن الرملة وحدث بها وبمصر
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت حدثنا الصوري
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن أخبرنا أبو سعيد بن يونس قال أيوب بن إسحاق إبن سافري قدم مصروحدث بها وكان أخباريا ويقال أنه مرزوي سكن بغداد وقدم إلى دمشق فأقام بها وقدم من دمشق إلى مصر وكان في خلقه زعارة وسأله ابو حميد في شيءء يكتبه من الأخبار فمطله وكان شاعرا فكتب إليه
... الحمد لله لا تحصى له عددا ... ما زال أحسانه فينا له مددا ... إذ لم أخط حديثا عنك أعلمه ... ولا كتبت لغيري منك مجتهدا ... إلا أحاديث خوات وقصته ... عن البعير ولما قال قد شردا ... فسوف أخرجها إن شئت من كتبي ... ولا أعود لشيء بعدها أبدا ...
توفي بدمشق في ربيع الآخر من هذه السنة
أيوب بن أبي الوليد أبو سليمان الضرير حدث عن أبي معاوية الضرير 2 وإسحاق الأزرق وغيرهم
روى عنه ابن صاعد والمحاملي وإبن مخلد وتوفي في محرم هذه السنة
الحسن بن علي ابن محمد بن علي بن موسى بن جعفر أبو محمد العسكري ولد سنة أحدى وثلاثين ومائتين وكان في سر من رأي وبها مات وهو أحد من تعتقد فيه الشيعة إلإؤمامة

وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة ودفن إلى جانب أبيه
الحسن الفلاس أحد المتعبدين البغداديين عاصر سريا السقطي وكان يفخم امره ويقول يعجبني طريقته وكان حسن لا يأكل إلا القمام
أخبرنا محمد بن أبي منصور أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الزهري قال حدثني أبي حدثنا ابو عبد الله محمد بن العباس بن الفضل قال سمعت وهب بن نعيم الهضضيم يقول جاء حسن الفلاس إلى بشر بن الحارث يزوره مرة ومرتين وثالثا يتردد إليه في مسألة ليكون الحجة فيما بينه وبين الله تعالى فتركه بشر وقام مرة ومرتين وثلاثا فلما كان بعد ذلك تبعه إلى المقابر فلما صار إلى المقابر وقف بشر فقال له يا حسن أيود هؤلاء أن يردوا فيصلحوا ما أفسدوا ألا فأعلم ياحسن أنه من فرح قلبه بشىء من الدنيا إخطأ الحكمة قلبه ومن جعل شهوات الدنيا تحت قدميه فرق الشيطان من ظله ومن غلب هواه فهو الصابر الغالب ألا فأعلم إن البلاء كله في هواك والشفاء كله في مخالفتك إياه فإذا لقيته فقل له قال لي
فرجع الحسن فعاهد الله تعالى إن لا يأكل مايباع ولا ما يشتري ولا ما يشتري ولا يلبس ما يباع ولا ما يشترى ولا يمسك بيده ذهبا ولا فضة ولا يضحك وكان يأوي ستة أشهر في العباسية وستة أشهر حول دار البطيخ ويلبس ما في المزابل ولقيه رجل بالبدنون منصرفا على هذه الصورة فقال يا حسن من ترك شيئا لله عوضه الله ما هو خير منه فما عوضك فقال الحسن الرضا بما ترى فلما رجع من عزاته خرج به خراج فكانت فيه منيته فلما اشتد به امره قال لمولاة لا تسقيني ماء حتى اطلبه منك
فلما قرب منه الامر طلب منها الماء فشرب وقال لقد اعطاني ما يتنافس فيه المتنافسون
49
الحسن بن محمد بن الصباح ابو علي الزعفراني من قرية يقال لها الزعفرانية
سمع سفيان بن عيينة واسمعيل بن

عليه ووكيعا ويزيد بن هارون وعفان بن مسلم وروى عن الشافعي كتابه القديم وقرأ عليه
حدث عنه البخاري في صحيحه وابن صاعد والمحاملي وكان ثقة ودرب الزعفراني المسلوك فيه من باب الشعير الى الكرخ اليهع ينسب
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال اخبرني علي بن ايوب القمي اخبرنا محمد بن عمران الكاتب قال حدثني ابراهيم بن سهل حدثنا احمد بن محمد الشطوي وعبد بن محمد بن علي بن شهاب قال سمعت ابا علي الحسن بن محمد بن الصباح ينشد وقد اجتمع اليه الناس ليحدثهم
... لا والذي تجسد الجباه له ... ما لي بما دون ثوبها خبر ... ولا بفيها ولا هممت بها ... ما كان الا الحديث والنظر ...
فقال له رجل يا ابا علي ان هذا تغنى به فقال ثكلتك امك وهل يغنى الا بالشعر الجيد توفي الزعفراني بالجانب الغربي في هذه السنة
50
حنين بن اسحاق الطبيب بلغ غاية في علم الطب وتوفي في هذه السنة
51
حمزة بن العباس ابو علي المروزي
قدم بغداد حاجا وحدث بها عن عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن ابن شقيق
روى عنه ابو بكر بن ابي الدنيا وابن صاعد وابن مخلد وتوفي في هذه السنة حاجا
52
رجاء بن الجلرود ابو المنذر الزيات سمع الواقدي وابا عاصم النبيل والاصمعي والقعنبي
روى عنه ابن صاعد والمحملي وكان ثقة توفي
في رجب هذه السنة
53
عبيد الله بن سعيد بن ابراهيم

ابو الفضل الزهري سمع عمه يعقوب وروح بن عبادة روى عنه البخاري في الصحيح والباغندي والبغوي وابن صاعد وكان ثقة
توفي في ذي الحجة من هذه السنة
54
عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ابو محمد العبدي النيسابوري سمع سفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد وابن مهدي روى عنه البخاري ومسلم في صحيحهما
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال اخبرنا محمد بن علي المقرىء اخبرنا محمد بن عبدالله النيسابوري قال سمعت محمد بن صالح بن هانىء يقول سمعت ابراهيم ابن ابي طالب يقول سمعت عبد الرحمن بن بشر بن الحكم يقول حملني بشر بن الحكم على عاتقه في مجلس سفيان بن عيينة يقول يامعشر اصحاب الحديث انا بشر بن الحكم النسيسابوري سمع أبي الحكم بن حبيب بن سفيان بن عينة وقد سمعت انا منه وحدثت عنه بخراسان وهذا ابني عبد الرحمن قد سمع منه
توفي عبد الرحمن في هذه السنة
55
محمد بن احمد بن سفيان ابو عبد الله البزاز الترمذي سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن عمر القواريري وغيره وكان ثقة
56
محمد بن بيان بن مسلم ابو العباس الثقفي حدث عن الحسن بن عرفة عن ابن مهدي عن مالك عن الزهري بحديث لا اصل له فليست العلة الا من جهنه وقد اغنى اهل العلم ان ينظروا في حاله
57
محمد بن مسلم بن عبد الرحمن ابو بكر القنطري الزاهد كان ينزل قنطرة البردان وكان يشبه في الزهد ببشر الحافي

وكان يكتب جامع سفيان لقوم لا يشك في صلاحهم ويتقوت بالاجرة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت حدثنا عبد العزيز بن ابي الحسن القرميسيني قال سمعت علي بن عبد الله الهمذاني يقول سمعت مظفر بن سهل المقريء يقول قال ابو بكر احمد بن محمد المروذي دخلت على ابي بكر بن مسلم صاحب قنطرة البردان يوم عيد فوجدته وعليه قميص مرقوع نظيف مطبق وقدامه قليل خرنوب يقرضه فقلت يا ابا بكر اليوم عيد الفطر وتأكل خرنوبا فقال لي لا تنظر الى هذا ولكن انظر ان سألتني من اين هو ايش اقول توفي ابو بكر بن مسلم يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحجة من هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة احدى وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان المعتمد جلس في دار العامة لا ثنتي عشر مضت من شوال فولى جعفر ابنه العهد وسماه المفوض الى الله تعالى وولاه المغرب وضم اليه موسى بن بغا وولاه افريقية ومصر والشام والجزيرة والموصل وارمينية وطريق خراسان ومهرجان قذق وحلوان وولى ابا احمد اخاه العهد بعد جعفر وولاه المشرق وضم اليه مسرور البلخي وولاه بغداد والسواد والكوفة وطريق مكة والمدينة واليمن وكسكروكور دجلة والاهواز واصبهان وقمم والكرج والدينور والري وزنجان وقزوين وخراسان وطبرستان وكرمان وسجستان والسند وعقد لكل واحد فهما لوائين اسود وابيض وشرط ان حدث به حدث الموت وجعفر لم يكمل للامر ان يكون الامر لابي احمد ثم لجعفر واخذت البيعة على الناس بذلك وفرقت نسخ الكتاب بذلك وبعث نسخة مع الحسن بن محمد بن ابي الشوارب ليعلقها في الكعبة فعقد جعفر المفوض الموسى بن بغا على المغرب في شوال وسار مسرور البلخي مقدمة لابي احمد من سامر السبع خلون من ذي الحجة
وحج بالناس في هذه السنة الذي حج بهم في التي قبلها


ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 58 - ا
لحسن بن محمد ابن عبد الملك بن ابي الشوارب القرشي
ولي القضاء بسر من رأى وولاه قاضي القضاة جعفر بن عبد الواحد بن سليمان بن علي فولى في ايام المتوكل وبعده وكان فقيها سخيا ذا مروءة وكرم عظيم ولم تزل في بيته امارة ورياسة منهم عتاب بن اسيد ولاه رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة وخالد بن اسيد وهو جد آل ابن ابي الشوارب
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي قال اخبرني الازهري اخبرنا احمد بن ابراهيم حدثنا ابن عرفة قال اخبرني من حضر محمد بن عبد الملك بن ابي الشوارب وقد ورد عليه كتاب ابنه الحسن بولاية القضاء فكتب اليه وصل الى كتابك بتوليتك القضاء وحاشى لوجهك الحسن يا حسن من النار
اخبرنا احمد بن علي اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قريء على بن المنادي وانا اسمع قال دخل الى مدينة السلام الحسن بن محمد بن ابي الشوارب قاضي القضاة للمتعمد فتوفي بمدينة السلام لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة احدى وستين وصلى عليه يوسف بن يعقوب
وذكر ابن جرير الطبري انه توفي بمكة
59 - الحسين بن بحر بن يزيد البيروذي
من نواحي الاهواز قدم بغداد وحدث عن حجاج بن نصير وجبارة بن مغلس وغيرهما
وروى عنه ابن صاعد وابن ابي داود وابن مخلد وكان ثقة خرج الى الغزو فأدركه اجله بملطية وتوفي في رمضان هذه السنة
60
الحسين بن نصر بن المعارك ابو علي سكن مصر وحدث بها عن ابي نعيم الفضل بن دكين ونعيم بن حماد وكان

ثقة ثبتا وتوفي بمصر في شعبان هذه السنة
61
سليمان بن توبة بن زياد ابو داود النهرواني
سمع يزيد بن هارون وروح بن عبادة واسامة
روى عنه ابن مخلد وقال عبد الرحمن بن ابي حاتم كتبت عنه وكان صدوقا
وقال الدارقطني ثقة توفي في صفر هذه السنة
62
سليمان بن خلاد ابو خلاد المؤدب
سكن سر من رأى وحدث بها عن يزيد بن هارون وشبابه
روى عنه ابن ابي داود وابن مخلد
وقال ابن ابي حاتم كتبت عنه مع ابي وهو صدوق وتوفي بسر من رأى في هذه السنة
63
شعيب بن ايوب ابن زريق بن معبد بن شيطا ابو بكر الصيرفي من اهل واسط
سمع يحيى بن آدم وابا داود الحفري
روى عنه ابن صاعد وابن مخلد والمحاملي
ولي قضاء جند يسابور قال الدارقطني هو ثقة توفي في هذه السنة
64
طيفور بن عيسى بن سروشان ابو زيد البسطامي وكان سروشان مجوسيا فاسلم وكان لعيسى ثلاثة اولاد آدم وهو اكبر هم وابو يزيد اوسطهم وعلى اصغرهم وكانوا كلهم عبادا زهادا اخبرنا ابو بكر العامري اخبرنا على بن ابي صادق اخبرنا ابن باكويه قال سمعت احمد بن الحسن القومسي قال سمعت محمد بن عبد الله قال سمعت العباس بن حمزة يقول صليت خلف ابي يزيد البسطامي الظهر فلما اراد ان يرفع يديه ليكبر لم يقدر اجلالا لاسم الله تعالى وارتعدت فرائصه حتى كنت اسمع تقعقع عظامه فهالني ذلك
اخبرنا ابن ناصر اخبرنا ابو الفضل محمد بن علي السهلكي قال حدثني ابو الحسن علي بن محمد القوهي حدثنا عيسى بن محمد عن ابيه محمد بن عيسى حدثنا موسى بن عيسى قال حدثني ابو عيسى بن آدم ابن اخي ابي يزيد قال كان ابو يزيد يزجر

نفسه فيصيح عليها ويقول يا مأوى كل سوء المرأة اذا حاضت طهرت في ثلاثة ايام واكثره لعشرة وانت يا نفس قاعدة منذ عشرين وثلاثين سنة ما طهرت فمتى تطهرين ان وقوفك بين يدي الله عز و جل طاهر فينبغي ان تكوني طاهرة توفي ابو يزيد في هذه السنة وله ثلاثة وسبعون سنة
65 - عبد الله بن الهيثم بن عثمان
ابو محمد العبدي من اهل البصرة قدم بغداد وحدث بها عن ابي عامر العقدي وابي داود الطيالسي روى عنه البغوي والمحاملي وكان ثقة توفي بالشام في هذه السنة
66 - عبد الرحمن المتطبب
كان احمد بن حنبل يثني عليه وكان يدخل عليه وعلى بشر اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت قال اخبرني ابو الفضل عبد الصمد بن محمد الخطيب حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني قال حدثني ابو محمد الحسن بن عثمان بن عبدويه حدثنا ابي قال سمعت عبد الرحمن الطبيب وهو طبيب احمد بن حنبل وبشر الحافي قال اعتلا جميعا في مكان واحد فكنت ادخل الى بشر فاقول كيف تجدك يا ابا نصر قال فيحمد الله تعالى ثم خبرني فيقول احمد الله اليك احد كذا وكذا وادخل على ابي عبد الله فأقول كيف تجدك يا ابا عبد الله فيقول بخير فقلت له يوما ان اخاك بشرا عليك واسأله بحاله فيبدأ بحمد الله فقال تعالى ثم يسخبرني نقال سله عمن أخذ هذا فقلت إني اهابه أني اسأله قل قال لك اخوك ابو عبد الله عمن اخذت هذا قال فدخلت عليه فعرفته ما قال فقال لي ابو عبد الله لا يزيد الشيء الا بالاسناد ازهر عن ابن عون عن ابن سيرين اذا حمد الله تعالى العبد قبل الشكوى لم تكن شكوى انما اقول لك كذا اعرف قدرة الله تعالى في قال فخرجت من عنده فمضيت الى ابي عبد الله فعرفته فكنت بعد ذلك اذا دخلت عليه يقول احمد الله اليك ثم يذكر

ما يجد
67 - عثمان بن معبد بن نوح المقري
سمع ابا نعيم الفضل بن دكين روى عنه ابن ابي الدنيا واين صاعد وكان ثقة وتوفي بالجانب الغربي من بغداد في صفر هذه السنة
68 - علي بن الحسين بن ابراهيم بن الحر
ويعرف بابن اشكاب سمع اسمعيل ابن علية وابا معاوية روى عنه ابو داود وابن صاعد وكان ثقة صدوقا توفي في شعبان هذه السنة
69 - قطن بن ابراهيم
ابو سعيد القشيري النيسابوري ولد سنة ثمانين ومائة وسمع من عبدان وقبيصة وغيرهما روى عنه ابو زرعة وابو حاتم الرازيان وغيرهما وكان مسلم بن الحجاج قد كتب عنه فازدحم الناس عليه حتى حدث بحديث ابراهيم بن طهمان عن ايوب عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ايما اهاب دبغ فقد طهر فطالبوه بالاصل فأخرجه وقد كتبه على الحاشية فتركه مسلم وكان قد سأل محمد ابن عقيل عن هذا الحديث فقال ابن عقيل حدثنا حفص عن ابن طهمان فخرج هذا الى الناس فقال حدثنا حفص فاتضع لهذا وتوفي قطن في هذه السنة
70 - محمد بن الحسين بن ابراهيم بن الحر
ابو جعفر العامري ويعرف بابن اشكاب ولد في سنة احدى وثمانين ومائة وسمع ابا النضر وغيره واخرج عنه البخاري في صحيحه وكان حافظ صدوقا ثقة من اهل العلم والامانة وتوفي في محرم هذه السنة وله ثمانون سنة
71 - محمد بن خلف
ابو بكر المقري ويعرف بالحدادي سمع حسينا الجفي وغيره روى عنه البخاري في صحيحه قال الدارقطني كان فاضلا ثقة توفي في ربيع الاول هذه السنة

72 - محمد بن علي بن محرز
ابو عبد الله البغدادي كان محدثا ثقة فهما وفي اخلاقه زعارة حدث بالكثير وتوفي بمصرفي ربيع الآخر من هذه السنة
73 - محمد السمين
كان استاذ الجنيد وله منازلات في التوكل والشوق اخبرنا عمر بن ظفر اخبرنا جعفر بن احمد اخبرنا عبد العزيز بن علي الازحي اخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم حدثنا الخلدي قال قال الجنيد قال الجنيد قال لي السمين كنت في وقت من الاوقات اعمل على الشوق وكنت اجد من ذلك شيئا انابه مستقبل فخرجت الى الغزو بهذه الحال وغزا الناس وغزوت معهم وكثر العدو على المسلمين وتقاربوا والتقوا ولزم المسلمين من ذلك خوف لكثرة الروم قال محمد فرأيت نفسي في ذلك الموطن وقد لحقها روع فاشتد ذلك علي فجعلت اوبخ نفسي والومها واؤنبها واقول لها يا كاذابة تدعين الشوق فلما جاء الموطن الذي يؤمل فيه الخروج اضطربت وتغيرت فانا اوبخها اذ وقع علي ان انزل الى النهر فاغتسل فخلعت ثيابي واتزرت ودخلت النهر واغتسلت وخرجت وقد اشتدت لي عزيمة لا ادري ما هي فخرجت بقوة تلك العزيمة ولبست ثيابي واخذت سلاحي ودنوت من الصفوف وحملت بقوة تلك العزيمة حملة وانا لا ادري كيف انا فخرجت صفوف المسلمين وصفوف الروم حتى صرت من ورائهم ثم كبرت تكبيرة فسمع الروم تكبيرا وظنوا ان كمينا قد خرج عليهم من ورائهم فولوا وحمل عليهم المسلمين فقتل من الروم بسبب تكبيرتي تلك نحو اربعة آلاف وجعل الله عز و جل ذلك سبب النصر والفتح
74 - محمد بن حماد
ابا عبد الله الطهراني رحل في طلب الحديث فسمع من عبد الرزاق وغيره وكان له فهم وهو منسوب الى طهران قرية من قرى الري وثم من ينسب

الى طهران وهي قرية اخرى من قرى خراسان الا ان طهران الري اشهر من تلك توفي ابن حماد بعسقلان في ربيع الآخرة من هذه السنة
75 - مسلم بن الحجاج بن مسلم
ابو الحسين القشيري النيسابوري سمع بنيسلبور يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد واسحاق بن راهويه وغيرهم وبالري محمد بن مهران وغيره وببغداد احمد بن حنبل وغيره وبالبصرة القعبني وغيره وبالكوفة حفص بن غياث وغيره وبالمدينة اسمعيل بن ابي اويس وغيره وبمكة سعيد بن منصور وغيره وبمصر حرملة بن يحيى وغيره وكان تام القامة ابيض الرأس واللحية وكان من كبار العلماء واوعية العلم وله مصنفات كثيرة منها المسند الكبير على الرجال وما نظن أنه سمعه منه أحد وكتاب الجامع الكبير على الابواب وكتاب الاسامي والكنى وكتاب المسند الصحيح وقال صنفته من ثلاثمائة الف حديث مسموعة وكتاب التمييز وكتاب العلل وكتاب الوحدان وكتاب الافراد وكتاب الاقران وكتاب سؤالات احمد بن حنبل وكتاب الانتفاع باهب السباع وكتاب عمرو بن شعيب يذكر من لم يحتج بحديثه وما اخطأ فيه وكتاب مشايخ مالك بن انس وكتاب مشايخ الثوري وكتاب مشايخ شعبة وكتاب ذكر من ليس له الاراو واحد من رواة الحديث وكتاب المخضر مين وكتاب اولاد الصحابة فمن بعدهم من المحدثين وكتاب ذكر اوهام المحدثين وكتاب تفضيل سنن وكتاب طبقات التابعين وكتاب افراد الشاميين من الحديث وكتاب معرفة
قدم بغداد مرارا فآخر قدومه كان في سنة تسع وخمسين ومائتين سمع منه يحيى بن صاعد ومحمد بن ملخد
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال اخبرنا محمد بن المقري حدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال سمعت ابا عبد الله محمد بن يعقوب يقول سمعت احمد بن سلمة يقول عقد لمسلم مجلس للمذاكرة فذكر له حديث لم يعرفه

فانصرف الى منزله واوقد السراج وقال لمن في الدار لا يدخلن احد منكم هذا البيت فقيل له اهديت لنا سلة فيها تمر فقال قدموها الى فقدموها اليه فكان يطلب الحديث ويأكل تمرة تمرة فأصبح وقد فنى التمر ووجد الحديث
قال محمد بن عبد الله اخبرني الثقة من اصحابنا انه مات منها
توفي مسلم في رجب هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة اثنتين وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها خروج المعتمد الى حرب يعقوب بن الليث الصفار وكان يعقوب قد عصى وتجبر فعسكر المعتمد يوم السبت لثلاث خلون من جمادي الآخرة واستخلف على سامرا ابنه جعفرا ثم سار وقدم اخاه ابا احمد لحربه فجعل ابو احمد على ميمنته موسى بن بغا وعلى ميسرته مسرورا والتقى العسكران يوم الاحد العاشر من رجب مع الظهر فشدت ميسرة يعقوب على ميمنة ابي احمد فهزمتها وقتلت منها جماعة وكره اصحابه القتال لما علموا ان السلطان قد حضر القتال فحملوا على يعقوب فانهزم اصحابه اقبح هزيمة
وقرىء على الناس كتاب ولم يزل المارق المسمى يعقوب بن الليث الصفار ينتحل الطاعة حتى احدث الاحداث المنكرة من مصيره الى فارس مرة بعد مرة واستيلائه على اموالها واقباله الى باب امير المؤمنين مظهر المسألة امور اجابه امير المؤمنين فيها الى ما لم يكن يستحقه استصلاحا له فولاه خراسان والري وفارس وقزوين وزنجان والشرطة ببغداد وامر ان يكنى في كتابه واقطعه الضياع النفيسة فما زاده ذلك الا طغيانا وبغيا وامره بالرجوع فأبى فنهض امير المؤمنين لدفع الصفار ثم غلب يعقوب ابن الليث على فارس ثم رجع المعتمد الى معسكره وعاد الى المدائن وفي هذه السنة ولى القضاء على بن محمد بن ابي الشوارب وولى اسمعيل بن اسحاق قضاء الجانب الشرقي من بغداد وجمع له الجانبان
ومن الحوادث في هذه السنة ما انبأنا به ابو بكر بن محمد بن ابي طاهر البزار عن

ابي الحسين بن المهتدي قال رأيت بخط ابن الفرات حدثنا القاضي ابو الحسن الجراحي حدثني عبد الخالق بن الحسن قال سمعت ابا عون الفرائضي يقول خرجت الى مجلس احمد بن منصور الزيادي سنة اثنتين وستين ومائتين فلما صرت بطاق الحراني رأيت رجلا قد امر بالقبض على امرأة وامر بجرها فقالت له اتق الله فأمر ان تجر فلم تزل تناشده الله وهو يأمر بجرها الى باب القنطرة فلما يئست من نفسها رفعت رأسها الى السماء ثم قالت قل اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ان كان هذا يظلمني فخذه قال ابو عون فوقع الرجل على ظهره ميتا وانا اراه فحمل على جنازة وانصرفت المرأة
وحج بالناس في هذه السنة الذي حج بهم قبلها
ذكر من توفي فيه هذه السنة من الاكابر 76 - احمد بن الحسن بن القاسم
ابو الحسن الكوفي يعرف برسول نفسه حدث عن ابن عيينة وغيره قال الدارقطني هو متروك الحديث قال ابن حبان يضع الحديث على الثقات توفي بمصر في هذه السنة
77 - اسحاق بن ابراهيم
ابن محمد ابو يعقوب الصفار روى عن عبد الوهاب والواقدي روى عنه ابن صاعد والباغندي وغيرهما وآخر من روى عنه ابن مخلد وكان ثبتا ثقة متقنا حافظا توفي في هذه السنة
78
حاتم بن الليث وبعض الرواة يقول ابن أبي الليث بن الحارث بن عبد الرحمن ابو الفضل الجوهري روى عن اسمعيل بن ابي اويس وغيره روى عنه الباغندي وغيره وأخر من روى عنه ابن مخلد وكان ثقة ثبتا حافظا كوفي في هذه السنة

حمدان بن عمارة
ابو جعفر البزار سمع من جماعة وروى عنه ابن صاعد وابن مخلد وكان ثقة واسمه محمد ولقبه حمدون وهو الغالب عليه وتوفي في جمادي الاولى من هذه السنة
80 - خلف بن ربيعة
ابن الوليد ابو سليمان الحضرمي روى عن ابيه وابن وهب وكان عالما بأخبار مصر توفي في هذه السنة
81 - خالد بن يزيد
ابو الهيثم التميمي خراساني الاصل كان احد كتاب الجيش ببغداد وله شعر مروى وعاش دهرا طويلا واختلط في آخر عمره فقيل ان السوداء غلبت عليه وقيل بل كان يهوى جارية لبعض الملوك ولم يقدر عليها فسمع يوما منشدا ينشد ... من كان ذا شجن بالشام يطلبه ... ففي سوى الشام امسى الاهل والشجن ...
فبكى حتى سقط على وجهه ثم افاق مختلطا واتصل به ذلك حتى وسوس وكان قبل ذلك ينادم على بن هشام وسبب ذلك انه انشده يوما ... يا تارك الجسم بلا قلب ... ان كنت أهواك فما ذنبي ... يا مفردا بالحسن افردتني ... منك بطول الهجر والعتب ... حسيبك الله لما بي كما ... انك في فعلك بي حسبي ...
فجعله في ندمائه الى ان قتل ثم صحب الفضل بن مروان فذكره للمعتصم وهو بالماحوزة قبل ان تبني سر من رأى فامر باحضاره واستنشده فأعجب به ولما بنيت سامرا قال خالد ... عزم السرور على المقا ... م بسر من رأى للامام ... بلد المسرة والفتو ... ح المستنيرات العظام

وتراه اشبه منزل ... في الارض بالبلد الحرام ... فالله يعمره فقد ... اضحى به عز الانام ...
فاستحسنها الفضل واوصلها الى المعتصم قبل ان يقال في سر من رأى فأمر لخالد بخمسة الاف درهم ودخل على ابراهيم بن المهدي فأنشده ... عاتبت قلبي في هوا ... ك فلم اجده يقبل ... فاطعت داعية اليك ولم اطع من يعذل ... لا والذي جعل الوجو ... ه بحسن وجهك تمثل ... لا قلت ان الصبر عنك من التصابي واجمل ...
فأعطاه ثلاثمائة وخمسين دينارا
قال خالد وقال لي علي بن الجهم هب لي بيتك ... ليت ما اصبح من رق ... ة خديك بقلبك ...
فقلت يا جاهل هل رأيت احدا يهب ولده اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي انبأنا علي بن طلحة المقرىء اخبرنا احمد بن محمد بن عمران حدثنا صالح بن محمد حدثنا القعنبي قال مر خالد الكاتب يوما بصبيان فجعلوا يرجمونه يقولون يا خالد يا بارد فقال لهم ويلكم انا بارد وانا الذي اقول ... سيدي أنت لم أقل سيدي أن ... ت لخلق سواك والصب عبد ... خذ فؤادي فقد اتاك بود ... وهو بكر ما افتضه قط وجد ... كبد رطبة يفتتهاالوج ... د خد فيه من الدمع خد ...
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي اخبرنا القاضي ابو حامد الكلواذاني فيما اذن ان نرويه عنه قال اخبرنا ابو عمر الزاهد اخبرنا ثعلب قال م احد من الشعراء تكلم في الليل الا قارب الا خالد الكاتب فانه ابدع في قوله ... وليل المحب بلا آخر ...
فانه بم يجعل له آخر وانشدنا

رقدت ولم ترث للساهر ... وليل المحب بلا آخر ... ولم بدر بعد ذهاب الرقا ... د ما فعل الدمع بالناظر ... ايا من تعبدني ظرفه ... اجرني من طرفك الجائر ... وخذ للفؤاد فداك الفؤا ... د من طرفك الفاتن الفاتر ...
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي اخبرنا القاضي احمد بن محمد الدلوي اخبرنا ابو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب قال سمعت عبد الرحمن ابن مظفر الانباري يقول سمعت ابا القاسم بن ابي حسنة يقول سمعت خالد بن يزيد الكاتب يقول بينا انا مار بباب الطاق اذا براكب خلفي على بغلة فلما لحقني نخسني بسوطه وقال لي انت القائل ليل المحب بلا اخر قلت نعم قال لله ابوك وصف امرؤ القيس الليل الطويل في ثلاثة ابيات ووصفه النابغة في ثلاثة ابيات ووصفه بشار بن برد في ثلاثة ابيات وبرزت عليهم بسطر كلمة لله ابوك قلت بم وصفه امرؤ القيس فقال بقوله ... وليك كموج البحر ارخى سدوله ... على بأنواع الهموم ليبتلي ... فقلت له لما تمطى بصلبه ... واردف اعجازا وناء بككل ... الا ايها الليل الطويل الا انجل ... بصبح وما الا صباح منك بأمثل ...
قلت وبما وصفه النابغة فقال بقوله ... كليني لهم يا اميمة ناصب ... وليل اقاسيه بطيء الكواكب ... تقاعس حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذي يهدي النجوم بآئب ... وصدرا راح الليل عازب همه ... تضاعف فيه الهم من كل جانب ...
قلت وبما وصفه بشار فقال بقوله ... خليلي ما بال الدجى لا تزحزح ... وما بال ضوى الصبح لا يتوضح ... اظن الدجى طالت وما طالت الدجى ... ولكن اطال الليل سقم مبرح ... اظل النهار المستنير طريقه ... ام الدهر ليل كله ليس يبرح ...
قلت له يا مولاي هل لك في شعر قلته لم اسبق اليه

كلما اشتد خضوعي ... بجوى بين ضلوعي بضلوعي ... ركضت في حلبتي خد ... ي خيل من دموعي ...
قال فثنى رجله عن بغلته وقال هاكها فاركبها فانت أحق بها مني فلما مضى سألت عنه فقالوا هو حبيب بن أوس الطائي وفي حديث آخر أنه قيل له من أين تأخذ قولك وليل المحب بلا آخر فقال وقفت على باب وعليه سائل مكفوف يقول الليل والنهار على سواء فأخذت هذا منه
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن أبي علي حدثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب قال حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد المعروف بإبن السقا قال حدثني جحظة قال قال لي خالد الكاتب أضقت حتى عدمت القوت أياما فلما كان في بعض الأيام بين المغرب وعشاء الآخرة إذا بابي يدق فقلت من ذا فقال من إذا خرجت إليه عرفته فخرجت فرأيت رجلا راكبا حمار عليه طيلسان أسود وعلى رأسه قلنسوة طويلة ومعه خادم فقال لي أنت الذي تقول
... أقول للقسم عد إلى بدني ... حبا لشيء يكون من سببك ...
قال قلت نعم قال أحب أن تنزل عنه فقلت وهل ينزل الرجل عن ولده فتبسم وقال يا غلام أعطه ما معك فرمى إلى صرة في ديباجة سوداء مختومة فقلت إني لا أقبل عطاء من لا أعرفه فمن انت قال أنا إبراهيم بن المهدي
اخبرنا القزاز أخبرنا بن علي أخبرنا علي بن أيوب القمى أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني الحسين بن إسحاق قال حدثني أبو الهيثم خالد بن يزيد الكاتب قال لما بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة طلبني وقد كان يعرفني وكنت متصلا ببعض أسبابه فأدخلت إليه فقال لي يا خالد أنشدني من شعرك فقلت يا امير المؤمنين ليس شعري من الشعر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من الشعر حكما وإنما أمزج وأهزل وليس ما ينشد امير المؤمنين فقال لا دع هذا يا خالد فإن جد الأدب وهزله جد انشدني فأنشده

عش فحبيبك سريع قاتلي ... والضنى إن لم تصلني وأصلي ... ظفر الشوق بقلب مكمد ... فيك والسقم بجسم ناحل ... فهما بين إكتئاب وصنى ... تركاني كالقضيب الذابل ... وبكى العاذل من رحمة ... وبكائي لبكاء العاذل ... 82 سعدان بن يزيد
أبو محمد البزاز حدث عن إسماعيل أبن عليه ويزيد بن هارون وغيرهما وكان صدوقا أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا الحسين ابن أبي طالب حدثنا علي الجراحي قال حدثني ابو محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون قال قال لي محمد بن نصر الصائغ نظر إلى سعدان بن يزيد البزاز فقال لي يا محمد ابن نصر أحدثك بشيء لا تحدث به حتى الموت فقلت نعم فقال لي كنت في بعض أسفاري فنزلت في بعض الخانات وكانت ليلة مطيرة ورعد وبرق فنام أهل الخان وجلست أفكر في عظمة الله فنمت فإذا أبن لي قد كنت أقصيته وبعدته وإذا هو يخضع ويقرب منى وأنا اقصيه وأبعده ثم إنتبهت فصاح بي صائح من جانب الخان يا سعدان بن يزيد قد رأيت عظمته فافهم هكذا يغضب عليك إذا عصيته ويتحنن عليك إذا أرضيته
أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا الحسن بن محمد الخلال حدثنا عمر أبن أحمد بن عثمان ابو بكر بن أبي معمر قال سمعت سعدان بن يزيد يقول
... ألا في سبيل الله عمر رزئته ... وفقد ليال بأن منها نعيهما ... أأغبن يا أيامي ولا استقبلها ... وتذهب عنى ليلة لا أقومها ... وتنقطع الدنيا ويذهب غنمها ... ويغتنم الخيرات منها حكيمها ...
توفي سعدان في رجب هذه السنة
سليمان بن الحسن أبو أيوب يعرف بأخى المعتضد حدث عن عبد الله بن نمير ويزيد بن هارون

ورى عنه محمد بن مخلد وكان ثقة وتوفي في رمضان هذه السنة
عبد الله بن المنير المرزوي أخبرنا سعد الله بن علي البزاز ومحمد بن عبد الباقي قالا أخبرنا أحمد بن علي الطريثيني أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري حدثنا احمد بن محمد الخليل أخبرنا محمد بن أحمد أبن سلمة حدثنا أبو شجاع الفضل بن العباس التميمي حدثنا يعقوب بن إسحاق إبن محمود الهروي قال سمعت يحيى بن بدر القرشي يقول كان عبد الله بن منير يوم الجمعة قبل الصلاة يكون بقزوين فإذا كان في وقت صلاة الجمعة يرونه في مسجد آمد وكان الناس يقولون أنه يمشي علىالماء فقيل له يا أبامحمد إنك تمشي علىالماء فقال إما المشي على الماء فلا أدري ولكن إذا أراد الله عز و جل جمع حافتي النهر حتى يعبر الإنسان قال وكان عبد الله بن منير إذا قام من المجلس خرج إلى البرية مع قوم من أصحابه يجمع شيئا مثل الأشنان وغيره فيدخل السوق فيبيع ذلك فيتعيش به قال فخرج يوما مع أصحابه فإذا هو بالأسد رابض على الطريق فقيل له هذا الأسد فقال لإصحابه تفوا ثم تقدم وهو وحده إلى الأسد ولا يدري ما قال له فمر الأسد فقال لإصحابه مروا
عبيد الله بن جرير عبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي داود العتكي البصري روى عن مسدد وغيره روى عنه إبن أبي الدنيا وإبن صاعد
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا احمد بن علي بن ثابت أخبرنا البرقاني أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال أنشدني عبيد الله بن جرير
... ما لا يكون فلان بحيلة ... أبدا وما هو كائن سيكون ... سيكون ما هو كائن في وقته ... وأخو الجهالة متعب محزون ...
توفي العتكي في رجب هذه السنة بواسط 86 عبد الرحمن بن يحيى

إبن خاقان أبو علي عم أبي مزاحم موسى بن عبيد الله روى أبو مزاحم عنه مسائل من أحمد بن حنبل أنبأنا أبو منصور القزاز أبو بكر بن ثابت قال أخبرني علي بن طلحة المقرىء أخبرنا محمد بن العباس الخزاز قال سمعت أبا مزاحم إبن عبيد الله يقول كان عمي عبد الرحمن بن يحيى كثير الجماع وكان قد رزق من الولد الصلبة مائة وستة وكان قد أنحله كثرة الجماع 87 عباد بن الوليد
إبن الوليد أبو بدر الغنوي سمع من أبي الطيالسي روى عنه إبن أبي الدنيا وإبن صاعد وكان صدوقا وتوفي هذه السنة وقيل ثماني وخمسين
عمر بن مشبة إبن عبيدة بن زيد أبو زيد النميري واسمه زيد وإنما لقب شبة لأن أمه كانت ترفضه وتقول
... يابأبي وشبأ ... وعاش حتى دبا ...
ولد عمر سنة ثلاث وخمسين ومائة وحدث عن غندر وإبن مهدي ويزيد بن هارون وغيرهم روى عنه إبن أبي الدنيا والبغوي وإبن صاعد وكان ثقة عالما بالسير وأيام الناشس وله تصانيف كثيرة أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد إبن علي بن ثابت أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين النوري أخبرنا يوسف بن عمر القواس حدثنا محمد بن سهل الكاتب حدثنا عمر بن شبة قال قدم وكيع بن الجراح عبادان فمنعت من الخروج إليه لحداثتي فرأيته في النوم يتوضأ على شاطىء دجلة من كور فقلت يا أبا سفيان حدثني بحديث فقال حدثنا إسماعيل عن قيس قال قال عبد الله كان خير المشركين إسلاما للمسلمين عمر قال فحفظته في النوم توفي عمر بسر من رأى في جمادى الآخرة من هذه السنة عن تسع وثمانين سنة إلاأربعة أيام 89 محمد بن إبراهيم

إبن إسحاق أبو زيد الخسر أباذي كتب عن جماعة وكان شيخا فاضلا ثقة كثير الصلاة والتلاوة وتوفي فجأة في الكوفة سنة وقد نيف على تسعين 90 محمد بن الحسين
أبو جعفر البندار حدث عن أبي الربيع الزهراني روى عنه إبن مخلد وتوفي في رمضان هذه السنة
محمد بن الحجاج إبن جعفر بن إياس أبو الفضل الضبي حدث عن أبي بكر بن عياش ومحمد بن فضيل وسفيان بن عيينة وغيرهم روى عنه إبن صاعد وأبو عمر القاضي وإبن مخلد وغيرهم وقال إبن عقدة في أمره نظر توفي في هذه السنة
محمد بن عبد الله بن ميمون أبو بكر البغدادي حدث عن الوليد بن مسلم وغيره وكان ثقة وتوفي بالإسكندرية في ربيع الأول من هذه السنة
محمد بن محمد أبو الحسن المعروف بحبش إبن أبي الورد الزاهد وهو محمد بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن أبي الورد وكان من صحابة المنصور وإليه تنسب سويقة أبي الورد ولمحمداخ أصغر منه إسمه أحمد ويكنى أبا الحسن أيضا صحب بشرا وسريا وله كلام حسن وتوفي قبل أخيه فأما حبش فإنه صحب بشر بن الحارث وغيره وأسند احاديث عن هاشم إبن القاسم وغيره حدث البغوي وغيره وتوفي في رجب هذه السنة وقيل في سنة ثلاث وستين
أخبرنا عمر بن ظفر أخبرنا كعفر بن أحمد السراج أخبرنا عبد العزيز بن علي أخبرنا أبو الحسن بن جهضم حدثنا احمد بن علي الحبال حدثنا علي بن عبد الحميد قال سمعت محمد بن أبي الورد يقول أخلال الناس في حرفين من اشتغال بنافلة وتضييع فريضة

عمل بالجوارح بلا مواطاة القلب وإنما منعوا الوصول لتضييع الأصول
يعقوب بن شيبة إبن الصلت بن عصفور أبو يوسف السدوسي بصرى سمع علي بن عاصم ويزيد إبن هارون وعفان بن مسلم وخلقا كثيرا وكان ثقة وصنف مسندا معللا إلا إنه لم يتمه وكان فقيها على مذهب مالك ولا يختلف الناس في ثقته وإنما وقف في القرآن فلم يقل بمخلوق ولاغير مخلوق فقال أحمد هو مبتدع صاحب هوى ونوفي في هذه السنة أخبرنا القزاز أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال الأزهري قال بلغني ان يعقوب كان في منزله أربعون لحافا أعدها لمن كان عنده من الوراقين لتبييض المسند ونقله ولزمه على ما خرج من المسند عشرة آلاف دينار وقال وقيل لي إن نسخة مسند أبي هريرة شوهدت بمصر مائتي جزء
يحيى بن مسلم بن عبد ربه أبو زكريا العابد سمع وهب بن جرير روى عنه إبن مخلد وكان ثقة زاهدا أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال أخبرني الأزهري حدثنا عبيد الله بن عثمان حدثنا إبن مخلد قال حدثني أبو عبد الله احمد بن محمد بن عبد الحميد قال سمعت يحيى بن مسلم يقول كان في جيراننا فتى يتنسك ولزم بشر بن الحارث حتى انس به قال فقال لي الفتى يوما قال لي بشر بن الحارث أين تنزل قلت ذلك الجانب يا أبا النصر قال اين ذلك الجانب قلت موضعا يقال له درب البقر فقال إين من منزل ذلك العابد يحيى بن مسلم قلت يا أبا نصر أنا جاره قال فأقرأ عليه السلام إذا رأيته قال يحيى وكان يجيئني الفتى من عنده بالسلام وأرد إليه السلام قال يحيى بن مسلم فعبرت يوما إلى ذلك الجانب في حاجة فاستقبلت إبن الحارث كفه لكفة فما كلمته فلما جاوزت التفت إليه فإذا هو قائم متلفت ينظر إلى توفي يحيى في جمادي الأخرة من هذه السنة


يحيى بن محمد بن أعين إبن الوزير أبو عبد الرحمن المرزوي سكن بغداد وحدث بها عن النضر بن شميل وأبي عاصم النبيل روى عنه محمد بن مخلد وكان ثقة وجده أعين كان وصى عبد الله بن المبارك وتوفي يحيى في رمضان هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة ثلاث وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها أن عبيد الله بن يحيى بن خاقان هلك فاستوزر من الغد الحسين بن مخلد فقدم موسى بن بغا فهرب الحسين بن مخلد إلى بغداد واستوزر مكانه سليمان إبن وهب لست خلون من ذي الحجة وحج بالناس في هذه السنة الفضل الذي حج بهم في التي قبلها
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر أحمد بن عبد اله بن سالم
أبو طاهر الحيرى كان مقبولا عند القضاة وتوفي بالحيرة في صفر هذه السنة
الحسن بن سعيد بن عبد الله أبو محمد الفارسي البزاز ويعرف بإبن البستبان سمع سفيان بن عيينة وإبن علية وداود بن المحبر روى عنه المحاملي وإبن مخلد قال إبن أبي حاتم هو صدوق وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة
الحسن بن أبي الربيع وإسم أبي الربيع يحيى بن الجعد بن نشيط حدث عن عبد الرزاق ويزيد وشبابة والعقدي وغيرهم روى عنه البغوي وإبن صاعد والمحاملي وقال إبن أبي حاتم هو صدوق وتوفي بالكرخ من مدينة السلام في جمادي الاولى من هذه السنة وله خمس وثمانون سنة

100 - طلحة بن خالد
ابن نزار بن المغيرة ابو الطيب الغساني الابلي نزل سر من رأى وحدث بها عن ابيه وآدم بن ابي اياس روى عنه ابن صاعد والكوكبي وهو ثقة صدوق وتوفي في شعبان هذه السنة
101 - عبيد الله بن يحيى بن خاقان
وزير المعتمد صدمه في الميدان خادم له يقال له رشيق يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة من هذه السنة فسقط عن دابته فسال عن منخره واذنه دم فمات بعد ثلاث ساعات فصلى عليه ابو احمد بن المتوكل ومشى في جنازته
102 - وليد بن محمد النحوي
ويعرف بولاد روى عن القعنبي وغيره وكان نحويا مجودا وروى كتب النحو واللغة وكان ثقة توفي في رجب هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة اربع وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان سليمان بن وهب خرد من بغداد الى سامرا ومعه الحسن ابن وهب فشيعه القواد فلما صار بسامرا غضب عليه المعتمد وحبسه وقيده وانهب داره ودار ابنيه وهب وابراهيم واستوزر الحسن بن مخلد
وفيها ولى ابو عمر القاضي قضاء مدينة المنصور والاعمال المتصلة بها وجلس في الجامع
وفيها دخل الزنج واسطا فخلى الناس البلد وخرجوا عنه حفاة على وجوههم وكانوا يدخلون المنازل فيجدونها مفروشة ومضى الناس وكان يأخذ احدهم عمامته ورداءه فيشد بها رجليه ويمشي وضربت واسط بالنار وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن اسحاق الكوفي الهاشمي


ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 103 - ابراهيم بن راشد بن سليمان
ابو اسحاق الادمي سمع خلقا كثيرا وروى عنه ابن ابي الدنيا وغيره وكان ثقة وتوفي في ربيع الاول من هذه السنة وكان قد بلغ الثمانين
104 - ابراهيم بن مالك
ابن يهوذا بن اسحاق البزار سمع حماد بن اسامة وزيد بن الحباب ويزيد بن هارون واخرين روى عنه ابن ابي الدنيا وابن صاعد وكان ثقة من خيار المسلمين وتوفي في رجب هذه السنة وقد بلغ الثمانين
105 - اسمعيل بن يحيى بن اسمعيل
ابن عمر بن مسلم بن ابراهيم المزني صاحب الشافعي رحمه الله وكان فقيها حاذقا ثقة في الحديث وله عبادة وفضل وكان من خيار خلق الله ملازما للرباط توفي يوم الاربعاء لاربع وعشرين ليلة خلت من ربيع الاول هذه السنة وصلى عليه الربيع بن سليمان
106 - بناف بن يحيى بن زياد
ابو الحسن المغازلي حدث عن عاصم بن علي ويحيى بن معين وغيرهما روى عنه ابن مسروق وابن مخلد وكان ثقة وتوفي في رجب هذه السنة
107 - جعفر بن مكرم بن يعقوب
ابن ابراهيم ابو الفضل الدوري التاجر سمع ابا عامر العقدي وروح بن عبادة وابا داود الطيالسي في خلق كثير روى عنه ابن صاعد وغيره وهو ثقة صدوق وتوفي في جمادي الاولى من هذه السنة
108 - حماد بن المؤمل بن مطر ابو جعفر الكلبي

حدث عن كامل بن طلحة روى عنه ابن مخلد وكان ثقة توفي في هذه السنة
109 - عبيد الله بن عبد الكريم
ابن يزيد بن فروخ ابو زرعة الرازي مولى العباس بن مطرف القرشي ولد سنة مائتين وسمع ابا نعيم وقبيصة والقعنبي وخلقا كثيرا وكان اماما ما حافظا متقنا مكثرا صدوقا وجالس احمد بن حنبل وذاكره وكان احمد يقول اعتضت بمذاكرته عن نوفلي وما جاوز الجسر احفظ من ابي زرعة اخبرنا عبد الرحمن ابن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا محمد بن يوسف القطان اخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد حمدويه قال سمعت ابا جعفر محمد بن احمد الرازي يقول سمعت ابا عبد الله محمد بن سليمان وراه يقول كنت عند ابراهيم بن اسحاق بنيسابور فقال رجل من اهل العراق سمعت احمد بن حنبل يقول صح في الحديث سبع مائة الف حديث هذا الفتى يعني ابا زرعة قد حفظ ستمائة الف قال المصنف وقال ابو بكر بن ابي شيبة ما رأيت احفظ من ابي زرعة وقال ابن راهويه كل حديث لا يعرفه ابو زرعة فليس له اصل وقال ابو يعلي الموصلي ما سمعنا يذكر احد في الحفظ الا كان اسمه اكثر من رؤيته الا ابا زرعة فان مشاهدته كانت اعظم من اسمه اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال حدثني عبدالله بن أحمد بن علي السوذ رجاني قال سمعت محمد بن إسحاق بن مندويه يقول سمعت ابا العباس محمد بن جعفر بن حمكويه الرازي يقول سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أن ان ابا زرعة يحفظ مئتي الف حديث هل حنث قال لا ثم قال ابو زرعة احفظ مائتي الف حديث كما يحفظ الانسان قل هو الله احد وفي المذاكرة ثلثمائة الف حديث اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي قال كتب الى ابو حاتم احمد بن الحسن بن محمد بن خاموش الواعظ بخطه قال سمعت الحسن بن محمد العطار يذكر عن محمد بن احمد بن جعفر الصيرفي حدثنا ابو جعفر احمد بن محمد بن سليمان التستري قال سمعت ابا زرعة

يقول ان في بيتي ما كتبته في خمسين سنسة ولم اطالعه منذ كتبته واني اعلم في أي كتاب هو في أي ورقة هو في أي صفح هو في أي سطر هو ما سمعت اذني شئيا من العلم الا وعاه قلبي واني امشي في سوق بغداد فاسمع من الغرف صوت المغنيات فاضع اصبعي في اذني مخافة ان يعيه قلبي اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا ابو علي بن عبد الرحمن بن محمد بن احمد بن فضالة النيسابورى اخبرنا ابو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان قال سمعت ابا جعفر التستري يقول حضرنا ابا زرعة وكان في السوق وعنده ابو حاتم ومحمد بن مسلم والمنذر ابن شاذان وجماعة من العلماء فذكروا حديث التلقين وقوله صلى الله عليه و سلم لقنوا موتاكم لا اله الا الله قال فاستحيوا من ابي زرعة وهابوا ان يلقنوه فقالوا تعالوا نذكر الحديث فقال محمد بن مسلم حدثنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد ابن جعفر عن صالح ولم يجاوز والباقون سكتوا فقال ابو زرعة وهو في السوق حدثنا بندار حدثنا ابو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن ابي غريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان آخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة وتوفي رحمه الله توفي ابو زرعة بالري في آخر ذي الحجة من هذه السنة اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرني ابو الفتح عبد الواحد بن ابي احمد الاسترابا ذي اخبرنا احمد بن ابراهيم الهمذاني اخبرنا ابو العباس الفضل بن الفضل الكندي حدثنا الحسن بن عثمان حدثنا ابو العباس احمد بن محمد المرادي قال رأيت ابا زرعة في المنام فقلت يا ابا زرعة ما فعل الله بك قال لقيت ربي تعالى فقال لي يا ابا زرعة اني اوتي بالطفل فآمر به الى الجنة فكيف من حفظ السنن على عبادي تبوأ من الجنة حيث شئت
110 - قبيحة ام المعتز
توفيت في هذه السنة

111 - موسى بن بغا
توفي في محرم هذه السنة ودفن بسامرا
112 - محمد بن علي بن داود ابو بكر البغدادي
ويعرف بابن اخت عزال كان يحفظ ويفهم وحدث كثيرا وكان ثقة وتوفي بقرية من قرى مصر في ربيع الاول من هذه السنة
113 - محمد بن هلال بن جعفر
ابن عبد الرحمن ابو الفضل عامل خراج مصر كان صدوقا في الحديث كريما وله آثار في الخير توفي في هذه السنة
114 - يونس بن عبد الاعلى بن موسى
ابن ميسرة ابو موسى الصدفي
ولد
سنة احدى وسبعين ومائة وكان له علم وافر وعقل رزني حتى قال الشافعي رحمه الله ما دخل من هذا الباب يعني باب الجامع احد اعقل من يونس بن عبد الاعلى وتوفي في مصر هذه السنة
115 - يزيد بن سنان بن يزيد
ابن الذيال ابو خالد مولى عثمان بن عفان مصري قدم مصر تاجرا فوطنها وكتب بها الحديث وحدث وكان ثقة نبيلا وخرج مسند حديثه وكان كثير الفائدة وتوفي بمصر في اول يوم من جمادي الاولى من هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة خمس وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان الزنج جاؤا في ثلاثين سميريه الى جبل فأخذوا منها

اربع سفن فيها طعام ثم انصرفوا ثم دخلوا النعمانية فأحرقوا سوقها واكثر منازل اهلها وسبوا وصاروا الى جرجرا يا فدخل اهل السواد بغداد وفيها ولي ابو احمد عمرو بن الليث خراسان وفارس واصبهان وسجستان وكرمان والسند واشهد له بذلك ووجه كتابه اليه بتوليته مع الحلف وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن اسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمي
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 116 - ابراهيم بن هانيء ابو اسحاق النيسابوري
رحل في طلب العلم الى بغداد ومصر ومكة واستوطن بغداد وحث عن قبيصة وخلق كثير وروى عنه عبد الله بن احمد والبغوي وابن صاعد وغيرهم وكان ثقة صالحا واختفى احمد بن حنبل في بيتهم في زمن المحنة فقال لابنه اسحاق انا لا اطيق ما يطيق ابوك من العبادة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال اخبرني محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد النيسابوري قال حدثني ابو موسى الطوسي قال سمعت ابن زنجويه يقول قال احمد بن حنبل ان كان ببغداد رجل من الابدال فأبو اسحاق النيسابوري
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي قال اخبرني عبد الله بن ابي الفتح حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا ابو بكر النيسابوري قال حضرت ابراهيم بن هانيء عند وفاته فقال لابنه اسحاق انا عطشان فجاءه بماء فقال غابت الشمس قال لا قال فرده ثم قال لمثل هذا فليعمل العاملون ثم خرجت روحه توفي ابو زهير في ربيع الاخر من هذه السنة
117 - ابراهيم بن القعقاع
ابو اسحاق بغوى الاصل حدث عن عبيد بن اسحاق العطار وغيره روى عنه قاسم المطرز والقاضي المحملي وكان ثقة توفي في ذي الحجة من هذه السنة

118 - ابراهيم بن محمد
ابن يونس بن مروان بن عبد الملك مولى عثمان بن عفان ابو اسحاق بصرى قدم بغداد فتوفي بها في رمضان هذه السنة
119 - جعفر بن الوراق
الواسطي المفلوج سكن بغداد وحدث بها عن يعلي بن عبيد الطنافسي وغيره روى عنه ابن ابي داود والمحاملي ونفطويه وغيرهم وكان ثقة وتوفي في ربيع الاول من هذه السنة
120 - سعدان بن نصر
ابن منصور ابو عثمان الثقفي البزاز اسمه سعيد وغلب عليه سعدان سمع سفيان ابن عيينة ووكيعا وابا معاوية روى عنه ابن ابي الدنيا وابن صاعد والمحاملي وابن مخلد قال ابو حاتم الرازي هو صدوق توفي في ذي القعدة من هذه السنة وقد جاز التسعين
121 - صالح بن احمد بن حنبل
ابو الفضل الشيباني ولد في سنة ثلاث ومائتين وسمع اباه وابا الوليد الطيالسي وعلى بن المديني روى عنه ابنه زهير والبغوي وكان صدوقا ثقة كريما ولى قضاء اصبهان فخرج اليها فلما دخلها بدأ بالجامع فصلى فيه ركعتين واجتمع الناس والشيوخ وقريء عليهم عهده فجعل يبكي بكاء شديدا ويقول ذكرت ابي ان يراني في مثل هذه الحالة وكان عليه الثياب السود وقال كان ابي اذا جاءه رجل زاهد متقشف يبعث خلفي لانظر اليه يحب ان اكون مثله وكان اذا انصرف من مجلس الحكم يخلع سواده ويقول ترى اموت وانا علي هذا فتوفي باصبهان في رمضان هذه السنة وقيل في سنة ست وستين وله حينئذ ثلاث وستون سنة

122 - عبد الله بن محمد بن ايوب
ابن صبح ابو محمد المخرمي سمع سفيان بن عيينة وغيره روى عنه عبد الرحمن ابن ابي حاتم وقال هو صدوق
اخبرنا ابو منصور عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر أحمد بن علي بن ثابت حدثنا علي بن ابي علي حدثنا القاضي ابن ابي القاسم عمر بن محمد بن ابراهيم البجلي قال حدثني محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال كنت بسر من رأى وكان عبد الله بن محمد المخرمي يتقلد القاضاء فخرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء فانحدرت في الحال من سر من رأى الى بغداد حتى دققت على عبد الله بن ايوب بابه فخرج الى فقلت البشرى فقال بشرك الله بخير ما هي فقلت خرج توقيع الخليفة بتقليدك القضاء لاحد البلدين اما بغداد او سر من رأى يشك قال فأطبق الباب وقال بشرك الله بالنار وجاء اصحاب السلطان اليه فلم يظهرهم فانصرفوا فتوفي المخرمي في جمادي الاولى من هذه السنة وقد جاز السبعين
123 - علي بن حرب
ابن محمد بن علي ابو الحسن الطائي الموصلي ولد في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة ورحل في طلب الحديث الى البلاد وسمع سفيان بن عيينة ووكيعا وابن فضيل ويزيد بن هارون واحمد بن حنبل وغيرهم وروى عنه البغوي وابن صاعد والمحاملي وكان ثقة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال كتب الى محمد ابن ادريس بن محمد الموصلي يذكر ان المظفر بن محمد الطوسي حدثهم حدثنا ابو زكريا يزيد بن محمد بن اياس قال علي بن حرب سمع وصنف حديثه واخرج المسند وكان عالما بأخبار العرب وانسابها اديبا شاعرا ووفد على المعتز بسر من رآى في سنة اربع وخمسين ومائتين فكتب المعتز عنه بخطه ودقق الكتاب فقال على اخذت يا امير المؤمنين في شؤم شؤم اصحاب الحديث فضحك

المعتز او نحوه اخبرنا بهذا غير واحد من شيوخنا وامر المعتز بالطعام فأكل بحضرته واوعز ليه بضياع جرت كلها فلم يزل ذلك جاريا الى ايام المعتضد وتوفي في شوال سنة خمس وستين ومائتين
124 - علي بن الموفق العابد
حدث عن منصور بن عمار واحمد بن ابي الحواري وكان ثقة
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا مكي بن علي حدثنا ابو اسحاق المزكي قال سمعت ابا الحسن علي بن الحسن بن احمد البلخي يقول سمعت عبد الرحمن بن عبد الباقي قال سمعت بعض مشايخنا يقول قال علي بن الموفق لما تم لي ستون حجة خرجت من الطواف وجلست بحذاء الميزاب وجعلت اتفكر لا ادري كيف حالي عند الله تعالى وقد كثر ترددي الى هذا المكان قال فغلبتني عيني وكأن قائلا يقول يا علي اتدعو الى بيتك الا من تحب فانتبهت وقد سرى عني ما كنت فيه
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرنا علي بن احمد الرزاز حدثنا عثمان بن احمد الدقاق حدثنا محمد بن احمد بن المهدي قال سمعت علي بن الموفق يقول خرجت يوما لاؤذن فأصبت قرطاسا فأخذته فوضعته في كمي فأقمت وصليت فلما صليت قرأته فاذا فيه مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن الموفق تخاف الفقر وانا ربك وسمعت على بن الموفق ما لا احصيه يقول اللهم ان كنت تعلم اني اعبدك خوفا من نارك فعذبني بها وان كنت تعلم اني اعبدك حبا لجنتك وشوقا مني اليها فأحرمنيها وان اكنت تعلم اني اعبدك حبا مني لك وشوقا الى وجهك الكريم فأنجينه واصنع بي ما شئت توفي ابن الموفق في هذه السنة
125 - عمرو بن مسلم
ابو حفص الزاهد النيسابوري ويقال عمرو بن سلمة انبأنا زاهر بن طاهر قا ل

أنبأنا البيهقي قال سمعت ابا الحسن بن ابي اسحاق المزكي بقول سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت ابا عثمان سعيد بن اسمعيل يقول قال لي ابو حفص اذهب فاستقرض من بعض اخواننا الف درهم الى شهر فذهبت واستقرضت وحملت الى حضرته فوضع لعياله قوت سنة ثم سد الباب وخرج الى الحج فتحيرت في امرى وجعلت اعد الايام واقول قد قرب الاجل فمن يزاودني هذه الالف فلما كان يوم التاسع والعشرين خرجت لصلاة الصبح فرأيت السكة من اولها الى آخرها جوالقات سود مطروحة والحمالون فعليها قعود فقلت ترى لمن هذا فلما فرغت من صلاة الصبح دخل علي حمال فقال هذه الحنطة بعث بها فلان وقال تستعين بها في بعض حوائجك فأمرت ببيعها وقضيت الالف الدرهم عن ابي حفص وفضل فلما انصرف ابو حفص من الحج كان اول كلمة كلمني بها ان قال ايش كان الفكر الذي شغلك شهرا اما جاز لك ان تثق بربك
اخبرنا عبد الرحمن اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو عبيد محمد بن علي النيسابوري قال سمعت ابا عمرو بن حمدون يقول سمعت ابا عثمان سعيد بن اسمعيل يقول دخلت مع ابي حفص على مريض فقال المريض آه فقال ممن فسكت فقال مع من توفي ابو حفص يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الاول من هذه السنة وقيل بل توفي في سنة سبع وستين وقيل سنة اربع وستين وقيل سنة سبعين والاول اصح
126 - محمد بن عبد الرحمن
ابو جعفر الصيرفي ولد سنة خمس وسبعين ومائة وحدث عن سفيان بن عيينة ويزيد بن هارون وشبابه بن سوار وغيرهم روى عنه محمد بن خلف ووكيع والقاضي المحاملي وغيرهم وكان ثقة
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي الحافظ اخبرنا الجوهري اخبرنا

محمد بن العباس حدثنا ابو الحسن احمد بن جعفر بن محمد قال كان ابو جعفر محمد ابن عبد الرحمن الصيرفي يعد من العقلاء وكان مذهبه في بذل الحديث ان كان يسأل من يقصده عن مدينة بعد مدينة هل بقي فيها احد يحدث فاذا قيل له ما بقي بها محدث خرج اليها في سر ثم حدثهم ورجع وكان من الديانة على نهاية وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة
127 - محمد بن مسلم بن عثمان
ابن عبد الله ابو عبد الله الرازي المعروف بابن واره سمع خلقا كثيرا وحدث عنه محمد بن يحيى الذهلي والبخاري وابن صاعد وكان عالما متقنافيها ثقة بعيد النظير غير انه كان معجبا بنفسه متكبرا على ابناء جنسه
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر الخطيب اخبرنا ابو سعد الماليني قال اخبرنا عبد الله ابن عدي قال سمعت عبد المؤمن بن احمد حوثرة يقول كان ابو زرعة الرازي لا يقوم لاحد ولا يجلس احد مكانه الا ابن واره فاني رأيته يفعل ذلك
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو سعد الماليني اخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ اخبرنا القاسم بن صفوان حدثنا عثمان بن خرزاذ قال سمعت سليمان الشاذكوني يقول جاءني محمد بن مسلم بن واره فقعد يتقعر في كلامه قال قلت له من أي بلد انت قال من اهل الري ثم قال اولم يأتك خبري اولم تسمع بنبأي انا ذو الرحلتين قلت من روى عن النبي صلى الله عليه و سلم ان من الشعر حكمة وان من البيان سحرا قال حدثني بعض اصحابنا قلت من اصحابك قال ابو نعيم وقبيصة قال قلت يا غلام ائتني بالدرة فأمرته فضربه خمسين فقلت انك تخرج من عندي ما آمن تقول حدثني بعض اصحابنا توفي ابن واره بالري في هذه السنة وقيل سنة سبعين
128 - محمد بن هارون ابو جعفر الفلاس
يلقب شيطا من اهل الحفظ والمعرفة بالحديث الثقات سمع ابا نعيم الفضل بن

دكين ويحيى بن معين وغيرهما توفي بالنهروان في محرم هذه السنة
129 - يعقوب بن الليث الخارجي
المعروف بالصفار الذي ذكرنا له الوقعات توفي بالاهواز في هذه السنة فحمل تابوته الى جنديسابور وخلف في بيت ماله خمسين الف الف درهم والف الف دنيار وكتب على قبره هذا قبر يعقوب المسكين وكتب على قبره ... احسنت ظنك بالايام اذا حسنت ... ولم تخف سوء ما يأتي به القدر ... وسالمتك الليالي فاغتررت بها ... وعند صفو الليالي يحدث الكدر ... سنة 266
ثم دخلت سنة ست وستين ومائتين فمن الحوادث فيها ان عمرو بن الليث ولي عبد الله بن طاهر خلافته على الشرط ببغداد وسامرا في صفر وفيها وردت سرية من سرابا الروم ديار ربيعة فقتلت من المسلمين واسرت نحوا من مائتين وخمسين انسانا وعادت
وفيها مات ابو الساج فولى ابنه محمد الحرمين وطريق مكة وفيها ووثب الاعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها وصار بعضهم الى صاحب الزنج واصاب الحاج شدة شديدة ودخل الزنج رامهرمز فأجرقوا مسجدها وقتلوا وسبوا ثم تتابعت الاخبار فأقبل الموفق بالله لقتال الزنج وحج بالناس في هذه السنة هارون الذي حج في السنة التي قبلها
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 130 - ابراهيم بن ارمة
ابن سياوش بن فروخ ابو اسحاق الاصبهاني سكن بغداد وكان ينتقي على شيوخها واصيب بكتبه في ايام سنة ولم يخرج كثير حديث وقد روى عنه ابن ابي الدنيا وغيره وكان ثقة نبيلا حافظا

اخبرنا ابو منصور اخبرنا احمد بن ثابت قال اخبرني ابو نصر احمد بن الحسين القاضي قال سمعت ابا بكر احمد بن محمد بن اسحاق السني حدثنا عبد الله بن محمد القزويني قال سمعت ابا علي القهستاني يقول لاسمعيل بن اسحاق القاضي ايها القاضي قد رأيت شيوخنا احمد ويحيى وعليا وابن ابي شيبة وزهيرا وخلقا واني لم اكن استكبر منهم فلو ان ابراهيم الاصبهاني كان في عصرهم لكان كأحدهم او تقدمهم فقال له اسمعيل صدقت ما ابعدت ما ابعدت
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد ابن العباس قال قريء على ابن المنادى وانا اسمع قال ابو إسحاق بن ارمة الاصبهاني اصابه مطر في آخر مجلس انتخب فيه على العباس بن محمد الدوري وذلك يوم الاثنين لثلاث بقين من شعبان سنة ست وستين وكان مطرا شديدا فاعتل جنب قبر ابي جعفر محمد بن عبد الملك الدقيقي وذلك لاربع خلون من ذي الحجة وله حينئذ خمس وخمسون سنة وما رأينا في معناه مثله
131 - حماد بن الحسن بن عنبسة
ابو عبيد الله النهشلي الوراق البصري سكن سر من رأى وحدث بها عن ازهر السمان وابي داود الطيالسي وروح بن عبادة روى عنه ابن صاعد وابن مخلد قال ابو حاتم الرازي هو صدوق وقال الدارقطني ثقة توفي في جمادي الاخرة من هذه السنة
132 - محمد بن شجاع ابو عبد الله
ويعرف بالثلجي حدث عن يحيى بن آدم وابن علية ووكيع وصحب الحسن بن زياد اللؤلؤى الا انه كان رديء المذهب في القرآن قال احمد بن حنبل الثلجي مبتدع صاحب هوى وبعث المتوكل الى احمد يسأله في توليه ابن الثلجي القضاء فقال لا ولا على حارس

اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي الحافظ قال حدثني محمد بن احمد بن عبد الملك الادمي حدثنا محمد بن علي بن ابي داود البصري حدثنا زكريا الساجي قال كان محمد بن شجاع الثلجي كذابا احتال في ابطال الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ورده نصرة لابي حنيفة ورأيه
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر الخطيب قال حدثني احمد بن محمد المستملي حدثنا محمد ابن جعفر الوراق اخبرنا ابو الفتح الازدي الحافظ قال محمد بن شجاع الثلجي لا يحل الرواية عنه كذاب لسوء مذهبه وزيغه في الدنيا قال ابن عدي كان يضع الاحاديث في التشبيه ينسبها الى اصحاب الحديث يثلبهم بها توفي فجاءة في اذي الحجة من هذه السنة
133 - محمد بن عبد الملك بن مروان
ابو جعفر الدقيقي سمع يزيد بن هارون وغيره روى عنه ابو داود وابراهيم الحربي وغيرهما وكان ثقة توفي في شوال هذه السنة عن احدى وثمانين
سنة سنة
ثم دخلت سنة سبع وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان الزنج دخلوا واسطا واتصل الخبر بابي احمد الموفق فندب ولده ابا العباس لحربهم فخرج في عشرة الآف في حربهم وغنم من اموالهم شيئا كثيرا واستنقذ من النساء اللواتي كن في ايدي الزنج خلقا كثيرا فردهن الى اهلهن واقام حتى وافاه ابوه ابو احمد لحرب الزنج فحاربهم واستنقذ من المسلمات زهاء خمسة عشر الف امرأة فأمر بحملهن الى واسط ليدفعهن الى اوليائهن ثم اجتمع ابو احمد وولده على قتالهم والجأوهم الى مدينة قد بنوها وحصنوها وحفروا حولها الخنادق ثم اجلوهم عن المدينة واحتوى ابو احمد واصحابه على ما كان فيها من الذخائر والاموال والاطعمة والمواشي وبعث جندا في طلبهم حتى جاوزوا البطائح ثم ارتحل ابو احمد الى الاهواز وكتب الى رئيس الزنج كتابا يدعوه

فيه الى التوبة والانابة الى الله عز و جل مما ركب من سفك الدماء وانتهاك المحارم واخراب البلدان واستحلال الفروج والاموال وانتحال ما لم يجعله الله عز و جل له اهلا من النبوة والرسالة وان هو نزع عما هو عليه من الامور التي يسخطها الله عز و جل ودخل في جماعة المسلمين فجاء ذلك ما سلف من عظيم جرائمه وكان له به الحظ الجزيل في دنياه فلما وصل الكتاب اليه لم يزده ذلك الا نفورا واصرارا ولم يجب عنه فسار ابو احمد بأصحابه وهم زهاء ثلثمائة الف الى مدينته التي سماها المختارة من هر ابي الخصيب فرأى من تحصينها بالسور والخنادق وما قد عور عن الطريق بالمؤديه اليها واعداد المجانيق والعرادات ملم ير مثله فأمر ابو احمد ابنه بالتقدم الى السورورمي من عليه بالسهام ففعل ثم نادى بالامان ورمى بذلك رقاعا الى عسكر القوم فمالت قلوبهم فجاء منهم خلق كثير وعلم ابو احمد انه لابد من المصابرة فعسكر بالمدينة التي سماها الموفقية وجهز التجار اليها واتخذت بها الاسواق وقد كانت هذه المدينة انقطعت سبلها بأولئك الاعداء وبنى ابو احمد مسجد الجامع واتخذ دور الضرب فضربت الدنانير والدراهم وادر للناس العطاء وفي ذي الحجة لست بقين منه عبر ابو احمد بنفسه الى مدينة القوم لحربهم وكان السبب ان الرؤساء من اصحاب الفاسق لما رأوا ما قد حل من القتل والحصار مالوا الى الامان وجعلوا يهربون في كل وجه فوكل الخبيث بطريق الهرب احراسا فأرسل جماعة من قواده الى الموفق يسألونه الامان وان يوجه لمحاربتهم جيشا ليجدوا الى المصير اليهم سبيلا فأمر ابا العباس بالمصير في جماعة الى ناحيتهم فالتقوا فاحتربوا وظفر ابو العباس وصار الىالقواد الذين طلبوا الامان وعبر الموفق بجيشه للمحاربة يوم الابعاء لست بقين من ذي الحجة وقصد ركنا من اركان المدينة فغلبوا عليه ونصبوا عليه علما واحرقوا ما كان على سورهم من منجنيق وعرادة لاثم ثلموا في السور عدة ثلم ومد جسرا على خندقهم فعبر الناس فحملوا على الزنج فكشفوهم
وفي هذه النسة وثب احمد بن طولون باحمد بن المدبر وكان يتولى خراج دمشق

والاردن وفلسطين فحبسه واخذ امواله وصالحه على ستمائة الف دينار وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 124 - احمد بن عبد المؤمن المروزي
يكنى ابا عبد الله حدث وكان ثقة وتوفي بمصر في هذه السنة
135 - بكر بن ادريس بن الحجاج
ابن هارون ابو القاسم وروى عن ابي عبد الرحمن المقري وآدم بن ابي اياس وغيرهما وكان فقيها توفي في شعبان هذه السنة
136 - حماد بن اسحاق
ابن اسمعيل بن حماد بن زيد الازدي ولد سنة تسع وتسعين ومائة وولى القضاء ببغداد وحدث بها عن القعنبي روى عنه الحسين المحاملي وكان ثقة فصيحا يعرف مذهب مالك كثير التصانيف في فنون وتوفي بالسوس في هذه السنة
137 - علي بن الحسن
ابن موسى بن ميسرة الهلالي النيسابوري الدرابجردي ودرابجرد محلة متصلة بالصحراء في اعلى البلد من اكابر علماء نيسابور وابن عالمهمم وكان له مسجد بدرا بجرد مذكورو يتبرك بالصلاة فيه سمع ابا عاصم النبيل وسليمان بن حرب يعلي بن عبيد وابا نعيم وخلقا كثيرا روى عنه البخاري ومسلم وابن خزيمة وغيرهم وتوفي في هذه السنة واختلفوا في موته فقيل وجد ميتا بعد اسبوع من وفاته في مسجده وقيل انه زبر العامل فلما جن الليل امر به فأدخل بيته واوقد النار في التبن فمات من الدخان ثم وجد ميتا قد اكلت النمل عينيه وقيل اكله الذئب فلم يوجد سوى رأسه ورجليه
138 - عيسى بن موسى

ابن ابي حرب ابو يحيى الصفار البصري قدم بغداد وحث بها فروى عنه ابو الحسين بن المنادي وغيره وكان ثقة وتوفي في صفر هذه السنة
139 - العباس بن عبد الله
ابو محمد الترقفي سكن بغداد وحدث عن جماعة روى عنه ابن ابي الدنيا وابن صاعد وابن مخلد وكان ثقة صدوقا صالحا قال ابن مخلد ما رأيته ضحك ولا تبسم توفي بسر من رأى في هذه السنة وقيل سنة ثمان وستين
140 - عمار بن رجاء
ابو نصر الاستراباذي رحل الى العراق وسمع من ابي داود الحفري ويزيد بن هارون وابي نعيم وغيرهم وكان عابدا زاهدا ورعا وتوفي في هذه السنة وقبره يزار ويتبرك به
141 - محمد بن احمد
ابن الجنيد ابو جعفر الدقاق سمع ابا عاصم النبيل واسود بن عامر ويونس بن محمد المؤدب وغيرهم روى عنه البغوي وابن صاعد والمحاملي وغيرهم وكان ثقة توفي في هذه السنة وقيل في السنة التي قبلها
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال قريء على ابي الحسين بن المنادى وانا اسمع قال توفي ابن الجنيد الدقاق يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادي الاولى سنة سبع وستين ودفن في مقبرة باب حرب وقد قارب التسعين
142 - محمد بن حماد
ابن بكر المقريء صاحب خلف بن هشام سمع يزيد بن هارون وغيره وكان احد القراء المجودين ومن عباد الصالحين وكان احمد بن حنبل يجله

ويكرمه ويصلى خلفه شهر رمضان وغيره وتوفي يوم الجمعة لاربع خلون من ربيع الآخر في هذه السنة
143 - يحيى بن محمد بن يحيى
ابن يحيى بن عبيد الله بن فارس ابو زكريا الذهلي يلقب حيكان امام نيسابور في الفتوى والرياسة وابن امامها سمع يحيى بن يحيى وابن راهويه وعلى بن الجعد واحمد بن حنبل وابا الوليد الطيالسي ومسدد بن مسرهد وخلقا كثيرا روى عنه ابوه محمد بن يحيى الامام وكان يقول ابو زكريا والد ومحمد بن اسحاق بن خزيمة وخلق كثير وكان قد اختلف هو وابوه في مسألة فحكما محمد بن اسحاق بن خزيمة فحكم ليحيى على ابيه وكان احمد بن عبد الله الججستاني قد خرج فغلب على نيابور وكان خارجيا ظالما فخرج عن نيسابرو وامستخلف ابراهيم بن نصر فتهوس البلد فنهض محمد بن يحيى في خلق كثير وحاربوا القواد الذين خلفهم فلما عاد احمد طلب يحيى بن محمد فجيء به فقتله في جمادي الاخرة من هذه السنة وقيل انه غلبه انبأنا زاهر بن طاهر انبأنا ابو عثمان الصابوني وابو بكر البيهقي قالا اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال سمعت الحسن بن يعقوب المعدل يقول سمعت ابا عمرو احمد بن المبارك المستملي يقول رأيت يحيى بن محمد في المنام فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي قلت فما فعل الججستاني قال هو في تابوت من والمفتاح بيدي
144 - العابدة اليمنية
اخبرنا محمد بن ناصر اخبرنا ابو الفتح محمد بن علي المصري اخبرنا الموفق بن ابي الحسن التمارو ابو الحسن محمد بن الحسن المزني قال اخبرنا ابو عثمان سعيد بن العباس بن محمد القرشي اخبرنا ابو منصور بن الحسن البوشنجي حدثنا محمد بن المنذر حدثنا علي بن الحسن الفلسطيني حدثنا ابو بكر التيمي حدثنا محمد بن سليمان القرشي قال بينا انا اسير في طريق اليمن اذا انا بغلام واقف في الطريق في اذنيه قرطان

في كل قرط جوهرة يضيء وجهه من ضوء تلك الجوهرة وهو يمجد ربه بثناء بأبيات من الشعر فسمعته يقول ... مليك السماء به افتخاري ... عزيز القدر ليس به خفاء ...
فدنوت منه فسلمت عليه فقال ما انا براد عليك حتى تؤدي من حقي الذي يجب لي عليك قلت وما حقك قال انا غلام على مذهب ابراهيم الخليل صلى الله عليه لا اتغدى ولا اتعشى كل يوم حتى اسير الميل والميلين في طلب الضيف فأجبته الى ذلك فرحب بي وسرت معه وقربنا من خيمة شعر فلما قربنا من الخيمة صاح يا اختاه فأجابته جارية من الخيمة يالبيكاه قال قومي الى ضيفنا فقالت الجارية حتى ابدأ بشكر المولى الذي سبب لنا هذا الضيف وقامت فصلت ركعتين شكرا لله فأدخلني الخيمة واجلسني واخذ الغلام الشفرة واخذ عناقا فذبحها فلما جلست في الخيمة نظرت الى احسن الناس وجها فكنت اسارقها النظر ففطنت لبعض لحظاتي فقالت لي مه اما علمت انه قد نقل الينا عن صاحب يثرب ان زناء العينين النظر اما اني ما اردت بهذا أوبخك ولكن اردت ان أؤدبك لكي لا تعود لمثل هذا فلما كان وقت النوم بت انا والغلام خارجا وباتت الجارية في الخيمة فكنت اسمع دوي القرآن الليل كله بأحسن صوت يكون وارقه فلما ان اصبحت فقلت للغلام صوت من كان ذلك قالت تلك اختي تحي الليل كله الى الصباح فقلت يا غلام انت احق بهذا العمل من اختك انت رجل وهي امرأة قال فتبسم ثم قال لي ويحك يا فتى اما علمت انه موفق ومخذول
سنة ثم دخلت سنة ثمان وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها استئمان جعفر بن احمد السجان الى الموفق في يوم الثلاثاء غرة المحرم وكان هذا السجان احد ثقات الخبيث الزنجي فأمر له ابو احمد بخلع وصلات فكلم اصحاب الزنجي وقال انكم في غرور واني قد وقفت على كذب

هذا الرجل وفجوره فاستأمن يومئذ خلق كثير وما زال الموفق ينظر في كل موضع يجلب ميرة الى بلد القوم فيمنعها حتى ضاق الامر بهم حتى اكلوا لحوم الناس ونبشوا القبور فأكلوا لحوم الموتى وكان المستأمن منهم يسأل كم عهدكم بالخبز فيقول سنة وسنتان فلما رأى الموفق ما جرى عليهم رأى ان يتابع الايقاع بهم ليزيدهم بذلك ضرا وجهدا فخرج الى الموفق في هذا الوقت في الامان خلق كثير واحتاج من كان مقيما مع أولئك الى الاحتيال في القوت فتفرقوا عن معسكرهم الى القرى والانهار النائية فأمر الموفق جماعة من قواده وغلمانه السودان ان يقصدوا القوم ويستميلوهم فمن ابى قتلوه فواظبوا على ذلك فحصلوا جماعة كثيرة
واتفق في هذه السنة انه كان اول يوم من رمضان يوم الاحد وكان الاحد الثاني منه السعانين وكان الاحد الثالث الفصح وكان الاحد الرابع النيروز وكان الاحد الخامس انسلاخ الشهر
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن اسحاق الهاشمي وكان ابن ابي الساج على الاحداث
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 145 - احمد بن الحسن
ابو عبد الله السكري البغدادي كان حافظا للحديث توفي بمصر في ذي القعدة من هذه السنة
146 - انس بن خالد
ابن عبد الله بن ابي طلحة بن موسى بن انس بن مالك حدث عن محمد بن عبد الله الانصاري وروى عنه المحاملي وابن مخلد وتوفي في جمادي الاولى من هذه السنة
147 - الحسن بن ثواب ابو علي التغلبي
سمع يزيد بن هارون وغيره قال ابو بكر الخلال كان شيخنا جليل القدر

وقال الدارقطني ثقة وتوفي في جمادي الاولى من هذه السنة
148 - محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم بن اعين ابو عبد الله ولد
سنة اثنتين وثمانين ومائة وروى عن ابن وهب وغيره وكان المفتى بمصر في ايامه وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة وصلى عليه بكار بن قتيبة
149 - محمد بن عبد الملك بن شعيب
ابن الليث بن سعد ابو عمرو يروى عنه ابيه وعن ابي صالح كاتب الليث وكان فاضلا توفي في ربيع الاول من هذه السنة
150 - يحيى بن اسحاق بن ابراهيم بن سافري
سمع على بن قادم روى عنه القاضي المحاملي وكان ثقة توفي في ربيع الاخرة من هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة تسع وستين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان الاعراب قطعوا على قافلة الحاج قريبا من سميراء فاستاقوا نحوا من خمسة آلاف بعيرا مع احمالها
واجتمع في المحرم من هذه السنة كسوف الشمس والقمر وغابت الشمس منكسفة
ويوم السبت النصف من جمادي الاولى شخص المعتمد يريد اللحاق بمصر فأقام يتصيد بالكحيل فلما صار المعتمد الى عمل اسحاق بن كنداج وكان العامل على الموصل وعامة الجزيرة وكان قد كتب اليه ابو احمد بالقبض على المعتمد وعلى قواده فأظهر انه معهم وقد كان قواد المتعمد حذروا المعتمد من المروربه فأبى وقال انما هو غلامي فلما صار في عمله لقيهم وصار معهم حتى نزل المعتمد منزلا قبل وصوله الىعمل ابن طولون فلما اصبح ارتحل الاتباع والغلمان الذين مع

المتعمد والعسكر وبقي معه القواد فقال لهم انكم قد قربتم من عمل ابن طولون والمقيمين وبالرقة من قواد وانتم من تحت يده افترضون بذلك وقد علمتم انما هو كواحد منكم وجرت بينهم وبينه في ذلك مناظرة حتى تعالى النهار ولم يرتحل المعتمد لاشتغال القواد بالمناظرة بينهم ولم يجتمع رأيهم على شيء فقال لهم ابن كنداج قوموا بنا حتى نتناظر في غير هذا الموضع والزموا مجلس امير المؤمنين عن ارتفاع الاصوات فيه فاخذ بايديهم واخرجهم من مضرب المعتمد وادخلهم مضرمب نفسه لانه لم يكن بقي مضرب غير مضربه فلما دخلوا حضر بالقيود فشد غلمانه عليهم فقيدوهم ثم مضى الى المعتمد في شخوصه عن دار ملكه وملك ابائه وقد اقر أخاه علىالحال التي هو بها ثم رده الى سامرا في شعبان فخلع على ابن كنداج وسمى ذا السيفين
وخرج الامر في هذه السنة بتكنية صاعد بالعلاء في الكنية وعقد له على بلاد وانحدر صاعد الى الموفق واستخلف ابنه العلاء وسمى صاعد ذا الوزارتين وكانوا عزموا ان يسموه ذا التدبيرين فقال لهم ابو عبيد الله لا تسموه بشيء ينفرد به ولكن سموه ذا الوزارتين او ذا الكفايتين ليكون مضافا اليكم فسموه ذا الوزارتين
وروى ابو بكر الصولى قال حدثني المعلي بن صاعد قال سعوا الى الموفق بصاعد وضمنوه بمال عظيم وجعلوا الرقعة تحت ذنب طائر واطلقوه وكان ابي قد انكر من الموفق شيئا فعزم ان يحمل اليه مائتي الف درهم كانت عنده ثم قال والله لا فعلت ولا تصدقن يمائة الف درهم منها ففعل ذلك في غداة ذلك اليوم الذي ركب فيه في زورق فينا هو يسير اذ سقط في زورقه طائر فأخذ فوجدة فيه رقعة فقرأها صاعدا فأذا هي سعاية به فعلم ان الله تعالى مكفاه لأجل صدقته ودخل الى الموفق فأراه الطائر وأراه الرقعة وعرفه ما عمل فعظم في عينه وجلت حاله عنده وقال لما فافعل الله بك هذا الا لخير خصك به
وفي هذا الشهر احرق اصحاب الموفق قصر ملك الزنج وانتهبوا ما فيه وذلك

ان الموفق عاود الخصومة فدخل اصحابه الى قصر من تلك القصور فانتهبوا واحرقوا واستنقذوا نسوة كن فيه وقصدوا احراق دار الزونجي فتعذر لهم لكثرة الحماة عنها يرمون من فوق السور بالنشاب والحجارة واستأمن الى ابي احمد محمد بن سمعان كاتب الخبيث ووزيره فاجتمع أصحاب الموفق وحملوا فأحرقوا الدار فخرج هاربا وترك جميع امواله فانتهب ما لم يأت عليه النار وأصاب الموفق سهم في ثندوته اليسرى فشارف الموت فتصدقت امه بوزنه ورقا فكان ثلاثين ألف درهم حين سلم ثم مرض الموفق مدة فاشتغل الخبيث باصلاح ما تشعث فلما عوفي الموفق عاود القتال فقتل منهم خلقا كثيرا واستخرج نساء واطفالا كن يأيديهم فسأل ولد الخبيث الامان فأجابه ابو احمد فعلم الاب فرد الولد عن ذلك العزم فعاد الى القتال واستأمن خلق كثير فأمنهم وخلع عليهم وصار قواده يقاتلون فاستوحشوا من ذلك وتجاسورا وتخافوا فجمع الموفق جنده وهم يزيدون على خمسين الفا والسفن الكثيرة يزيد ملاحوها على عشرة آلاف وتأجج القتال فتلقاهم العدو واشتد القتال فهزم العدو وقتل منهم مقتله عظيمة واسر جماعة كثيرة ونجا الخبيث الى داره وجمع اصحابه للمدافعة عنها فلم يقدروا فدخلها اصحاب ابي احمد واحرقوها وما بقي فيها من متاع وأمر الموفق بنساء الخبيث واولاده فحملوا الىالموفقية والتوكيل بهم وكان قد تغلب على حرم المسلمين وجاءه منهن الاولاد وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 151 - ابراهيم بن نصر
ابن محمد بن نصر ابو اسحاق الكندي سمع عفان بن مسلم وقبيصة في آخرين وكان ثقة وتوفي في هذه السنة
152 - ابراهيم بن منقذ

ابن ابراهيم ابو اسحاق العصفري من اصحاب ابن وهب وروى عن المنقري وادريس بن يحيى وكانت كتبه قد احترقت وبقي منها بقية فحدث بما بقي وهو ثقة رضي توفي في ربيع الآخر من هذه السنة
153 - خالد بن احمد بن خالد
ابن عمر بن مجالد بن مالك ابو الهيثم الذهلي الامير ولي امارة مرو وهراة وغيرهما من بلاد خراسان ثم ولي امارة بخارا وسكنها وله آثار مشهورة وامور محمودة وكان يحب الحديث ويقول انفقت في طلب العلم اكثر من الف الف درهم وسمع من ابن راهوية وعلى بن حجر وخلق كثير فلما استوطن بخارا اقدم الى حضرته حقاظ الحديث مثل محمد بن نصر المروزي وصالح بن جور ونصر بن احمد البغداديين وغيرهم وصنف له نصر مسندا وكان يختلف مع هؤلاء المسمين الى المحدثين وكان يمشي برداء ونعل يتواضع بذلك وبسط بديه بالاحسان الى اهل العلم فغشوه وقدموا عليه من الافاق واراد من محمد بن اسمعيل البخاري ان يصير الى حضرته فامتنع فاعتل عليه باللفظ فأخرجه من بخارا فمات بقرية وكأنه عوقب بما فعل بالبخاري فزال ملكه وكان قد ورد بغداد فحدث فسمع منه وكيع القاضي وابو طالب الحافظ وابن عقدة ثم اعتقله السلطان فحبسه ببغداد فمات بالحبس في هذه السنة وكان السبب انه اشتد الى الطاهرية ومال الى يعقوب بن الليث القائم بسجستان وكان ذلك سبب حبسه
154 - ذو الكفل الزاهد
رجل من ولد مسكين بن الحارث يكنى ابا القاسم يروى عنه احمد بن محمد بن حجاج بن رشدين وغيره توفي بمصر في جمادي الاخرة من هذه السنة
155 - محمد بن ابراهيم
ابو حمزة الصوفي بغدادي مولى عيسى بن ايار القاضي من كبار شيوخ الصوفية كان يتكلم في جامع الرصافة ثم الى جامع المدينة وكان عالما بالقراآت خصوصا

قراءة ابي عمرو وجالس احمد بن جنبل وكان احمد اذا عرضت مسألة يقول ما تقول فيها يا صوفي وجالس بشر بن الحارث وابا نصر التمار وسريا السقطي وسافر مع ابي تراب النخشبي الا انه انغمس في مذاهب الصوفية حتى روينا انه وقع في بئر فجاز قوم فأخذوا يطمونها فرأنى من التوكل ان لا ينطق وسكوته في مثل هذا يخالف الشرع وقد قيل ان الواقع في البئر ابو حمزة الخراساني لا البغدادي والله اعلم
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي قال اخبرني الحسن بن ابي الفضل الشر مقاني حدثنا ابراهيم بن احمد بن محمد الطبري حدثنا معروف بن محمد ابن معروف الواعظ حدثنا ابو سعيد الزيادي قال كان ابو حمزة استاذ البغداديين وهو اول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب من صفاء الذكر وجمع الهم والمحبة والشوق والقرب والانس ولم يسبقه الى الكلام على رؤوس الناس ببغداد احد وما زال حسن المنزلة عند الناس الى ان توفي
سنة تسع وستين ومائتين ودفن بباب الكوفة وقد ذكر السلمي انه توفي في سنة تسع وثمانين والاول اصح
156 - محمد بن الخليل
ابن عيسى ابو جعفر المخرمي سمع عبيد الله بن موسى وروح بن عبادة وحجاج ابن محمد وغيرهم روى عنه وكيع القاضي ومحمد بن مخلد وغيرهما وكان ثقة من خيار الناس وتوفي في شعبان هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة سبعين ومائتين
فمن الحوادث فيهاوقعة كانت بين ابي احمد وصاحب الزنج في المحرم اضعفت اركان صاحب الزنج واسمه بهبوذ وفي صفر قتل وشرح القصة ان ابا احمد الح على حربه ورغب الناس في جهاد العدو وصار معه جماعة من المطوعة ورتب الناس

وامرهم ان يزحف جميعهم مرة واحدة وعبر يوم الاثنين لثلاث بقين من المحرم سنة سبعين فنصر ومنح اكناف القوم فولوا منهزمين وابتعهم الناس يقتلون ويأسرون فقتل ما لا يحصى وحويت مدينة الخبيث بأسرها واستنقذوا ما كان فيها من الاسارى من الرجال والنساء والصبيان وهرب الخبيث وخواصه الى موضع قد كان وطأه لنفسه ملجأ اذا غلب على مدينته فتبعه الناس فانهزم اصحابه وغدا ابو احمد يوم السبت لليلتين خلتا من صفر فسار الى الفاسق وكان قد عاد الى المدينة بعد انصراف الناس فلقي الناس قواد الفاسق فأسروهم وجاء البشير بقتل الفاسق ثم جاء رجل معه رأس الفاسق فسجد الناس شكرا وامر ابو احمد ان يكتب الى امصار المسلمين بالنداء في اهل البصرة والابلة وكور دجلة والاهواز وكورها وأهل واسط وما حولها مما دخله الزنج يقتل الناس وان يؤمروا بالرجوع الى اوطانهم وولى البصرة والابلة وكور دجلة رجلا من قواد مواليه وولى قضاء هذه الاماكن محمد بن حماد وقدم ابنه العباس الى بغداد ومعه رأس الخبيث ليراه الناس فيسروا فوافى بغداد يوم السبت لاثني عشرة ليلة بقيت من جمادي الاولى في هذه السنة والرأس بين يديه على قناة فأكثر الناس التكبير والشكر لله والمدح لابن الموفق وابيه ودخل احمد بن الموفق بغداد برأس الخبيث وركب في جيش لم ير مثله من سوق الثلاثاء الى المخرم وباب الطاق وسوق يحيى حتى هبط الى الحربية ثم انحدر في دجلة الى قصر الخلافة في جمادي هذه السنة وضربت القباب وزينت الحيطان
وفي هذه السنة في ربيع الاول منها ورد الخبر الى بغداد بأن الروم نزلت ناحية باب قلمية على ستة اميال من طرسوس وهم زهاء مائة الف يرأسهم بطريق البطارقة اندرياس فخرج اليهم يا زمان الخادم ليلا فبيتهم فقتل رئيسهم وخلقا كثيرا من اصحابه يقال انهم بلغوا سبعين الف واخذ لهم سبعة صلبان من ذهب وفضة فيها صليبهم الاعظم من ذهب مكلل بالجواهر واخذ خمسة عشر الف دابة وبغل ومن السروج مثل ذلك وسيوفا محلى بذهب وفضة ومناطق واربع

كراسي من ذهب ومائتي طوق من ذهب وآنية كثيرة نحوا من عشرة آلاف علم وكان النفير الى اندرياس يوم الثلاثاء لسبع خلون من ربيع الاول وفي هذه السنة قتل ملك الروم الصقلبي وفيها بنى احمد بن طولون اربعة اروقة على قبر معاوية بن ابي سفيان وامر ان يسرج هناك واجلس اقواما معهم المصاحب يقرأون القرآن وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 157 - احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم
ابن سعيد بن ابي زرعة ابو بكر البرقي من اهل برقة حدث وكان ثقة ثبتا قيل ان اخاه محمد اكان قد صنف التاريخ ولم يتمه فأتمه هو وحدث به وكان اسنادهما واحد وكان احمد يمشي في سوق الدواب فضربته دابة فمات من يومه و ذلك في رمضان هذه السنة
158 - احمد بن عبد العزيز بن داود
ابن مهران الحراني رحل وكتب الحديث وحفظ وروى وعاد الى حران فتوفي بها في هذه السنة
159 - احمد بن طولون
وطولون تركي انفذه نوح بن اسد عامل بخارا الى المأمون سنة مائتين وتوفي سنة اربعين ومائتين وولد احمد ببغداد سنة عشرين ومائتين ونشأ بعيد الهمة وكان يستقل عقول الاتراك واديانهم ويقول ان حرمة الدين عندهم منهوكة وكانوا يهابونه ويتقوون به على الاموال وتمكنت له المحبة في قلوب الناس ونشأ على الخير والصلاح وحفظ القرآن وطلب الحديث فلقى الشيوخ وسمع منهم ثم سأله الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان ان يوقع له برزته على الثغر ليكون في جهاد متصل وثواب دائم ففعل وكانت ولايته ما بين رحبة مالك بن طوق الى المغرب وكانت امه بسر من رآى فبلغه انها تبكيه لبعده فرجع اليها فخرج على الرفقة

الذين صحبهم اعراب فقاتلهم اشد قتال ونصر عليهم وخلص من ايديهم اموالا قد حملت الى المستعين فحسن مكانه عنده وبعث اليه المستعين سرا الف دينار وقال للرسول عرفه محبتي له واشارتي لاصطناعه ولكن اخاف ان اظهر له ما في قلبي فيقتله الاتراك ثم استدام الانعام عليه ووهب له جارية اسمها مياس فولدت له ابنه خمارويه في محرم سنة خمسين ومائتين ولما تنكر الاتراك للمستعين وخلعوه وولوا المعتز احدروه الى واسط وقالوا من تختار ان يكون في صحبتك فقال احمد بن طولون فبعثوه معه فأحسن صحبته ثم خاف غلمان المتوكل من كيد المستعين فكتبوا الى احمد بن طولون ان اقتله فان قتلته وليناك واسطا فكتب اليهم والله لارآني الله قتلت خليفة بايعته له ابدا فانفذوا اليه سعيد الحاجب فلما رآه المستعين قال قد جاء جزار بني العباس فتسمله وضرب خيمة على بعد فأدخله اليها ثم خرج والقاها على ما فيها ورحل فلما نظروا فاذا هو قد حمل رأس المستعين معه فغسل احمد بن طولون الجثة وكفنها وواراها وعاد الى سر من رآى فزاد محله عند الاتراك ووصفوه بحن المذهب فولوه مصر نيابة عن اميرها في سنة اربع وخمسين فقال حين دخلها غايه ما وعدت في قتل المستعين ولاية واسط فتركت ذلك لاجل الله تعالى فعوضني ولاية مصر والشام ثم قتل والى مصر في ايام المهتدي فصار مستبدا بنفسه في ايام المعتمد وركب يوما الى الصيد فلما طعن في البرية غاضت يد دابة بعض اصحابه في وسط الرمل فكشف المكان فرآى مطلبا واسعا فامر ان يعمل فيه فوجد فيه من المال ما قيمته الف الف دينار فأنفق معظم ذلك في البر والصدقة وبناء الجامع وقال له وكيله يوما ربما امتدت الى الكف المطوقة والمعصم فيه السوار والكم الناعم افامنع هذه الطبقة فقال له ويحك هؤلاء المستورون الذين يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف احذر ان ترد يدا امتدت اليك وحسن له بعض التجار التجارة فدفع اليه خمسين الف دينار فرآى فيما يرى النائم كانه يمشمش عظما فدعى المعبر فقص عليه ما رآى فقال قد سمت همة الامير الى مكسب لا يشبه خطره فاستدعى

صاحب صدقاته وقال له امض الى التاجر وخذ منه الخمسين الف دينار وتصدق بها ولما اشتد مرضه في علة الموت فخرج المسلمون بالمصاحف واليهود بالتوراة والنصارى بالاناجيل والمعلمون بالصبيان كثر الدعاء في الصحراء والمساجد فلما احس بالموت رفع يده وقال يا رب ارحم من جهل مقدار نفسه وابطره حكمك عنه ثم تشهد وقضى في ذي القعدة من هذه السنة وقيل في التي قبلها وكان عمره خسمين سنة وخلف ثلاثة وثلاثين ولدا منهم سبعة عشر ذكرا وترك عشرة الاف الف دينار وكان له من المماليك سبعة الاف ومن الخيل على مربطه سبعة الاف فرس ومن الجمال والبغل ستة الاف رأس ومن المراكب الخاصة ثلثمائة ومن المراكب الحربية مائة مركب ومن الغلمان اربعة وعشرون الفا وكان خراج مصر في ايامه اربعة الاف الف درهم وثلثمائة الف دينار وانفق على المصالح اموالا كثيرة منها على الجامع مائة وعشرين الف دينا وكان يتصدق بثلاثة الاف دينار شاذة سوى الراتب وكان راتب مطبخه في كل يوم الف دينار وكان يجري على اهل المساجد كل شهر الف دينار وعلى فقراء الثغر كذلك وحمل الى بغداد ما فرق على الصالحين والعلماء في ايامه الفي الف ومائتي الف دينار ورأه بعض المتزهدين في المنام بحال حسنة فقال له ما ينبغي لمن سكن الدنيا ان يحتقر حسنة فيدعها ولا سيئة فياتيها عدل بي عن النار الى الجنة بتثبتي على متظلم عيبي اللسان شديد النهيب فسمعت منه وصبرت عليه حتى قامت حجته وتقدمت بانصافه وما في الآخرة على رؤساء الدينا اشد من الحجاب الملتمسى الانصاف ورأه اخر في المنام فقال له انما البلاء من ظلم من لا ناصر له
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا الحسين بن محمد المؤدب اخبرنا ابراهيم بن عبد الله المالكي حدثنا محمد بن علي بن سيف قال سمعت الحسين ابن احمد النديم قال سمعت محمد بن علي المادرائي قال كنت اجتاز بتربة احمد بن طولون فأرى شيخا يقرىء عند قبره ملازما للقبر ثم اني لم اره مدة ثم رأيته بعد ذلك فقلت له الست الذي كنت اراك عند قبر ابن طولون تقرأ عليه قال بلى

كان والينا في هذا البلد وكان له علينا بعض العدل ولم يكن الكل فأحببت ان اصله بالقرآن قلت فلم انقطعت عنه قال رأيته في النوم وهو يقول لي احب ان لا تقرآ عندي فكأني اقول له لاي سبب فقال ما يمر بي آية الا قرعت يها وقيل لي اما سمعت هذه
160 - ابراهيم بن مروزق بن دينار
او اسحاق البصرى قدم مصر وكان ثقة ثبا وذهب بصره قبل موته وتوفي بمصر في جمادي الاخرة من هذه السنة
161 - اسمعيل بن عبد الله بن ميمون
ابن عبد الحميد بن ابي الرجال ابو النضر العجلي مروزي الاصل وهو ابن اخي نوح ابن ميمون المضروب سمع خلقا كثيرا وروى عنه محمد بن مخلد الدورى وابو الحسين بن المنادي
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو بكر البرقاني اخبرنا ابراهيم بن محمد المزكي اخبرنا محمد بن اسحاق الثقفي قال انشدني ابو النضر العجلي لنفسه ... تخبرني الآمال اني معمر ... وان الذي اخشاه عني مؤخر ... فكيف ومر الاربعين قضيته ... على بحكم قاطع لا يغير ... اذا المرء جاز الاربعين فاه ... اسير لاسباب المنايا ومعثر ...
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قريء على ابن المنادى وانا اسمع قال توفي ابو النضر المروزي ليلة الاثنين لثلاث وعشرين خلت من شعبان سنة سبعين وقد بلغ اربعا وثمانين سنة فيما ذكر وكان يخضب بالوسمة
162 - بهبوذ صاحب الزنج
قد ذكرنا احواله وكان خروجه يوم الاربعاء لاربع بقين من رمضان سنة خمس

وخمسين وقتل يوم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة سبعين وكانت ايامه اربع عشرة سنة واربعة اشهر وستة ايام وحكى ابو بكر الصولي ان مبلغ من قتل في هذه المدة من الناس الف الف وخمسمائة الف رجل واستأمن من اصحابه خمسة عشر الف رجل
163 - حمدون بن عباد
ابو جعفر البزاز المعروف بالفرغاني سمع يزيد بن هارون وعلى بن عاصم روى عنه البغوي وكان اسمه احمد ولقبه حمدون وهو الغالب عليه قال الخطيب محله عندنا الصدق والامانه روى احاديث بواطل فالحمل فيها علىغيره توفي في محرم هذه السنة
164 - داود بن علي
ابن خلف ابو سليمان الفقيه الظاهري ولد سنة مائتين وسمع سليمان بن حرب والقعنبي ومسددا وغيرهم ورحل الى نيسابور فسمع من اسحاق بن راهويه المسند والتفسير وكان يرد الى اسحاق وما تجاسر احد يرد عليه غيره ثم قدم بغداد فسكنها وصنف كتبه بها وهو امام اصحاب الظاهر وكان ورعا ناسكا الا ان مذهبه طريف يدعى الجمود على النقل ويخالف كثيرا من الاحاديث ويلتفت على مفهوم الحديث الى صورة لفظ وفي هذا تغفيل
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت حدثنا عبد العزيز ابن على الوراق المحاملي حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني حدثني احمد بن الحسين قال سمعت ابا عبد الله المحاملي يقول صليت صلاة العيد يوم فطر في جامع المدينة فلما انصرفت قلت في نفسي ادخل على داؤود بن على اهنئه وكان ينزل قطيعة الربيع فجئته وقرعت على الباب فأذن لي فدخلت عليه واذا بين يديه طبق فيه اوراق هندباء وعصارة فيها نخالة وهو يأكل فهنأ به وتعجبت من حاله فرأيت ان جميع ما نحن فيه من الدنيا ليس بشيء وخرجت من عنده فدخلت على رجل

من مكثري القطيعة يعرف بالجرجاني فلما علم بمجيىء اليه خرج حاسر الرأس حافي القدمين وقال ما عني القاضي ايده الله قلت مهم قال وما هو قلت في جوارك داود بن علي ومكانه من العلم وانت كثير البر والرغبة في الخير تغفل عنه وحدثته بما رأيت فقال لي داود شرس الاخلاق اعلم ايها القاضي اني وجهت اليه البارحة الف درهم مع غلامي ليستعين بها في بعض اموره فردها مع الغلام وقال للغلام قل له بأي عين رأيتني وما الذي بلغك من حاجتي حتى تهدي الى بهذا فتعجبت من ذلك وقلت له هات الدراهم فاني احملها اليه انا فدعا بها ودفعها الى وقال ناولني الكيس الاخير فجاءه بكيس فوزن الفا اخرى فقال تيك لنا وهذه لموضع القاضي وعناية فأخذت الالفين وجئت اليه فقرعت بابه فخرج وكلمني من وراء الباب وقال ما رد القاضي قلت حاجة اكلمك فيها فدخلت وجلست ساعة ثم اخرجت الدراهم وجعلتها بين يديه فقال هذا جزاء من ايتمنك على سره انها امانة العلم ادخلتك الى ارجع فلا حاجة لي فيما معك قال المحاملي فرجعت وقد صغرن الدينا في عيني ودخلت على الجرجاني واخبرته بما رأيت فقال اما انا فقد اخرجت هذه الدراهم لله تعالى فلا ترجع في مالي ابدا فليقل القاضي في اخراجها في اهل السترو والعفاف من المتجملين بالسترو الصيانة على ما يراه فقد اخرجتها عن قلبي
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي حدثنا ابو طالب على بن يحيى الدسكري اخبرنا ابو بكر بن المقريء قال سمعت علي بن حمزة قال سمعت ابا بكر بن داود يقول سمعت ابي يقول خير الكلام ما دخل الاذن بلا اذن قال المصنف قدم داود بغداد فسأل صلاح ابن احمد بن حنبل ان يتطلق له في الاستئذان على ابيه فاستأذن له فقال أحمد قد كتب الى محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني وفي رواية عنه انه قال الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق والذي بين الناس مخلوق
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا الحسن بن ابي بكر عن

احمد بن كامل القاضي قال في رمضان سنة سبعين ومائتين مات داود بن علي الاصبهاني وهو اول من انتحل الظاهر ونفي القياس في الاحكام قولا واضطر اليه فعلا فسماه دليلا وفي رواية انه توفي في ذي القعدة
165 - الربيع بن سليمان
ابن عبد الجبار بن كامل صاحب الشافعي مولى مراد كينى ابا محمد وكان فقيها يروى عن عبد الله بن وهب وغيره توفي في شعبان هذه السنة وصلى عليه خمارويه ابن احمد بن طولون
166 - زكريا بن يحيى
ابن اسد ابو يحيى المروزي يعرف بزكرويه سكن بغداد بباب خراسان وحدث عن سفيان بن عيينة وابي معاوية ومعروف الكرخي روى عنه المحاملي وابن مخلد وابو العباس الاصم وتوفي في هذه السنة
167 - عبد الله بن محمد
ابن شاكر ابو البحتري العنبري سمع حسينا الجعفي وابا داود الحفري وغيرهما وروى عنه ابن صاعد وابن ابي حاتم وقال هو صدوق
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرنا ابو بكر البرقاني اخبرنا ابراهيم ابن محمد المزكي اخبرنا ابو العباس محمد بن اسحاق السراج قال انشدني ابو البحتري ... يمنعني من عيب غيري الذي ... اعرفه من العيب ... وكيف شغلي بسوى مهجتي ... ام كيف لا انظر في جيبي ... ان كان عيبي غاب عنهم فقد ... احصى ذنوبي عالم الغيب ... عيبي لهم بالظن مني لهم ... ولست من عيبي في ريب ... لو انني اقبل من واعظ ... اذا كفاني واعظ الشيب ...
توفي ابو البحتري في ذي الحجة من هذه السنة
168 - الفضل بن العباس

ابو بكر المعروف بفضلك الرازي سمع هدبة وقتيبة وابن راهويه حدث عنه محمد بن مخلد وكان ثقة ثبتا امام عصره في معرفة الحديث توفي ببراثا من غربي بغداد في صفر هذه السنة ودفن هناك
169 - الفضل بن العباس
ابن موسى ابو نعيم العدوى الاستر آباذي روى عن ابي نعيم الفضل بن دكين وابي حذيفة النهدي وسهل بن بكار وسليمان بن حرب وغيرهم وكان فقيها فاضلا ثقة مقبول القول عند الخاص والعام وهو الذي تقدم الى احمد بن عبد الله الطائي لما اراد ان يغير على استراباد فأشترى منه البلد واهله ستمائة الف درهم ووزعها على الناس ويقال انه قتله محمد بن زيد العلوي في سر واخفاه وذلك في هذه السنة
170 - محمد بن ابراهيم
ابن محمد بن فرخان الفرخاني روى عنه البغوي وغيره وكان فقيها فاضلا ورعا متقنا ثبتا زاهدا توفي في هذه السنة بسمرقند وله ست وثمانون سنة
171 - محمد بن اسحاق
ابن جعفر وقيل ابن اسحاق بن محمد ابو بكر الصاغاني كان احد الاثبات المتقنين مع صلابة في الدين واشتهار بالنسة واتساع في الرواية ورحل في طلب العلم الى البلاد وسمع من يعلي بن عبيد الطنافسي ويزيد بن هارون وروح وخلق كثير روى عنه ابن ابي الدنيا والنسائي وابن خزيمة وقال الدارقطني كان ثقة فوق الثقة اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي الحافظ اخبرنا محمد بن عبد الواحد بن محمد البزار حدثنا محمد ابن العباس الخزاز قال قال قريء علي ابي الحسين ابن المنادي مات الصاغاني لسبع خلون من صفر سنة سبعين ومائتين يوم الخميس
172 - محمد بن الحسين
ابن المبارك ابو جعفر يعرف بالاعرابي سمع اسود بن عامر ويونس بن محمد

وغيرهما روى عنه ابن صاعد وغيره وكان ثقة كثير السماع توفي له ولد نفيس يحفظ الحديث فتغير لذلك الى ان مات لعشر بقين من رمضان هذه السنة
173 - مصعب بن احمد
ابن مصعب ابو احمد القلانسي بغدادي المولد والمنشأ اصله من مرو وهو من زهاد المتصوفة من قران الجنيد ورويم واليه ينتمي ابو سعيد ابن الاعرابي اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو نعيم الحافظ قال اخبرني جعفر الخلدي في كتابه قال قال القلاني فرق رجل من الفقراء ببغداد اربعين الف درهم فقال لي سمنون يا ابا احمد ما ترى ما فعل هذا مالا يقدر عليه ونحن ما نرجع الى شيء ننفقه فامض الى موضع نصلي فيه بكل درهم ركعة فذهبنا الى المذائن فصلينا اربعين الف ركعة وزرنا قبر سلمان وانصرفنا
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي حدثنا عبد العزيز بن علي بن عبد الله الهمذاني قال حدثني عبد السلام بن محمد بن ابي موسى قال حدثني احمد بن محمد الزيادي قال كان سبب تزويج ابي احمد القلانسي بعد تفرده ولزومه المساجد يعقوب المالكي وكان حدث السن فقال انا احب ان اتزوج فسأل ابا احمد ان يطلب له زوجة قال فكلمت انسانا يقال له ابن المطبخي من النساك في بنت له فأجاب واقعدوا منزل بريهة ليعقد النكاح ابو محمد ومعنا رويم والقطيعي وجماعة فحضر ابو الصبية فلما عزموا على النكاح خرج محمد الغلام وقال بدالي فغضب ابو احمد وقال تخطب الى رجل كريمته ثم تأتي لا تتزوجها غيري فتزوجها في ذلك اليوم فلما عقدنا النكاح قام ابوها فقبل رأس ابي احمد وقال ما كنت اظن ان قدري عند الله عز و جل ان اصاهرك ولا قدر ابنتي ان تكون زوجها وكانت عنده حتى مات عنها
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرنا اسمعيل ابن احمد الحيري اخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال حج ابو احمد سنة سبعين ومائتين فمات بمكة

بعد انصراف الحاج بقليل ودفن بأجياد عند الهدف
سنة ثم دخلت سنة احدى وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ورود الخبر في غرة صفر بدخول محمد وعلي ابني الحسن بن جعفر ابن موسى بن محمد بن علي بن الحسين المدينة وقتلهما جماعة من اهلها ومطالبتهما اهلها بمال وان اهل المدينة لم يصلوا في سمجد رسول الله صلى الله عليه و سلم اربع جمع لا جمعة ولا جماعة
ولثمان بقين من شعبان شخص صاعد من عسكر ابي احمد بواسط الى فارس لحرب عمرو بن الليث ولعشر خلون من رمضان عقد لاحمد بن محمد الطائي على المدينة وطريق مكة
وفي سادس عشر شوال كانت وقعة بين ابي العباس وبين خمارويه بن احمد بن طولون فهزمه ابو العباس فخرج خمارويه هاربا على حمار ووقع اصحاب ابي العباس في الهنب ونزل ابو العباس في مضرب خمارويه وهو لا يرى انه بقي له طالب فخرج كمين لخماريه كان اكمنه فشد على اصحاب ابي العباس فانهزموا وذهب ما كان في العسكرين بالنهب
ولاربع بقين من شوال دخل على المعتمد جماعة من حجاج خراسان فاعلمهم انه قد عزل عمرو بن الليث عما كان قلده ولعنه بحضرتهم واعلمه انه قد قلد خراسان محمد بن طاهر وامر بلعن عمرو على المنابر فلعن
وفي هذه السنة وثب يوسف بن ابي الساج وكان والي مكة على غلام الطائي يقال له بدر خرج علي الحاج فقيده فحارب ابن ابي الساج واصحاب بدر واعانهم الحاج حتى استنقذوا غلام الطائي واسروا ابن ابي الساج فقيدوه وحمل الى بغداد وكانت الحرب بينهم على ابواب المسجد الحرام انبأنا ابو بكر محمد بن عبد الباقي قال انبأنا ابو القاسم علي بن المحسن التنوخي عن ابيه قال حدثني ابو السري عمر بن محمد القاري قال حدثني ابو بكر الآدمي قال لما ادخل مؤنس ابا القاسم

ابن ابي الساج اسيرا خرجت الى تلقيته على فراسخ ودخلت بغداد معه فقال لي لما قربنا اذا كان غدا فاني ساركب ابن ابي الساج واشهره فاركب بين يديه واقرأ فقلت السمع والطاعة فلما كان من الغد شهر ابن ابي الساج ببرنس فبدأت فقرأت وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد واتبعتها بكل ما في القرآن من هذا الجنس قال وحانت منه التفاتة فرأيت ابن ابي الساج يبكي ومضى ذلك اليوم فلما كان بعد ايام رضي عنه السلطان بشفاعة مؤنس فاطلقه الى داره فانا كنت يوما بحضرة مؤنس اقرأ اذ استعدعاني وقال لي قد طلبك اليوم ابن ابي الساج فامض اليه فقلت له ايها الاستاذ الله الله في لعله وجد في نفسه من قراءتي ذلك اليوم فضحك وقال امض اليه فمضيت اليه فرفعني واجلسني وقال احب ان تقرأ تلك الآيات التي قرأتها بين بدي يوم كذا فقلت ايها الامير تلك حالة اقتضت ذلك وليس مثلك بأخذ مثلي عليها وقد كشفها الله الآن ولكن اقرأ لك غيرها قال لا الا تلك فانه تداخلني لها خشوع وخوف احب ان اكسر به نفسي فردد سماعها على قال فاستفتحت فقرأتها فما زال يبكي وينتحب الى ان قطعت القراءة ثم قال تقدم الى فخفته والله ان يبطش بي ثم قلت في نفسي هذا محال فتقدمت فأخرج من تحت مصلاه دنانير كثيرة وقال افتح فاك ففتحته بكل ما استطعته فما زال يملأه حتى لم يبق في فمي موضع ثم قال للغلام هات فجاء بكيس فيه الفا درهم فجعلها في كمي ثم خرجت فقدمت الى بغلة فارهة مسرجة فحملت عليها واصحبني ثيابا وقال اذا شئت فعد الينا ولا تنقطع عنا ما دمنا مقيمين فكنت اجيئه في كل اسبوع اقرأ في داره فيعطيني في كل شهر مائة دينار الى ان خرج من مدينة السلام
وفيها وثب العامة على النصارى وخربوا الدير العتيق الذي وراء نهر عيسى وانتهبوا كل ما كان فيه من متاع وقلعوا الابواب والخشب وهدموا بعض حيطانه وسقوفه ونبشوا الموتى فصار اليهم الحسين بن اسمعيل صاحب شرط بغداد من قبل محمد بن طاهر فمنعهم من هدم ما بقي منه وكان يتردد اليه اياما والعامة تجتمع

في تلك الايام حتى يكون بينهم قتال ثم بنى ما كانت العامة هدمته وكانت اعادة بنائه بقوة عبدون بن مخلد النصراني اخى صاعد بن مخلد
وفي ذي القعدة قدم المعتمد الى بغداد فصلى بالناس في المصلى صلاة الاضحى ورءاه الناس وعليه البردة وذلك يوم السبت
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن اسحاق
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 174 - بوران بنت الحسن بن سهل
وكان لها الفطنة والذكاء تزوجها المأمون وقد ذكر في تلك الحوادث وتوفيت في ربيع الاول من هذه السنة وقد بلغت ثمانين سنة
175 - حمدون بن احمد بن عمار
ابو صالح القصار صحب ابا تراب النخشبي وغيره اخبرنا محمد بن القاسم اخبرنا احمد بن احمد اخبرنا ابو نعيم الاصبهاني قال سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت محمد بن احمد الفراء يقول سمعت عبد الله بن مبارك يقول سفه رجل على حمدون فسكت حمدون ثم قال يا اخي لو نقصتني كل شيء ما نقصتني كنقصي عندي ثم قال سفه رجل على اسحاق الحنظلي فاحتمله وقال لاي شيء تعلمنا العلم اخبرنا ابن ناصر اخبرنا احمد بن علي بن خلف اخبرنا ابو عبد الرحمن السلمي قال سمعت محمد بن احمد الفراء يقول سمعت عبد بن الحجام يقول قال حمدون اذا رأيت سكرانا فتمايل لئلا تبغي عليه فتبتلى بمثل ذلك قال السلمي وكان ابو صالح حمدون يميل الى مذهب سفيان الثوري وكتب الحديث يذهب مذهب الملامة كان استاذ الجماعة فيه توفي حمدون في هذه السنة بنيسابور ودفن في مقبرة الحيرة
176 - سهل بن مهران
ابن سهل ابو بشر الدقاق نزل نيسابور وحدث بها عن ابي عبد الرحمن المقرىء

وعاصم بن علي وكان ثقة وتوفي في هذه السنة
177 - عبد الله بن محمد
ابن حبيب ابو رفاعة العدوي البصري حدث عن ابراهيم بن بشار الرمادي روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية وكان ثقة وولى القضاء وتوفي بشمشاط في هذه السنة
178 - علي بن سهل
ابن المغيرة ابو الحسن البزاز سمع شجاع بن الوليد وابا نعيم وعفان بن مسلم روى عنه ابو الحسن بن المنادى وكان صدوقا وتوفي في هذه السنة وقيل في سنة سبعين
179 - العباس بن محمد
ابن حاتم بن واقد ابو الفضل الدورى مولى بني هاشم ولد سنة خمس وثمانين ومائة سمع شبابة وابا النضر وعفان بن مسلم ويحيى بن معين روى عنه عبد الله بن احمد وجعفر الفريابي والبغوي وابن صاعد وكان ثقة توفي في صفر هذه السنة وقد بلغ ثماني وثمانين سنة
180 - محمد بن حماد
ابو عبد الله الرازي الطهراني سمع عبد الرزاق وغيره وكان جوالا حدث بالري وبغداد والشام روى عنه ابن ابي الدنيا وغيره وهو صدوق ثقة توفي بعسقلان ليلة الجمعة لثمان بقين من ربيع الاخرة من هذه السنة
181 - محمد بن صالح
ابن عبد الرحمن ابو بكر الانماطي ويعرف بكيلجة سمع عفان بن مسلم وتوفي في هذه السنة وقيل سنة اثنتين والاول اصح
182 - محمد بن يعقوب

ابن الفرج ابو جعفر المعروف بابن الفرخي كان من ابناء الدنيا وكان له مال كثير فانفق الكل في طلب العلم وعلى الفقراء وكان له موضع من العلم والفقه ومعرفة الحديث لزم على بن المديني فأكثر عنه وصحب ابا تراب النخشبي وذا النون المصري ونحوهما وكان يعظ في جامع الرملة
اخبرنا ابو بكر بن محمد بن عبد الله بن حبيب اخبرنا ابو سعد علي بن عبد الله بن ابي صادق اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه قال سمعت ابا عمر تلميذ الرقي يقول سمعت محمد بن داود الدينورى يقول سمعت بنان بن احمد المصري يقول قدم ابن الفرخي الى فقصدته فاذا هو في بيت مملوء كتبا فقلت له رحمك الله اختصر لي من هذه الكتب كلمتين انتفع بهما فقال ليكن همك مجموعا فيما يرضى الله فان اعترض عليك شيء فتب من وقتك
183 - مطروح بن محمد
ابن شاكر ابو نصر القضاعي ولد
سنة تسعين ومائة وكان ثقة توفي في هذه السنة بالاسكندرية
184 - يعقوب بن اسحاق
ابن زياد ابو يوسف البصري المعروف بالفلوسي سمع ابا عاصم النبيل ومحمد ابن عبد الله الانصاري وكان حافظا ثقة ضابطا ولي قضاء نصيبين فخرج اليها ودخل بغداد في طريقه وحدث بها فروى عنه ابن ابي الدنيا وابن ابي داود والمحاملي وابن مخلد وتوفي بنصيبين في جمادي الاولى من هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة اثنين وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان العامة تجمعوا في ربيع الآخرة فهدموا ما كان بني من البيعة التي ذكرنا خرابهم اياها في السنة الخالية وانتبهوا مالا عظيما منها لانهم انكروا

عليهم ركوب الدواب
وورد الخبر في جمادي الاولى ان مصر زلزلت زلازل اخربت الدور ومسجد الجامع وانه احصى بها في يوم واحد الف جنازة
وفيها تحركت الزنج بواسط وكان رؤساؤهم في حبس ابن طاهر فقتل رؤساءهم وصلبوا
وفيها قدم المعتمد بغداد لخمس بقين من شوال فنزل الزعفرانية ومحمد بن عبد الله بن طاهر بين يديه بالحربة
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 185 - احمد بن محمد بن الحجاج
ابن رشد بن المهري يكنى ابا جعفر كان احد حفاظ الحديث واهل الصنعة توفي في ليلة الاربعاء ودفن يوم عاشوراء من هذه السنة
186 - ابراهيم بن سليمان بن داود الاسدي
اسد خزيمة يكنى ابا اسحاق ويعرف بابن ابي داود البرلسي لانه كان لزم البرلس ماحوزا من مواحيز مصر ولد بصور وابوه ابو داود كوفي وكان ثقة من احفاظ الحديث توفي بمصر في شعبان هذه السنة
178 - ابراهيم بن الوليد بن ايوب
ابو اسحاق الجشاس سمع ابا نعيم والقعنبي وعفان وغيرهم وكان ثقة توفي في محرم هذه السنة
188 - جعفر بن محمد بن عامر
ابو الفضل البزاز من اهل سر من رآي حدث عن ابي نعيم وقبيصة وعفان روى عنه ابن صاعد وابن ابي داود وغيرهما وكان احد الشهود المعدلين قال ابن ابي

حاتم سمعت منه مع ابي وهو صدوق غرق بطريق البصرة في هذه السنة
189 - الحسن بن اسحاق بن يزيد
ابو علي العطار حدث عن زيد بن الحباب وقبيصة وابي نعيم وغيرهم روى عنه ابن مخلد وابو العباس الاصم وغيرهما وكان ثقة اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابو سعيد محمد بن موسى الصيرفي حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب الاصم حدثنا الحسن بن اسحاق العطار قال سمعت عبد الرحمن بن هارون يقول كنا في البحر سائرين الى افريقية فركدت علينا الريح فأرسينا الى موضع يقال له البرطون وكان معنا صبي صقلي يقال له ايمن وكان معه شص يصطاد به السمك قال فاصطاد سمكا نحوا من شبر أواقل قال وكان على ضيفه اذنها اليمنى مكتوب لا اله الا الله وعلى قذ لها وعلى ضيفه اذنها اليسرى مكتوب محمد رسول الله قال وكان ابين من نقش على حجر وكانت السمكة بيضاء والكتابة سوداء كأنه كتب بحبر قال فقذفناها في البحر ومنع الناس ان يصطاد من ذلك الموضع حتى اوغلنا توفي ابو علي العطار في هذه السنة
190 - سليمان بن وهب
توفي في الحبس في صفر هذه السنة فرثاه العبشمي فقال ... كأن الارض لما قيل اودي ... سليمان بن وهب بي تميد ... أبا ايوب كنت لنا غياثا ... وركنا ان عدا دهر شديد ... فلو قبلت منيته بديلا ... لاعطينا المنية ما تريد ... لان عطلت دواوين المعالي ... واضحت لا يعد لها عديد ... لقد أبقى محاسن خالدات ... تبيد الراسيات ولا تبيد ...
191 - عبد الله بن محمد
ابن اسمعيل بن لاحق البزاز سمع يزيد بن هارون وروح بن عبادة وسعيد بن منصور روى عنه ابن صاعد وابو عمر القاضي وكان ثقة توفي في جمادي الاولى في هذه السنه

192 - علي بن داود
ابو الحسين التميمي القنطري سمع نعيم بن حماد وغيره روى عنه الحربي والبغوي وابو الحسين ابن المنادى وكان ثقة توفي في ذي الحجة من هذه السنة
193 - العلاء بن صاعد
ابو عيسى كان يتعاطى النجوم فرآى النبي صلى الله عليه و سلم في المنام قال فجئته عن يمينه فقلت يا رسول الله ادع الله بأن يهب لي العافية فأعرض عني فدرت عن شماله فقلت مثل ما قلت فأعرض عني فجئته مواجها له فقلت له مثل ما قلت فقال لا افعل قلت ولم يا رسول الله قال لان الواحد منكم يقول علني المريخ وابرأني المشتري حمل العلاء الى دار الموفق في محفة فحبس فقال عند حمله الى ثلاثة عشر يوما اخرج من الحبس واعود الى منزلي فتوفي في الحبس بعد ثلاثة عشر يوما واخرج ميتا
194
محمد بن عبد الوهاب ابن حبيب بن مهران ابو احمد العبدي جمع الحديث والفقه والأدب والثروة وروى عن خلق كثير منهم يحيى بن يحيى واسمعيل بن ابي أويس والواقدي والاصمعي وعفان والقعنبي وابو عبيد وغيرهم وأخذ الادب عن الاصمعي وابن الاعرابي وابي عبيد والحديث عن احمد بن حنبل ويحيى بن معين وابن المديني والفقه عن ابيه وكان يفتي في هذه العلوم وكان ثقة وتوفي في هذه السنة
195
محمد بن ابي داود عبيد الله بن يزيد ابو جعفر المنادي سمع شجاع بن الوليد وحفص بن غياث ويزيد بن هارون وغيرهم
روى عنه البخاري وابو داود والبغوي وغيرهم وكان صدوقا
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا محمد بن زكريا

حدثنا محمد بن العباس قال قريء علي ابن المنادى وانا اسمع قال توفي جدي ابو جعفر محمد بن عبيد الله المنادى ليلة الثلاثاء في السحر ودفن يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر رمضان
سنة اثنتين وسبعين ومائتين وصام فيما قال لنا اثنين وتسعين رمضانا واثني عشر يوما من الشهر الذي مات فيه وله يومئذ مائة سنة وسنة واحدة واربعة اشهر واثنا عشر يوما وليلة لانه ولد فيما قال لنا للنصف من جمادي الاولى سنة احدى وسبعين ومائة قال وكان احمد بن حنبل اكبر مني بسبع سنين وكان يحيى بن معاذ اكبر مني بسبع سنين
196
يعقوب بن سواك ابن يوسف الختلى سكن بغداد وصحب بشر بن الحارث ولما احتضر قال له ابنه محمد يا ابت اذا قضيت نحبك ادفنك عند اخيك بشر فقال اذا مت فادفني عند ابي وامي فاني احب ان يجمعنا الله في القيامة فسيجمعنا قال قلت يأبة فأكفر عنك بشيء قال لا فاني ما حلفت عند رجل على حق ولا على باطل توفي في هذه السنة وقيل في سنة ثمان وسبعين
سنة
ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان ثلاث بنين كانوا الطاغية الروم دسوا به فقتلوه وملكوا احدهم وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي وهذه السنة العاشرة من حجة بالناس ولم يحج من بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عشر سنين متتابعة سواه
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 197
احمد بن سعد ابن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ابو ابراهيم الزهري سمع على بن الجعد وعلي

ابن يحيى وغيرهما روى عنه البغوي وابن صاعد والمحاملي وابن المنادي وغيرهم وكان مذكورا بالعلم والفضل موصوفا بالصلاح والزهد ومن اهل بيت كلهم علماء محدثون
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا احمد بن عمر بن روح اخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال سمعت ابي يقول مضى عمي يعني ابا ابراهيم الى احمد بن حنبل يسلم عليه فلما رآه قام اليه قائما واكرمه فلما مضى قال له ابنه عبد الله يا أبت ابو ابراهيم شاب وتعمل به هذا العمل وتقوم اليه فقال له يا بني لا تعارضني في مثل هذا الا اقوم الى ابن عبد الرحمن بن عوف توفي ابو ابراهيم في محرم هذه السنة وقد بلغ خمسا وسبعين سنة ودفن في مقبرة التبانين
198
حنبل بن اسحاق ابن حنبل بن هلال بن اسد ابو علي الشيباني ابن عم احمد بن حنبل سمع ابا نعيم وعاصم بن علي وعارم بن الفضل ومسددا والحميدي وابن المديني وخلقا كثيرا وله كتاب مصنف في التاريخ روى عنه البغوي وابن صاعد وكان ثقة ثبتا صدوقا خرج الى واسط وتوفي بها في جمادي الاولى من هذه السنة
199 - الفتح بن شخرف
ابن داود بن مزاحم ابو نصر الكشي حدث عن رجاء بن مرجي وابي بكر بن زنجويه وغيرهما روى عنه ابو عمرو بن السماك والنجاد وكان من كبار الزهاد المتورعين وقال احمد بن حنبل ما اخرجت خراسان مثل فتح بن شخرف
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا ابراهيم بن عمر البرمكي اخبرنا ابو الفضل الزهري قال سمعت ابا الطيب المعلم يقول سمعت البربهاري يقول سمعت فتح بن شخرف يقول رأيت رب العزة في النوم فقال يا فتح احذر لا آخذك على غرة قال فتهت في الجبال تسع سنين
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي اخبرنا الازهري حدثنا عبيد الله بن

ابراهيم القزاز حدثنا جعفر بن محمد الخواص حدثنا ابو محمد الجريري قال قال لي فتح ابن شخرف من اعجازي بكل شيء عندي قلم كتبت به اربعين سنة كنت اكتب بالنهار وبالليل وكانت دارنا واسعة كنت اكتب في القمر حتى يرتفع واكتب على سلم في دارنا ارتقاء عليه مرقاة مرقاة حتى ينتهي السلم فاذا تشعث رأس القلم قططته وهو عندي فأخرج الى انبوبة صفر واخرج القلم منها فأرانيه توفي فتح بن شخرف في شوال هذه السنة وقبره ظاهر في مقبرة احمد ابن حنبل وصلى عليه ثلاثا وثلاثين مرة واقل قوم كانوا يصلون عليه خسمة وعشرون الفا وكان يقول في حياته اعرف رجلا على عضو من اعضائه كتوب خلقه الله والله ما كتبها كاتب فلما مات رآها غاسله
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا احمد بن علي التوزي حدثنا الحسن بن الحسين افقيه سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت ابا محمد الحريري يقول غسلت الفتح بن شخرف فقبلته على يمينه فاذا على فخذه الأيمن مكتوب خلقه الله كتابة بينة
200 - محمد بن يزيد
ابو عبد اله ابن ماجة مولى ربيعة ولد سنة تسع ومائتين ورحل الى مكة والبصرة والكوفة وبغداد والشام ومصر والري وسمع الكثير وصنف السنن والتاريخ والتفسير وكان عارفا بهذا الشأن توفي في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان هذه السنة وهو ابن اربع وستين سنة
201 - محمد بن احمد
ابن رزين ابو عبد الله حدث عن شبابة وعلي بن عاصم ويزيد بن هارون وغيرهم ومات في هذه السنة
202 - محمد بن ابراهيم

ابن مسلم بن سالم ابو امية بغدادي سكن طرسوس فقيل له الطرسوسي وكان من اهل الرحلة في طلب الحديث وكان له فيه حسن فهم سمع عمر بن يونس اليماني ويعقوب بن اسحاق الحضرمي وابا عاصم النبيل وابا نعيم وقبيصة وغيرهم روى عنه ابو حاتم الرازي ووكيع القاضي وابن صاعد والمحاملي وغيرهم وكان ابو داود السجستاني يقول ابو امية ثقة وقال ابو بكر الخلال كان رجلا رفيع القدر جدا اماما في الحديث مقدما في زمانه توفي بطرسوس في جمادي الاخرة من هذه السنة
203 - محمد بن ابي عمران
ابو يزيد الاستراباذي كنيته ابو يزيد كان فاضلا خيرا ورعا ثقة ولما جاءت الديالمة الى استراباذا باع ابو يزيد هذا ملاكه باستراباذ وتحول منها الى نيسابور وقال قد اختلط القوت واشبته فأقام فيها الى ان مات في هذه السنة
204 - ابو يعقوب الشريطي
البصري الصيرفي كان عالما بالحديث حافظا لعلوم جمة وصحب ابا تراب النخشبي وكان معظما عند الناس
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال حدثنا ابو العباس احمد بن محمد بن زكريا النسوى حدثنا ابو عبد الله احمد بن عطاء الروذبارى حدثنامحمد بن اسحاق الكثيري قال قال ابو سعيد الزيادي دخل ابو يعقوب الشريطي وكان من اهل البصرة مجلس داود الاصبهانى وعليه خرقتان فتصدر لنفسه من غير ان يرفعه احد وجلس الى جنب داود فقال داود سل يا فتى فقال له يعقوب يسأل الشيخ عما احب فحرد داود فقال عما اسألك عن الحجامة اسألك قال فبرك ابو يعقوب ثم روى طرق افطر الحاجم والمحجوم ومن ارسله ومن اسنده ومن وقفه ومن ذهب اليه من الفقهاء وروى اختلاف طرق احتجم النبي صلى الله عليه و سلم واعطى الحجام اجره ولو كان حراما لم يعطه ثم روى طرق

ان النبي صلى الله عليه و سلم احتجم بقرن وذكر احاديث صحيحة في الحجامة ثم ذكر الاحاديث المتوسطة مثل قوله ما مررت بملأ من الملائكة ومثل شفاء امتي وما اشبه ذلك وذكر احاديث ضعيفة مثل قوله لا يحتجم يوم كذا ولا ساعة كذا ثم ذكر ما ذهب اليه اهل الطب من الحجامة في كل زمان وذكر ما ذكره الاطباء في الحجامة ثم قال في آخر كلامه واول ما خرجت الحجامة من اصبهان فقال داود والله لا جفوت احدا بعدك
سنة ثم دخلت سنة اربع وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها شخوص ابي احمد لحرب عمرو بن الليث في ربيع الاول وفيها غزا يا زمان في رمضان واسرو وغنم وسلم وحج بالناس في هذه السنة هارون ابن محمد الهاشمي
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 205 - ابراهيم بن احمد
ابن يحيى بن ابراهيم ابو اسحاق سمع من حرملة بن يحيى وغيره وكان حافظا فاضلا توفى في جمادي الآخرة من هذه السنة
206 - اسحاق بن ابراهيم
ابن زياد ابو يعقوب المقريء حدث عن هدبة بن خالد روى عنه ابن خالد توفي في ربيع الاول من هذه السنة

207 - ايوب بن سليمان
ابن داود المعروف بالصعدي حدث عن ابي اليمان الحكم بن نافع وآدم بن ابي اياس وعلى بن الجعد وغيرهم روى عنه ابن صاعد وابو عمرو بن السماك وكان ثقة توفي في رمضان هذه السنة
208 - الحسن بن مكرم
ابن حسان ابو العلاء البزاز ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة وسمع على بن عاصم وابا النضر هاشم بن القاسم ويزيد بن هارون وشبابة بن سوار وعفان بن مسلم روى عنه المحاملي وابن مخلد والنجاد وكان ثقة توفي في رمضان هذه السنة وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة
209 - خلف بن محمد
ابن عيسى ابو الحسين الواسطي الملقب بكردوس قدم بغداد وحدث عن يزيد ابن هارون وروح وعاصم بن علي وروى عنه المحاملي وابن مخلد قال ابن ابي حاتم هو صدوق وقال الدارقطني ثقة توفي بواسط في ذي الحجة من هذه السنة وقد نيف على الثمانين
210 - عبد الله بن روح
ابن عبد الله ابو محمد المدائني المعروف بعبدوس سمع يزيد بن هارون وشبابه وروى عنه المحاملي وابن السماك وكان ثقة صدوقا وتوفي بالمدائن في جمادي الآخرة من هذه السنة
211 - عبد الله بن ابي سعيد
ابو محمد الوراق وهو عبد الله بن عمرو بن عبد الرحمن بن بشر بن هلال الانصاري بلخي الاصل ولد سنة تسع وتسعين ومائة وسكن بغداد وحدث بها عن عفان وسريج بن يونس وعلي بن الجعد وغيرهم وروى عنه ابن ابي الدنيا والبغوي

وابن المرزبان والكوكبي والمحاملي وكان ثقة صاحب اخبار وآداب وملح توفي بواسط في جمادي الاخرة من هذه السنة ودفن بالجانب الشرقي من واسط وقد بلغ سبعا وسبعين
سنة 212 - محمد بن اسمعيل
ابن زياد ابو عبد الله وقيل ابو بكر الدولابي سمع ابا النضر الهاشم بن القاسم وابا اليمان وابا مسهر وغيرهم وروى عنه محمد بن مخلد وابو الحسين بن المنادى وكنياه ابا عبد الله وحدث عنه ابو بكر محمد بن عبد الملك التاريخي وابو عمر بن السماك وكنياه ابا بكر وكان ثقة توفي في هذه السنة
سنة
ثم دخلت سنة خمس وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ان يا زمان غزا في البحر فأخذ للروم اربع مراكب وفيها حبس ابو احمد ابنه ابا العباس فشغب اصحابه وحملوا السلاح وركب غلمانه واضطرب بغداد لذاك فركب ابو احمد حتى بلغ الرصافة وقال لاصحاب ابي العباس وغلمانه ما شأنكم اترونكم اشفق على ابني مني هو ولدي واحتجت الى تقويمه فانصرفوا وكان ذلك في يوم الثلاثاء لست خلون من شوال وحج بالناس في هذه السنة هارون بن الهاشمي
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 213 - احمد بن محمد بن الحجاج
ابو بكر المروزي صاحب الامام احمد كانت امه مروزية وابوه خوارزميا وكان احمد يقدمه على جميع اصحابه ويأنس به ويبسط اليه اذا بعثه في حاجة يقول له قل فما قلت فهو على لساني وانا قلته وهو الذي تولى اغماض احمد وغسله ونقل عنه مسائل كثيرة
انبأنا محمد بن عبد الباقي انبأنا ابراهيم بن عمر البرمكي عن عبد العزيز

إبن جعفر قال سمعت الخلال يقول خرج أبو بكر المرزوي إلى العدو فشيعه الناس إلى سامرا فجعل يردهم ولا يرجعون فحزروا فإذا هم بسامرا سوى من رجع نحو خمسين ألف إنسان فقيل يا أبا بكر احمد الله فهذا علم قد نشر لك فبكى ثم لاقال ليس هذا علم لي أنما هذا علم أحمد بن حنبل توفي أبو بكر لست خلون من جمادي الأولى من هذه السنة ودفن قريبا فلحق أبا بكر المرزوي
214 - أحمد بن محمد بن غالب
إبن خالد بن مرداس أبو عبد الله الباهلي البصري المعروف بغلام الخليل سكن بغداد وحدث عن قرة بن حبيب وشيبان بن فروخ والشاذكوني وغيرهم وروى عنه محمد بن مخلد وأبو عمرو وبن السماك وأحمد بن كامل القاضي وسئل عنه أبو حاتم الرازي فقال روى أحاديث مناكير عن شيوخ مجهولة ولم يكن محله عندي ممن بفتعل الحديث صالحا
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أحمد بن علي قال حدثني الحسن بن علي التميمي قال قرأت على محمود بن الحسين القطان عن أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرىء قال قال أبو جعفر بن الشعيري لما حدث غلام الخليل عن بكر بن عيسى عن أبي عوانة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قلت يا أبا عبد الله هذا الرجل حدث عنه إبراهيم بن عرعرة واحمد بن حنبل وهو قديم الوفاة ولو تلحقه انت ولا من في سنك ففكر في هذا قال خفته فقلت احسبك سمعت من رجل يقال له بكر بن عيسى حدثك عن بكر بن عيسى هذا فسكت وافترقنا فلما كان من الغد قال يا أبا جعفر علمت إني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة يقال له بكر بن عيسى فوجدتهم ستين رجلا
أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا إبن ثابت قال حدثني أحمد بن سليمان بن علي المقرىء أخبرنا أبو سعد احمد بن محمد الماليني أخبرنا عبيد الله بن عدي الحافظ قال أخبرنا عبد الله الناوندي في مجلس أبي عروبة يقول لغلام الخليل هذه الأحاديث الرقائق التي تحدث بها قال وضعناها لنرقق بها قلوب العامة وكان أبو داود

السجستاني يكذب غلام خليل ويقول أخشى أن يكون دجال بغداد وقد عرض على حديثه فنظرت في أربع مائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلها قال الدارقطنى غلام خليل متروك
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرنا الحسن إبن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال سنة خمس وسبعين ومائتين توفي أبو عبد الله أحمد بن محمد غلام الخليل وحمل في تابوت إلى البصرة وبينت عليه قبة وكان فصيحا يحفظ علما كثيرا ويقتات الباقلي صرفا
أخبرنا أبو منصور أخبرنا الخطيب أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قال أبو الحسن إبن المنادى توفي غلام الخليل في رجب وصلى عليه في الدار التي كان ينزلها وغلقت أسواق مدينة السلام وخرج الرجال والنساء والصبيان للصلاة عليه ودفن بالبصرة وحمل في تابوت فأحدر إلى البصرة وأكثر من صلى عليه إنما صلى على شاطىء دجلة وانحدر الناس ركبانا ومشاة وفي الزواريق إلى كلوذى ودونها منها ودفن بالبصرة
إسحاق بن إبراهيم إبن هاني أبو يعقوب النيسابوري وكان له إختصاص باحمد بن حنبل وعنده أقام أحمد مدة عند إختفائه وحدث عنه بقطعة من مسائله وكان صالحا وتوفي في هذه السنة
216 - جعفر بن محمد
إبن القعقاع أبو محمد البغوي سكن سر من رأى وحدث بها عن سعيد بن منصور وغيره روى عنه البغوي وغيره وكان ثقة توفي في رمضان هذه السنة
217 - الحسن بن جعفر
أبن محمد الوضاح أبو سعيد السمسار الحربي المعروف بالحرفي حدث عن جعفر الفريابي وغيره روى عنه التنوخي وتوفي في رجب هذه السنة قال العتيقي

كان فيه تساهل
218 - الحسن بن الحسين
إبن عبد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي صفرة أبو سسعيد السكري ولد سنة إثنتي عشرة ومائتين وسمع يحيى بن معين وأبا حاتم والرياشي ومحمد بن حبيب وعمر بن شبة وغيرهم وكان ثقة دينا صالحا صادقا وأنشر كثيرا من كتب الأدب وحدث عنه أبو سهل بن زياد وتوفي في هذه السنة
219 - سليمان بن الأشعث
إبن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمر وأبو داود الأزدي السجستاني ولد سنة ستين ومائتين وهو أحد من رحل وطوف وجمع وصنف وكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والبصريين وروى عنه خلق كثير منهم أبو بكر الخلال والنجاد وسمع منه أحمد بن خليل حديثا وأحدا وصنف كتاب السنن وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده له وإستحسنه وكان إبراهيم الحربي يقول ألين الحديث لأبي داود كما إلين الحديد لداود كان عالما حافظا عارفا بعلل الحديث ذا عفاف وورع وكان يشبه بأحمد بن حنبل
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال حدثني أبو بكر بن علي بن إبراهيم الدينوري قال سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الفرضي قال سمعت أبا بكر بن داسة يقول سمعت أبا داود يقول كتبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس مائة ألف حديث إنتخبت منها ما ضمنت هذا الكتاب يعنى كتاب السنن جمعت فيه أربعة آلاف وثمان مائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه وييقاربه ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة إحاديث أحدها قوله عليه السلام الأعمال بالنيات والثاني قوله عليه السلام من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه والثالث قوله عليه السلام لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه والرابع قوله عليه السلام الحلال بين والحرام

بين وبين ذلك أمور مشتبهات
أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا احمد بن علي العتيقي قال سمعت عبد الله بن عبد الرحمن الزهري يقول سمعت أبا بكر بن ابي داود يقول سمعت أبي يقول الشهوة الخفية حب الرياسة توفي أبو داود بالبصرة في شوال هذه السنة وقيل في سنة ست وسبعين وكان وفاته يوم الجمعة ودفن إلى جنب قبر سفيان الثوري وبلغ ثلاثا وسبعبن سنة
220 - عبد الله بن أحمد
إبن محمد بن ثابت أبو عبد الرحمن المرزوي من نسل بديل بن ورقاء الخزاعي ويعرف بابن شبويه من أئمة الحديث الفضلاء الراحلين في طلب العلم سمع خلقا كثيرا مثل عبدأن وآدم وإبن راهوية وعلي بن حجر وأبي كريب وقدم بغداد فحدث بها وروى عنه إبن أبي الدنيا وإبن صاعد وتوفي في هذه السنة
221 - عبد الله بن محمد
إبن زيد أبو محمد الحنفي المرزوي حدث عن عبدان روي عنه محمد بن مخلد وكان ثقة وتوفي في رمضان من هذه السنة
222 - عبد الله بن عبيد الله
إبن داود أبو قاسم الهاشمي الداودي وكان فقيه الداودية في عصره بخراسان سمع أبا جعفر الطحاوي وأبا العباس بن عقدة والحسين بن إسماعيل المحاملي وطبقتهم وانتخب عليه الحاكم أبو عبد الله وتوفي في ببخارا في هذه السنة
223 - عبد الرحمن بن مرزوق
إبن عطية أبو عوف البزورى سمع روح بن عبادة وشبابة وأبا نعيم روى عنه إبن صاعد وإبن السماك وكان ثقة توفي في رجب هذه السنة وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة

224 - عبد العزيز بن عبد الرحمن
إبن عبد الله أبو القاسم الهاشمي سمع الحميدي روى عنه المحاملي القاضي وكان ثقة وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة وبلغ ستا وثمانين
سنة وكان جميلا وسيما بهيا
225 - القاسم بن عبد الله
إبن المغيرة أبو محمد الجوهري مولى لأم عيسى بنت علي بن عبد الله بن عباس ولد سنة خمس وتسعين ومائة سمع من بن أبي أويس وعفان بن مسلم وأبي نعيم روى عنه مسلم الكجي وكان ثقة مامونا توفي في محرم هذه السنة
226 - محمد بن إسحاق
إبن إبراهيم بن أبي العنبس بن المغيرة أبو العنبس الصيمري الشاعر وكان أحد الأدباء الملحاء إلا إنه هاجى اكثر شعراء زمانه وقدم بغداد ونادم المتوكل
أخبرنا القزاز أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا عبد الله بن علي بن حموية أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال أنشدنا لا حق بن الحسين قال أنشدنا علي بن عاذل القطان لأبي العنبس
... كم مريض قد عاش من بعد يأس ... بعد موت الطبيب والعواد ... قديصاد القطا فتنجو سليما ... ويحل القضاء بالصياد ...
توفي أبو العنبس في هذه السنة وحمل إلى الكوفة فدفن بها
227 - محمد بن إسحاق البغوي
حدث عن أبي الوليد الطيالسي وخالد بن خداش في آخرين وكان ثقة
سنة
ثم دخلت سنة ست وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ضم الشرط في بغداد إلى عمرو بن الليث وكتب فيها على

الأعلام والمطارد والترسة التي تكون في مجلس الشرطه إسمه وذلك في المحرم ثم طرح ذلك في شوال وأسقط ذكره
وفيها ورد الخبر بإنفراج تل بنهر الصراة ويعرف بتل بني شقيق عن سعة حوض من حجر في لوح المسن عليه كتابة الأيدي ماهي وفيه سبعة أقبر فيها سبعة أبدان صحيحة عليها أكفان جدد لينة لها أهداب تفوح منها رائحة وفيها رائحة المسك أحدهم شاب له جمة وجبهته وأذناه وأنفه وضفتاه ورقبته وأشفار علية صحاح وعلى شفته بلل كأنه شرب ماء وكأنه قد كحل ضربة في خاصرته فردت عليه أكفانه وجذب بعض الحاضرين من شعر بعضهم فوجده قوي الأصل كنحو شعر الحى
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد وكان واليا على مكة و المدينة والطائف
كر من توفي في هذه السنة من الأكابر 228
بقى بن مخلد أبو عبد الرحمن الأندلسي كانت له رحلة مشهورة وطلب مشهور وطلب مشهور سمع من أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة وله تصانيف كثيرة منها مسندة روى فيه عن ألف وسقائة صحابي بل يزيدون على هذا العدد وشيوخه أعلام فإنه روى عن مائتي رجل وثلاثين جمهورهم مشاهير وجمع إلى العلم الصلاح والتقوى
أخبرنا أبو بكر أحمد بن خلف أخبرنا أبو علي الحسن بن علي البناء أخبرنا عبد الكريم إبن هوازن قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول نصر بن أحمد بن عبد الملك يقول سمعت عبد الرحمن بن أحمد يقول سمعت أبي يقول جاءت إمرأة إلى إبن مخلد فقالت إن إبني قد أسره الروم ولا أقدر على مال أكثر من دويرة ولا أقدر على بيعها فلو أشرت إلى من يفديه بشيء فليس لي ليل ولا نهار ولا نوم ولا قرار فقال إنصرفي حثى نظر في أمره إن شاء الله تعالى قال

وأطرق الشيخ وحرك شفتيه قال فلبثنا مدة فجاءت المرأة مع إبنها وأخذت تدعو له وتقول قد رجع سالما وله حديث يحدثك به فقال الشاب كنت في يدي بعض ملوك الروم مع جماعة من الأسارى وكان له إنسان يستخدمنا كل يوم نخرج إلى الصحراء ثم يردنا وعلينا قيود فبينا نحن نجيئ من العمل بعد المغرب أنفتح القيد من رجلى ووقع على الأرض ووصف اليوم والساعة موافق اليوم الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ قال فنهض إلى الذي كان يحفظني وقال قد كسرت القيد قلت لا أنه سقط من رجلي فتحير وأخبر صاحبه واحضر الحداد وقيدني فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي فتحيروا في أمري فدعوا رهبانهم فقالوا لي ألك والدة قلت نعم قالوا قد رافق دعاءها الإجابة وقالوا أطلقك الله لا يمكننا نقيدك فردوني واصحبوني إلى ناحية المسلمين وتوفي بقي بن مخلد بالأندلس في هذه السنة
229 - جعفر بن أحمد بن العباس
أبو الفضل سمع من جماعة وروى عنه محمد إبن مخلد وأحمد بن كامل القاضي قال الدارقطني ثقة مأمون توفي بالبصرة قاضيا في ربيع الأول من هذه السنة
230 - صاعد بن مخلد
من عمال السلطان كان كثير التعبد وكان ينفرد فيصلي وأصحابه يرون أنه في عمل السلطان وكان لا يركب حتى ينفذ صدقاته من الدراهم والدنانير والثياب والدقيق في كل يوم وقال نصر الحاجب رايت ليلة مات صاعد في المنام كأن قائلا لي صر إلى دجلة إلى مكان كذا وكذا إلى مسجد هناك حتى عرفت الموضع فأقم حتى تصلي على رجل من أهل الجنة فصرت الموضع فإذا خدم سود قد عبروا من دار إبن طاهر بعد العصر ومعهم جازة فصعدوا بها إلى المسجد فصليت على الرجل وسألت عنه فقالوا هذا صاعد بن مخلد

231 - عبد الله بن أحمد
إبن إبراهيم بن كثير أبوالعباس الدورقي سمع من عفان وغيره روى عنه إبن صاعد وبن مخلد والمحاملي وكان يسكن من رأى وقدم بغداد فحدث وقال الدارقطني هو ثقة أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن على أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال قرىء على إبن المنادي وأنا أسمع قال قدم علينا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم فسمعنا منه ثم قال قرىء انه زلق من الدرجة إلى الدار التي نزلها وذلك في ربيع الأول من هذه السنة
232 - عبد الله بن مسلم
إبن قتيبية أبو محمد الكاتب المرزوي وقيل الدينوري لأنه أقام بالدينور مدة سكن بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهويه وأبي حاتم وغيرهما وكان عالما ثقة دينا فاضلا وله التصانيف المشهورة منها غريب القرآن الحديث ومشكل القرآن ومشكل الحديث والمعارف وأدب الكاتب وعيون الأخبار وغير ذلك أخبرنا أبو منصور القزاو أخبرنا أحمد بن علي ثابت أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محد بن العابس قال قرىء علي إبن المنادي وأنا أسمع قال مات عبد الله بن مسلم بن قتيبية الدينوري صاحب التصانيف فجاءه فصاح صيحة سمعت من بعد ثم أغمي عليه فمات قال إبن المنادي ثم إن أبا القاسم إبراهيم بن محمد بن ايوب بن بشير الصائغ أخبرني أن إبن قتيبية أكل هريسة فأصابه حرارة فصاح صيحة شديدة ثم أغمي عليه إلى وقت صلاة الظهر ثم إضطرب ساعة ثم هدأ فما زال يتشهد إلى وقت السحر ثم مات وذلك الأول ليلة من رجب سنة ست وسبعين وقد روى أنه مات سنة سبعين والأول أصح وذكر بعض أهل النقل أنه مات بالكوفة ودفن إلى جنب قبر أبي حازم القاضي
233 - عبد الملك بن محمد
إبن عبد الله أبو قلابة وغلبت عليه سمع يزيد بن هارون وابا داود والطيالسي

وروح بن عبادة وخلقا كثيرا روى عنه إبن صاعد والمحاملي والنجاد وأبو بكر الشافعي وكان صدوقا من أهل الخير وكان يصلي كل يوم أربع مائة ركعة وحدث من حفظه بستين ألف حديث فوقع في بعضها الخطأ توفي في شوال هذه السنة
234 - محمد بن أبي العوام وأسمه أحمد بن يزيد بن دينار ابو بكر الرياحي سمع يزيد بن هارون وعبدالوهاب بن عطاء وابا عامر العقدى وغيرهم روى عنه المحاملي وابن عقدة وبن السماك والنجاد ابن ابي بكر الشافعي ومحمد بن جعفر بن الهيثم البندار وهو آخر من لاوى عنه قال الدار قطني هو صدوق توفى لأيام خلت من رمضان هده السنة
234 - محمد بن إبراهيم
إبن يحيى بن إسحاق بن جناد أبو بكر المقرىء سمع من أبي الوليد الطيالسي وغيره وروى عنه البغوي وغيره
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا علي بن محمد الدقاق أخبرنا الحسين بن هارون الضبي عن أبي العباس بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول أبو بكر بن جناد عدل ثقة مأمون
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا إبن قانع إن أبا بكر بن جناد مات في طريق مكة في ذي الحجة من سنة ست وسبعين ومائتين
236 - محمد بن إبراهيم
إبن يوسف أبو حمزة المرزوي سكن بغداد وانتخب عليه عبيد العجلي وحدث عن عبدان بن عثمان وروي عنه أبو عمرو بن السماك وغيره وكان ثقة
237 - محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد
أبو بكر الحلواني قاضي بلخ سكن بغداد وحدث بها عن أبي جعفر النفيلي وغيره

وروى عنه ابو عمرو بن السماك وغيره وكان ثقة
238 - محمد بن اسمعيل بن سالم
ابو جعفر الصائغ سكن مكة وحدث بها عن حجاج الاعور وشبابة بن سوار وروح ابن عبادة قال عبد الرحمن بن ابي حاتم سمعت منه بمكة وهو صدوق
اخبرنا علي بن محمد الدقاق قال قرأنا علي الحسين بن هارون عن ابي العباس بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول محمد بن اسمعيل الصائغ من اهل الفهم والامانة
239 - محمد بن جعفر بن راشد
ابو جعفر الفارسي يلقب لقلوق واصله بصرى سمع منصور بن عثمان وغيره وكان ثقة
240 - محمد بن جعفر بن محمد
ابن اسماعيل بن علي ابو العباس الهاشمي حدث عن ابراهيم الترجماني روى عنه ابن مخلد توفي في هذه السنة في ذي الحجة
241 - محمد بن الحسين بن معدان
ابو جعفر البلخي الوراق حدث عن اسمعيل ابن ابي موسى روى عنه ابن صاعد وكان ثقة
242 - محمد بن خليفة بن صدقة
ابو جعفر يلقب بعنبر من اهل دير العاقول روى عن عفان وابي نعيم وسعيد ابن منصور وغيرهم وكان صدوقا وتوفي بدير العاقول في هذه السنة
243 - محمد بن محمد بن الحسن
ابن عطية العوفي روى عن يزيد بن هارون وروح بن عبادة وغيرهما كان

لينا في الحديث قال الدارقطني لا بأس به وتوفي في ربيع الاخر من هذه السنة
سنة ثم دخلت سنة سبع وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها ولى ابو محمد يوسف بن يعقوب بن اسمعيل بن حماد بن زيد المظالم بمدينة السلام فقويت يده فنادى من كانت له مظلمة من قبل الامير الناصر فما دونه من الناس فليحضر وظهر من صرامته وقيامه بالأمر مالم ير مثله وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 244 - احمد بن عيسى ابو سعيد الخراز
وكان من المذكورين بالمجاهدة والورع والمراقبة حدث عن ابراهيم بن بشار صاحب ابن ادهم وغيره روى عنه علي بن محمد المصري
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت اخبرنا ابو سعيد الماليني قال حدثنا ثقف بن عبد الله حدثنا احمد بن احمد المقري حدثنا ابو بكر الشقاق قال قال ابو سعيد الخراز اذا بكت اعين الخائفين فقد كاتبوا الله بدموعهم
اخبرنا عمر بن خلف اخبرنا جعفر بن احمد اخبرنا عبد العزيز بن علي اخبرنا ابن جهضم قال حدثني احمد بن محمد الرمادي قال سمعت ابا سعيد الخراز يقول العافيه سترت البر والفاجر فاذا جاءت البلوى يتبين عندها الرجال توفي ابو سعيد في هذه السنة وقيل في سنة ست وثمانين وقيل فيما بين ذلك ولا يصح
245 - ابراهيم بن اسحاق
ابن ابي العنبس ابو اسحاق الزهري القاضي الكوفي سمع يعلي بن عبيد الطنافسي

وغيره وروى عنه ابو بكر بن ابي الدنيا وعامة الكوفيين ولي قضاء مدينة المنصور بعد ان صرف احمد بن محمد بن سماعة وكان ثقة خيرا فاضلا دينا صالحا توفي في ربيع الآخر من هذه السنة فقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة
246 - اسحاق بن يعقوب
ابو العباس العطار الاحول سمع خلف بن هشام البزاز في خلق كثير روى عنه محمد بن مخلد وابو عمرو بن السماك وقال الدارقطني كان ثقة وتوفي في هذه السنة
247 - جعفر بن احمد
وقيل جعفر بن المبارك ابو محمد المعروف بكر دان الخلقاني حدث عن ابي كامل الجحدري وشيبان بن فروخ روى عنه ابن مخلد وكان ثقة ينزل نهر طابق وتوفي في هذه السنة
248 - جعفر بن محمد بن عبد الله
ابن يزيد المنادي سمع عاصم بن علي واحمد بن حنبل وابن ابي شيبة ولوينا وغيرهم روى عنه ابنه ابو الحسين وكان ثقة
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر الخطيب اخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قريء على ابن المنادى وانا اسمع قال توفي جعفر بن محمد يوم السبت بين الظهر والعصر ودفن يوم الاحد لاحد عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة سبع وسبعين يعني ومائتين كتب الناس عنه في حياة جدي وبعد ذلك
249 - جعفر بن هشام ابو يحيى العسكري
سكن بغداد وحدث عن ابي الوليد الطيالسي والقعنبي روى عنه ابن مخلد وابن السماك وكان ثقة وتوفي في ربيع الاول من هذه السنة

250 - الحسن بن سلام
ابن حماد بن ابان ابو علي سمع ابا نعيم وقبيصة وعفان بن مسلم روى عنه ابن صاعد والنجاد قال الدارقطني هو صدوق توفي في صفر هذه السنة
251 - الحسين بن معاذ
ابن حرب ابو عبد الله الاخفش من اهل البصرة قدم بغداد محدثا بها عن سلمة بن حبيب وغيره وحدث بسر من رآى روى عنه ابو بكر النجاد والكوكبي توفي في هذه السنة
252 - عبد الله بن محمد
ابن اسمعيل بن علي بن عبد الله بن العباس ابو العباس الهاشمي من اهل سر من رآى حدث عن يزيد بن هارون وشبابه وروح وعفان روى عنه احمد بن عيسى الخواص وكان ثقة توفي بسر من رآى في هذه السنة
253 - عيسى بن عبد الله
ابن سنان بن دلويه ابو موسى الطيالسي يلقب رغاث ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة وسمع من عفان وابي نعيم وكان يعد من الحفاظ روى عنه احمد بن كامل القاضي وابو بكر الشافعي قال الدارقطني كان ثقة توفي في شوال هذه السنة
254 - علي بن الحسن بن عبدويه
ابو الحسن الخزاز سمع ابا النضر واسود بن عامر روى عنه ابن مجاهد والنجاد وكان ثقة توفي في ذي الحجة من هذه السنة
255 - محمد بن ادريس بن المنذر
ابن داود بن مهران ابو حاتم الحنظلي الرازي كان احد الائمة الحفاظ والاثبات العارفين بعلل الحديث والجرح والتعديل سمع محمد بن عبد الله الانصاري وابا زيد النحوي وعبيد الله بن موسى وابا مسهر الدمشقي وابا اليمان وخلقا كثيرا روى

عنه يونس بن عبد الاعلى والربيع بن سليمان المصريان وهما اكبر سنا منه واقدم سماعا قدم بغداد فحدث بها روى عنه من اهلها ابراهيم الحربي وابن ابي الدنيا والمحاملي وغيرهم
اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت قال اخبرنا ابو زرعة روح بن محمد الرازي اجازة اخبرنا علي بن محمد بن عمر الفقيه حدثنا عبد الرحمن ابن ابي حاتم قال سمعت ابي يقول خرجت في طلب الحديث فاحصيت اني مشيت على قدمي زيادة على الف فرسخ فلما زاد على الامر تركت وبقيت بالبصرة سنة اربع عشرة ومائتين ثمانية اشهر فانقطعت نفقتي فجعلت ابيع ثيابي حتى بقيت بلا نفقة ومضيت اطوف مع صديق لي الى المشيخة واسمع منهم الى المساء فانصرف رفيقي ورجعت الى بيت خال فجعلت اشرب الماء من الجوع ثم اصبحت من الغد وغدا على رفيقي فجعلت اطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد فانصرف عني وانصرفت جائعا فلما كان من الغد غدا علي وقال سر بنا الى المشايخ فقلت انا ضعيف لا يمكنني قال ما ضعفك قلت لا اكتمك امري قد مصى علي يومان ما طعمت فقال معي دينار فانا اواسيك بنصفه ونجعل النصف الاخر في الكراء فخرجنا من البصرة وقبضت منه نصف الدينار وقلت على باب ابي الوليد الطيالسي من اغرب على حديثا غريبا مسندا صحيحا لم اسمع به فله على درهم يتصدق به وقد حضر على باب ابي الوليد خلق من الحلق منهم ابو زرعة فمن دونه وانما كان مرادي ان يلقى على ما لم اسمع ليقولوا هو عند فلان اذهب فأسمع فكان مرادي ان استخرج منهم ما ليس عندي فما تهيأ لاحدان يغرب على حديثا توفي ابو حاتم في شعبان هذه السنة
256 - محمد بن الجهم بن هارون
ابو عبد الله السمري الكاتب سمع يعلي بن عبيد الطنافسي وعبد الوهاب بن عطاء

ويزيد بن هارون وغيرهم روى عن الفراء تصانيفه وهذا آخر من بقي من اصحاب الفراء روى عنه ابن مجاهد ونفطويه وابو بكر الشافعي وغيرهم قال الدارقطني وهو ثقة صدوق توفي في يوم الاحد سلخ جمادي الاخرة من هذه السنة وله تسع وثمانون
سنة 257 - محمد بن الحسين بن موسى
ابن ابي الحنين ابو جعفر الخزاز المعروف بالحنيني كوفي قدم بغداد وحدث عن عبيد الله بن موسى العبسي وابي نعيم والقعنبي وغيرهم روى عنه ابن صاعد والمحاملي وابن السماك وغيرهم
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت اخبرنا الازهري حدثنا علي بن عمر الحافظ قال محمد بن الحسين بن موسى الكوفي صنف مسندا وحدث به وكان ثقة صدوقا توفي في جمادي الاخرة من هذه السنة بالكوفة
258 - محمد بن سعدان
ابو جعفر البزاز حدث عن ابي جعفر النفيلي وفيض بن وثيق وغيرهما وكان قد سمع من نحو من خمسمائة شيخ لم يحدث الا باليسير وتوفي في شعبان هذه السنة وثم اخر يقال له محمد بن سعدان البزاز الا انه شيخ غير مشهور روى عن القعنبي وثالث يقال له محمد بن سعد ان النحوي هو مشهور قد ذكرناه في سنة احدى وثلاثين
سنة
ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها انه في المحرم وافى ابو احمد الموفق من الجبل الى العراق فتلقاه الناس بالنهروان فركب في الماء وسار في النهروان ثم في نهر ديالي في دجلة وكان مريضا بالنقرس ودخل داره في اوائل صفر ثم توفي بعد ايام وطلع لليلتن بقيتا من المحرم كوكب ذو جمة ثم صارت الجمة ذؤابة وخلع على عبيد الله

ابن سليمان بن وهب وولى الوزارة
وفي هذه السنة غار ماء النيل وكان ذلك شيئا لم يعهد مثله ولا بلغ في الاخبار السالفة
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي
وفيها وردت الاخبار بحركة قوم يعرفون بالقرامطة وهم الباطنية وهؤلاء قوم تبعوا طريق الملحدين وجحدوا الشرائع وانا اشير الى البدايات التي بنوا عليها ثم الى الباعث لهم على ما فعلوا من نصب دعوتهم ثم الى القابهم ثم الى مذاهبهم وعلومهم فاما البدايات التي بنوا عليها فانه لما كان مقصودهم الالحاد تعلقوا بمذاهب الملحدين مثل زراداشت ومزدك فانهما كانا ينتحلأن المحظورات وقد سبق في اوائل هذا الكتاب شرح حالهما وما زال اكثر الناس مع اعراضهم لا يدخلون في حجر يمنعهم اياها فلما جاء نبينا صلى الله عليه و سلم فقهر الملك ومنع الالحاد اجمع جماعة من الثنوية والمجوس والملحدين ومن دان بدين الفلاسفة المتقدمين فأعملوا آراءهم وقالوا قد ثبت عندنا ان جميع الانبياء كذبوا وتخرقوا على اممهم واعظم كل بلية علينا محمد فانه تبع من العرب الطعام فخدعهم بنا موسة فبذلوا اموالهم وانفسهم ونصروه واخذوا ممالكنا وقد طالت مدتهم والان قد تشاغل اتباعه فمنهم مقبل على كسب الاموال ومنهم على تشييد البنيان ومنهم على الملاهي وعلماؤهم يتلاعبون ويكفر بعضهم بعضا وقد ضعفت بصائرهم فنحن نطمع في ابطال دينهم الا انا لا يمكننا محاربتهم لكثرتهم فليس الطريق الى انشاء دعوة في الدين والانتماء الى فرقة منهم وليس فيهم فرقة اضعف عقولا من الرافضة فندخل عليهم نذكر ظلم سلفهم الاشراف من آل نبيهم ودفعهم عن حقهم وقتلهم وما جرى عليهم من الذل لنستغين بها ولا على ابطال دينهم فتناصروا وتكاتفو وتوافقوا وانتسبوا الى اسمعيل بن جعفر بن محمد الصادق وكان لجعفر اولاد منهم اسمعيل هذا وكان يقال له اسمعيل الاعرج ثم سول لهم الشيطان آراء ومذاهب اخذوا بعضها من المجوس واخذوا بعضها من الفلاسفة

وتخرقوا على اتباعهم وانما قصدهم الجحد المطلق لكنهم لما لم يمكنهم توسلوا اليه فقد بان لك بما ذكرت ومن البدايات التي بنوا عليها والباعث لهم على ما فعلوا من نصب الدعوة واما القابهم فانهم يسمون الاسماعلية والباطنية والقرامطة والخرمية والبابكية والمحمرة والسبعية والتعليمية فاما تسميتهم بالاسماعيلية فانتسابهم الى اسمعيل بن جعفر على ما ذكرناه واما تسميتهم بالباطنية فانهم ادعوا ان لظواهر القرآن والاخبار بواطن تجري مجرى اللب من القشر وانها توهم الاغبياء صورا على الفطناء رموزا واشارات الى حقائق خفية وان من تقاعد عن العرض على الخفايا والبواطن متعثر ومن ارتقى الى علم الباطن انحط عنه التكلف واستراح من اعيائه واستشهدوا بقوله تعالى ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم قالوا والجهال بذلك هو المرادون بقوله فضرب بينهم بسور له باب وغرضهم فيما وضعوا من ذلك ابطال الشرائع لانهم اذا صرفوا العقائد عن موجب الظاهر فحكموا بدعوى الباطن على يوجب الانسلاخ من الدين واما تسميتهم بالقرامطة ففي سبب ذلك ستة اقوال احدها انهم سموا بذلك لان ان اول من اشير لهم ذلك المحبة محمد الوراق المقرمط وكان كوفيا والثاني ان لهم رئيسا من السواد من الانباط يلقب بقرمطويه فنسبوا اليه والثالث ان قرمطا كان غلاما لاسمعيل بن جعفر فنسبوا اليه لانه احدث لهم مقالاتهم والرابع ان بعض دعاتهم نزل برجل يقال له كرمية فلما رحل تسمى قرمط بن الاشعث ثم ادخله في مذهبه الخامس ان بعض دعاتهم رجل يقال له كرمية فلما رحل تسمى باسم ذلك الرجل ثم خفف الاسم فقيل قرمط قال اهل السير كان ذلك الرجل الداعي من ناحية خوزستان وكان يظهر الزهد والتقشف ويسف الخوص ويأكل من كسبه ويحفظ القوم ما صرموا من نخلهم في حظيرة ويصلي اكثر الناس ويصوم ويأخذ عند افطاره من البقال رطلا من التمر فيفطر عليه ويجمع نواه فيدفعه الى البقال ثم يحاسبه على ما اخذ منه ويحط من ذلك ثمن النوى

فسمعوا التجار الذين صرموا نخلهم فوثبوا عليه وضربوه وقالوا لم ترض بان اكلت التمر حتى بعت النوى فأخبرهم البقال في الحال فندموا على ضربه وسألوه الاحلال فازداد يذلك نبلا عند اهل القرية وكان اذا قعد اليه انسان ذاكره امر الدين وزهده في الدنيا واعلمه ان الصلاة المفروضة على الناس خمسون صلاة في كل يوم وليلة ثم اعلم الناس انه يدعوا الى امام من اهل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم مرض ومكث مطروحا على الطريق وكان في القرية رجل يحمل على اثوار له وكان احمر العينين وكان اهل القرية يسمونه كرميته لحمرة عينيه وهو بالنبطية حار العين فكلم البقال كرميته هذا في ان يحمل هذا العليل الى منزله ويوصى اهله الاشراف عليه والعناية به ففعل فاقام عنده حتى بريء ثم كان ياوي الى منزله ودعا اهل القرية الى امره فاجابوه وكان ياخذ من الرجل اذا دخل في دينه دينارا ويزعم انه يأخذ ذلك الامام فمكث يدعو اهل القرى فيجيبونه واتخذ منهم اثني عشر نقيبا وامرهم ان يدعوا الناس الى دينه وقال لهم انتم كحواري عيسى بن مريم عليهما السلام فشغل اكرة تلك الناحية على اعمالهم بما رسمه لهم من الخمسين صلاة التي ذكر انها فرضت عليهم وكان للهيصم في تلك الناحية ضياع فوقف على تقصير اكرته في العمارة فسأل عن ذلك فأخبر ان رجلا قدم عليهم فأظهر لهم مذهبا من الدين واعلمهم ان الله عز و جل قد افترض عليهم خمسين صلاة في اليوم والليلة وقد اشتغلوا بها فوجه اليه فجيء به فسأله عن امره فأخبره بقصته فحبسه في بيت وحلف بقتله واقفل عليه وترك المفتاح تحت وسادته ونام فرقت له جارية فاخذت المفتاح وفتحت واخرجته ثم عادت المفتاح الى موضعه فلما اصبح الهيصم فتح الباب فلم يجده فشاع ذلك الخبر فعبر به اهل تلك الناحية وقالوا قد رفع ثم ظهر في موضع اخر ولقي جماعة من اصحابه فسألوه عن قصته فقال ليس بمكن احدا ان يؤذيني ثم خاف على نفسه وخرج الى الشام وتسمى باسم الرجل الذي كان في منزله كرميته ثم خفف فقيل قرمط وفشا امره وامر اصحابه وكان قد لقي صاحب الزنج

فقال له انا على مذهب ورائي مائة الف سيف فناظرني فان اتفقنا ملت بمن معي اليك وان تكن الاخرى انصرفت فناظره فاختلفا ففارقه السادس انهم لقبوا بهذا نسبة الى رجل من دعاتهم يقال له حمدان بن قرمط وكان حمدان من اهل الكوفة يميل الى الزهد فصادفه احد دعاة الباطنية في طريق وهو متوجه الى قرية وبين يديه بقر يسوقها فقال حمدان لذلك الداعي وهو لا يعرفه اين تقصد فسمى قرية حمدان فقال له اركب بقرة من هذه البقر لتستريح من المشي فقال اني لم اؤمر بذلك قال كأنك لا تعمل الا بأمر قال نعم فقال حمدان وبأمر من تعمل قال بأمر مالكي ومالكك وما لك الدنيا والآخرة فقال ذلك الله عز و جل قال صدقت وما غرضك في هذه البقعة قال امرت ان ادعو اهلها من الجهل الى العلم ومن الضلال الى الهدى ومن الشقاوة الى السعادة واستنقذهم من ورطات الذل والفقر واملكهم مالا يستغنون به من التعب والكد فقال له حمدان انقذني انقذك الله وافض على من العلم ما تحييني به فما اشد حاجتي الى ذلك فقال ما امرت ان اخرج السر المكنون الى كل احد الا بعد الثقة به والعهد اليه قال فاذكر عهدك فاني ملتزم له فقال ان تجعل لي وللإمام على نفسك عهد الله وميثاقه ان لا تخرج سر الامام الذي القيه اليك ولا تفشي سري ايضا فالتزم حمدان عهده ثم اندفع الداعي في تعليمه فنون جهل حتى استدرجه واستغواه واستجاب له في جميع ما دعاه اليه ثم انتدب للدعوة وصار اصلا من اصول هذه البدعة فسمى اتباعه القرمطية واما تسميتهم بالخرمية فان خرم لفظ اعجمي ينبيء عن الشيء المستلذ الذي يستهيه الادمي وكان هذا لقبا للمزدكية وهم اهل الاباحة من المجوس الذين نبغوا في ايام قباذ على ما ذكرنا فأباحوا المحظورات فلقب هؤلاء بلقب اولئك لمشابهتهم اياهم في اعتقادهم ومذهبهم واما تسميتهم بالبابكية فان طائفة منهم تبعوا بابك الخرمي وكان قد خرج في ناحية آذربيجان في ايام المعتصم

فاستحل فبعث اليه المعتصم الافشين فتخاذل عن قتاله واضمر موافقته في ضلاله فاشتدت وطأة البابكية على المسلمين الى ان أخذ بابك وقتل على ما سبق شرحه وقد بقي من البابكية جماعة يقال ان لهم في كل سنة ليلة يجتمع فيها رجالهم ونساؤهم فيطفئون المصابيح ويتناهبون النساء ويزعمون ان من اخذ امرأة استحلها بالاصطياد فأما تميتهم بالمحمرة فيذكر عنهم انهم صبغوا الثياب بالحمرة ايام بابك وكانت سعارهم واما تسميتهم بالسبعية فانهم زعموا ان الكواكب السبعة مدبرة للعالم السفلي واما تسميتهم بالتعليمية فان مبدأ مذاهبهم ابطال الرأي وافساد تصرف العقل ودعوة الخلق الى التعليم من الامام المعصوم وانه لا مدرك للعلوم الا بالتعليم فصل
واما الاشارة الى مذاهبهم فان مقصودهم الالحاد وتعطيل الشرائع وهم يستدرجون الخلق الى مذاهبهم بما يقدرون عليه فيميلون الى كل قوم بسبب يوافقهم ويميزون من يمكن ان يخدعهم ممن لا يمكن فيوصون دعاتهم فيقولون للداعي اذا وجدت من تدعوه فاجعل التشيع دينك ادخل عليه من جهة ظلم الامة لعلي عليه السلام وقتلهم الحسين وسبيهم لاهله والتبريء من تيم وعدي وبني امية وبني العباس وقل بالرجعة وان عليا يعلم الغيب فاذا تمكنت منه اوقفته على مثالب على وولده وبينت له بطلان ما عليه اهل ملة محمد عليه السلام وغيره من الرسل عليهم السلام وان كان يهوديا فادخل عليه من جهة انتظار المسيح وان المسيح هو محمد بن اسمعيل بن جعفر وهو المهدي واطعن في النصارى والمسلمين وان كان نصرانيا فاعكس وان كان صابئيا فتعظيم الكواكب وان كان مجوسيا

فتعظيم النار والنور وان وجدت فيلسوفيا فيهم عمدتنا لانا نتفق وهم على ابطال النواميس والانبياء وعلى قدم العالم ومن اظهرت له التشيع فاظهر له بغض ابي بكر وعمر ثم اظهر له العفاف والتقشف وترك الدنيا والاعراض عن الشهوات ومر بالصدق والامانة والامر بالمعروف فاذا استقر عنده ذلك فاذكر له ثلب ابي بكر وعمر وان كان سنيا فاعكس وان كان مائلا الى المجون والخلاعة فقرر عنده ان العبادة بله والروع حماقة وانما الفظنة في اتباع اللذة وقضاء الوطر من الدنيا الفانية وقد يستحبون من له صوت طيب بالقرآن فاذا قرأ تكلم داعيهم ووعظ وقدح في السلاطين وعلماء الزمان وجهال العامة ويقول الفرج منتظر ببركة آل الرسول صلى الله عليه و سلم وربما قال ان اللله عز و جل في كلماته اسرار الا يطلع عليها الا من اجتباه ومن مذاهبهم انهم لا يتكلمون مع عالم بل مع الجهال ويجتهدون في تزلزل العقائد بالقاء المتشابه وكل ما لا يظهر للعقول معناه فيقولون ما معنى الاغتسال من المني دون البول ولم كانت ابواب الجنة ثمانية وابواب النار سبعة وقوله عليها تسعة عشر ضاقت القافية ما بطن هذا الا لفائدة لا يفهمها كثير من الناس ويقولون لم كانت السموات سبعا ثم يشوقون الى جواب هذه الاشياء فان سكت السائل سكتوا وان الح قالوا عليك بالعهد والميثاق على كتمان هذا السر فانه الدر الثمين فيأخذون عليه العهود والميثاق على كتمان هذا ويقولون في الايمان وكل ما لك صدقة وكل امرأة لك طالق ثلاثا ان اخبرت بذلك ثم يخبرونه ببعض الشيء ويقولون هذا لا يعلمه الا آل رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقولون هذا الظاهر له باطن وفلان يعتقد ما نقول ولكنه يستره ويذكرون له بعض الافاضل ولكنه ببلد بعيد فصل
واعلم ان مذهبهم ظاهره الرفض وباطنه الكفر ومفتتحه حصر مدارك العلوم في قول الامام المعصوم وعزل العقول ان تكون مدركة للحق لما يعترضها من الشبهات والمعصوم يطلع من جهة الله تعالى على جميع اسرار الشرائع ولا بد

في كل زمان من أمام معصوم يرجع إليه هذا مبدأ دعوتهم ثم يبين أن غاية مقصدهم نقض الشرائع لأن سبيل دعوتهم ليس متعينا في واحد بل يخاطبون كل فريق بما يوافق رأيهم لأن غرضهم الإستتباع وقد ثبت عنهم أنهم يقولون بالهين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان إلا أن أحدهما علة لوجود الثاني وإسم العلة السابق وإسم المعلول التالي وإن السابق خلق العالم بواسطة التالي لا بنفسه وقد يسمون الأول عقلا والنائي نفسا والأول تاما والثاني ناقصا والأول لايوصف بوجود ولا عدم ولا موصوف ولاغير موصوف فهم يومئون إلى النفي لأنهم لو قالوا معدوم ما قبل منهم وقد سموا هذا النفي تنزيها ومذهبهم في النبوات قريب من مذهب الفلاسفة وهو أن النبي عبارة عن شخص فاضت عليه من السابق بقوة التالي قوة قدسية صافية وإن جبريل عبارة عن العقل الفائض عليه إلا أنه شخص وأن القرآن هو تعبير محمد عن المعارف التي فاضت عليه من العقل فسمى كلام الله مجازا لأنه مركب من جهته وهذه القوة الفائضة على النبي لا تفيض عليه في أول أمره وإنما تتربى كنطفة واتفقوا علىأنه لا بد في كل عصر من أمام معصوم قائم بالحق يرجع إليه في تأويل الظواهر وحل الأشكال في القرآن والأخبار وأنه يساوي النبي في العصمة ولا يتصور في زمان واحد أمامان بل يستظهر الإمام بالدعاة وهم الحجج ولا بد للأمام من إثنى عشر حجة أربعة منهم لا يفارقونه وكلهم أنكر القيامة وقالوا هذا النظام وتعاقب الليل والنهار وتولد الحيوانات لا ينقضي أبدا وأولو القيامة بأنهار من إلى خروج الإمام ولم يثبتوا الحشر ولا النشر ولا الجنة ولا النار ومعنى المعاد عندهم عود كل شيء إلى أصله قالوا فجسم الآدمي يبلى والروح أن صفت بمجانبة الهوى والمواظبة على العبادات وغذيت بالعلم استعدت بالعود إلى وطنها الأصلي وكمالها بموتها إذبة خلاصها من ضيق الجسد
وأما النفوس المنكوسة المفموسة في عالم الطبيعة المعرضة عن طلب رشدها

من الأئمة المعصومين فإنها أبدا في النار على معنى أنها تتناسخ في الأبدان الجسمانية وكلما فارقت جسدا تلقاها آخر وستدلوا بقوله تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها وأكثر مذاهبهم يوافق الثنوية والفلاسفة في الباطن والروافض في الظاهر وغرضهم بهذه التأويلات إنتزاع المعتقدات الظاهرة من نفوس الناس حتى تبطل الرغبة والرهبة ثم إنهم يعتقدون إستباحة المحظورات ورفع الحجر ولو ذكر لهم هذا لأنكروه وقالوا لا بد من الإنقياد للشرع على ما يفعله الإمام فإذا أحاطوا بحقائق الأمور انحلت عنهم القيود والتكاليف العملية إذ المقصود عندهم من أعمال الجوارح تنبيه القلب وإنما تكليف الجوارح للغمر الذين لا يراضون إلا بالسياقة وغرضهم هدم قوانين الشرع قالوا وكلما ذكر من التكاليف فرموز إلى باطن فمعنى الجنابة مبادرة المستحب بإنشاء سر إليه قبل أن ينال رتبة الإستحقاق لذلك ومعنى الغسل تجديد العهد على من فعل ذلك والزنا إلقاء نطفة العلم الباطن إلى نفس من يسبق معه عقد العهد والإختلاف أن يسبق الإنسان إلى إفشاء السر في غير محله والصيام الإمساك عن كشف السر والمحرمات عبارة عن ذوى السر والبعث عندهم الإهتداء إلى مذاهبهم ويقولون للذكر مثل حظ الأنثيين الذكر الإمام والحجة الانثى وقالوا يوم يأتي تأويله أي يظهر محمد بن إسماعيل وفي وقوله حرمت عليكم الميتة قالوا الميتة الحامل على الظاهر الذي لا يلتفت إلى التأويل وقالوا إن الشاء والبقر هم الذين حضروا محاربة الأنبياء والأئمة يترددون في هذه الصور ويجب على الذابح أن يقول عند الذبح اللهم إني أبرأ إليك من روحه وبدنه وأشهد له بالضلالة اللهم لا تجعلني من المذبوحين ولهم من هذا الهذيان ما ينبغي تنزيه الوقت عن ذكره وإنما علمت هذه الفضائح من أقوام تدينوا بدينهم ثم بانت لهم قبائحهم فتركوا مذهبهم فإن قال قائل مثل هذه الإعتقادات الركيكة والحديث الفارغ كيف يخفى على من يتبعهم ونحن نرى أتباعهم خلقا كثيرا فالجواب أن أتباعهم أصناف فمنهم

قوم ضعفت عقولهم وقلت بصائرهم وغلبت عليهم البلادة والبله ولم يعرفوا شيئا من العلوم كأهل السواد والأكراد جفاة الأعاجم وسفهاء الأحداث فلا يستبعد ضلال هؤلاء فقد كان خلق ينحتون الأصنام ويعبدونها ومن أتباعهم طائفة انقطعت دولة أسلافهم بدولة الأسلام الأكاسرة والدهاقين وأولاد كأبناء المجوس فهؤالء موتورون قد إستكن الحقد في صدورهم فهو كالداء الدفين فإذا حركته مخائيل المبطلين إشتعلت نيرانه ومن أتباعهم قوم لهم تطلع إلى التسلط والإستيلاء ولكن الزمان لا يساعدهم فإذا رأوا طريق الظفر بمقاصدهم سارعوا ومن أتباعهم قوم جبلوا على حب التميز عن العوام فزعموا أنهم يطلبون الحقائق وأن أكثر الخلق كالبهائم وكل ذلك لحب النادر الغريب ومن أتباعهم المخلدة الفلاسفة والتنويه الذين اعتقدوا الشرائع نواميس مؤلفة والمعجزات مخاريق مزخرفة فإذا رأوا من تعطيلهم شيئا من أغراضهم مالوا إليه ومن أتباعهم قوم مالوا إلى عاجل اللذات ولم يكن لهم علم ولا دين فإذا صادفوا من يرفع عنهم الحجر مالوا إليه على أن هؤلاء القوم لا يكشفون أمرهم إلا بالتدريج على قدر طمعهم في الشخص وإنما مددنا النفس في شرح حالهم وأن كنا إنما ذكرنا بيتا من قصيدة لعظم ضررهم على الدين وشياع كلمتهم المشوية وإنما اجتمعت لهم الأسباب التي ذكرناها في وسط أيامهم وإلا فمعاندوا الشرائع خلق كثير وقد نبغ منهم قوم فأظهروا إمامه محمد إبن الحنفية وقالوا إن روح محمد أنتقلت إليه ثم إنتقلت منه إلى أبي مسلم صاحب الدعوة ثم إلى المهدي ثم إلى رجل يعرف بإبن القصري ثم خمدت نارهم ثم نبغ لهم في أيام المأمون رجل فاحتال فلم تنفذ حيلته ثم تناصروا في أيام المعتصم وكاتبوا الأفشين وهو رئيس الأعاجم فمال إليهم واجتمعوا مع بابك ثم زاد جمعهم على ثلاثمائة ألف فقتل المعتصم منهم ستين ألفا وقتل الفشين أيضا ثم ركدت دولتهم ثم نبغ فهم جماعة وفيهم رجل من ولد بهرام جور وقصد وأبطال الإسلام ورد الدولة الفارسية وأخذوا يحتالون في تضعيف قلوب المؤمنين وأظهروا مذهب الإمامية وبعضهم مذهب الفلاسفة وجعل لهم رأس يعرف

بعبيد الله بن ميمون بن عمرو ويقال إبن ديصان الأهوازي وكان مشيدا ممخرقا وكان معظم مخرقته بإظهار الزهد والورع وأن الأرض تطوى له وكان يبعث خواص أصحابه إلى الأطراف معهم طير ويامرهم أن يكتبوا إليه بالأخبار عن الأباعد ثم يحدث الناس بذلك فيقوى شبههم وكانوا يقولون أن المتقدمين منهم يستخلفون عند الموت وكلهم خلفاء محمد بن إسماعيل بن جعفر الطالبي وأن من الدعاة إلى الإمام معد بن تميم وإبنه إسماعيل وهم المتغلبون على بلاد المغرب ومن إستجاب لهم عرفوه أنه إن عمل ما يرضيهم صار إماما ونبيا وأنه يرتقي المبتدي منهم إلى الدعوة ثم إلى أن يكون حجة ثم إلى الإمامة ثم يلحق مرتبة الرسل ثم يتحد بالرب فيصير ربا ولا يجوز لأحد أن يحجب إمرأته عن إخوانه
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر 259 - إبراهيم بن الهيثم بن المهلب
أبو إسحاق البلدي سمع جماعة وروى عنه النجاد وأبو السافعي وكان ثقة ثبتا توفي في جمادي الاخرة من هذه السنة
260 - إبراهيم بن شبابة
مولى بني هاشم وكان شاعرا مليح الباردة أنبأنا محمد بن محمد عبد الباقي البزاز عن على إبن المحسن التنوخي عن أبيه قال أخبرني أبو الفرج الأصبهاني قال حدثني حبيب بن نضر المهلبي حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني عبد الله بن أبي نصر المروزي قال حدثني محمد بن عبد الله الطلحي قال حدثني سليمان بن يحيى بن معاذ قال قدم على نيسابور إبراهيم بن شبابة الشاعر البصري فأنزلته على فجاء ليلة من الليالي وهو مكروب قد هاج فجعل يصيح بي يا أبا أيوب فخشيت أن يكون قد غشيته بلية فقلت ما تشاء فقال
... أعياني الشادن الربيب ... فقلت بماذا فقال

إليه أشكو فلا يجيب ...
فقلت داره وداوه فقال
... من أين أبغي دواء دائي ... وإنما دائي الطبيب ...
فقلت إذا يفرج الله عز و جل فقال
... يارب فرج إذا وعجل ... فإنك السامع المجيب ...
قال ثم الضرف
161 - الحسن بن علي بن مالك
إبن أشرس بن عبد الله بن منجاب أبو محمد المعروف بالأشناني حدث عن يحيى بن معين وغيره روى عنه إبن مخلد وتوفي في شعبان هذه السنة وصلى عليه أبو بكر إبن أبي الدنيا قال أبو الحسن بن المنادي وإبن البغوي وإبن صاعد وكان ثقة ثبتا مأمونا توفي في شعبان هذه السنة كتب النابس عنه وكان به أدنى لين
262 - عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بو يحيى القطان سافر وجال وسمع سليمان بن بحرب وابا نعيم وابا الوليد الطيالسي في خلق كثير روى عنه البغوى
263 - عبدة بن عبد الرحيم
كان من أهل الدين والجهاد أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البهيقي أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال سمعت أبا الحسين بن أبي القاسم المذكر يقول سمعت عمر بن أحمد بن علي الجوهري يقول أخبرني أبو العباس أحمد بن علي قال قال عبدة بن عبد الرحيم خرجنا في سرية إلى أرض الروم فصحبنا شاب لم يكن فينا أقرأ للقرآن منه ولا أفقه ولا افرض صائم النهار قائم الليل فمررنا بحصن فمال عنه العسكر ونزل بقرب الحصن فظننا أنه يبول فنظر إلى إمرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن فعشقها فقال لها بالرومية كيف السبيل إليك قالت حين تنصر ويفتح لك الباب وأنا لك ففعل فأدخل

الحصن قال فقضينا غزاتنا في أشد ما يكون من الغم كأن كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه ثم عدنا في سرية أخرى فمررنا به ينظر من فوق الحصن مع النصارى فقلنا يا فلان ما فعلت قراءتك ما فعل علمك ما فعلت صلواتك وصيامك قال اعلموا أني نسيت القرآن كله ما اذكر منه إلا هذه الآية ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون
264 - محمد بن أحمد بن الوليد
إبن محمد بن برد بن يزيد بن سخت أبو الوليد الانطاكي سمع راود بن الجراح ومحمد بن كثير الصنعاني ومحمد بن عيسى الطباع وغيرهم قدم بغداد فحدث بها فروى عنه أبو عبد الله المحاملي وأبو الحسين بنالمنادي وأبو بكر الشافعي وغيرهم قال النسائي هو أنطاكي صالح وقال الدارقطني هو ثقة توفي في هذه السنة راجعا من مكة
265 - محمد بن جعفر المتوكل علىالله
يكنى أبا أحمد ولد في ربيع الأول يوم الأربعاء لليلتين خلتا منه سنة تسع وعشرين ومائتين وأمه أم ولد ولقب الموفق بالله وكان أخوه المعتمد قد عقد له ولاية العهد بعد إبنه وحروبه فيما مضى وما فعل بصاحب الزنج بالبصرة وكان له جيش تحت يده والأمر كله إليه فمات الموفق قبل موت المعتمد بسنة واشهر وقيل إسمه طلحة وقد ذكرنا وقائعه وما جرى له مع عمرو بن الليث ومع إبن طولون وتسمى بعد قتل صاحب الزنج بالناصر لدين الله مضافا إلى الموفق بالله فكان يخطب له على المنابر بقلبين اللهم أصلح الأمير الناصر لدين الله أبا أحمد الموفق بالله ولي عهد المسلمين أخا أمير المؤمنين وكان عزيز العلم حسن التدبير كريما قال يوما إن جدي عبد الله بن العباس رضي الله عنهما كان يقول الذباب ليقع على جليسي فيغمني ذلك وهذا نهاية الكرم وأنا والله أرى جلسائي بالعين التي ارى أخوتي والله لو تهيأ لي فقلت أسماءهم من الجلساء والندماء إلى

الإخوان والأصدقاء
وفي هذه السنة قدم أبو أحمد من الجبل إلى العراق وقد إشتد به وجع النقرس حتى لم يقدر على الركوب فاتخذ له سرير عليه قبة فكان يقعد عليه ومعه خادم يبرد رجله بالأشياء الباردة حتى بلغ من أمره أنه كان يضع عليها الثلج ثم صارت علة رجله داء الفيل وكان يحمل سريره أربعون حمالا يتناوب عليه عشرون عشرون وربما إشتد به أحيانا فيأمرهم أن يضعوه فقال لهم يوما قد ضجرتم وبودي أني واحد منكم احمل على رأسي وآكل وأني في عافية وقد أطبق دفترى علىمائة الف مرتزق ما فيهم أقبح حالا منى وتوفي بالقصر الحسني ليلة الخميس لثمان بقين من صفر هذه السنة وله سبع وأربعون
سنة تنقص شهرا وأياما قال أبو بكر الصولي حدثني عبد الله بن المعتز قال لما مات الموفق كتب إلى عبيد الله بن عبد الله إبن طاهر يعزيني عنه وقال إنما أعزيك بالمنصور الثاني لأني لا أعرف في ولده أشبه به منه
سنة
ثم دخلت سنة تسع وسبعين ومائتين
فمن الحوادث فيها أن السلطان امر أن ينادي ببغداد أن لا يقعد على الطريق ولا في مسجد الجامع ناص ولا صاحب النجوم ولا زاجر وحلف الوراقون أن لا يبيعوا كتب الكلام والجدل والفسلفة
وفي هذه السنة خلع جعفر المفوض من العهد لثمان بقين من المحرم وفي ذلك اليوم بويع المعتضد بولاية العهد بأنه ولي العهد من بعد المعتمد وانتشرت الكتب بخلع جعفر وتولية المعتضد ونفذت إلى البلدان وخطب للمعتضد بولاية العهد وانشئت عن المعتضد كتب إلى العمال بأن أمير المؤمنين ولاه العهد وجعل إليه ما كان الموفق يليه من الأمر والنهي والولاية والعزل وفي هذه السنة توفي المعتمد وبويع المعتضد


باب ذكر خلافة المعتضد بالله واسمه أحمد بن أبي أحمد الموفق بالله واسم أبي احمد محمد وقيل طلحة بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد ويكنى أبا العباس وأمه أم ولد قال الصولي كان إسمها ضرار ثم سميت تحقين وتوفيت قبل خلافته بيسير وكان مولده بسر من رأى سنة ثلاث وأربعين وقيل اثنتي واربعين وكان أسمر نحيف الجسم معتدل الخلق قد وخطه الشيب في مقدم لحيته طول وفي مقدم رأسه شامة بيضاء وكان نقش خاتمه أمحمد يؤمن بالله الواحد وكان له من الولد علي المكتفي وأحمد القاهر وجعفر المفتدر بويع المعتضد في صبيحة الأثنين لأحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين وهو إبن سبع وثلاثين فولي عبيد الله إبن سليمان بن وهب الوزارة ومحمد بن شاه بن ميكال الحرس وصالحا الحجابة ثم وزر له القاسم بن عبيد الله وقضاءه إسماعيل إبن إسحاق ويوسف بن يعقوب وإبن أبي الشوارب وكان المعتضد من رجالات بني العباس ومن أكملهم وأكثرهم تجربة وكان أمر الخلافة قد ضعف وبيوت الأموال فارغة ودبر وساس فقال إبن المعتز
... يا امير المؤمنين المرجى ... قد أقر الله فيك العيونا ... ودعينا لك ببعة حق ... فسعينا نحوها مسرعينا ... بنفوس أملتك زمانا ... سبقت أيدينا طائعينا ... أنت أقررت حشا كل نفس ... وفرشت الأمن للخائفينا ... ذكر طرف من سيرته
أنبأنا محمد بن أبي طاهر البزاز قال أنبأنا علي بن المحسن التنوخي عن أبيه قال حدثني عبد الله بن عمرو الحارثي أبي قال حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد قال كان المعتصد في بعض متصيد متصيداته أنه مجتاز بعسكره وأنا معه فصاح ناطور في

قراح قناء فاستدعاه وسأله عن سبب صياحه فقال أخذ بعض الجيش من القناء شيئا فقال أطلبوهم فجاؤوا بثلاثة أنفس فقال هؤلاء الذين أخذوا القناء فقال الناطور نعم فقيدهم في الحال وأمر بحبسهم فلما كان من الغد أنفذهم إلى القراح فضرب أعناقهم فيه وسار فأنكر الناس ذلك وتحدثوا به ومضت على ذلك مدة
طويلة فجلست أحادثه ليلة فقال لي يا أبا عبد الله هل يعيب الناس شيئا عرفني حتى أزيله قلت كلا يا أمير المؤمنين فقال أقسمت عليك بحياتي الاما صدقتني قلت يا أمير المؤمنين وأناآمن قال نعم قلت اسراعك إلى سفك الدماء قال والله ماهرقت دما منذ وليت الخلافة إلا بحقه فأمسكت إمساك من ينكر عليه فقال بحياتي ما يقولون قلت يقولون إنك قتلت أحمد بن الطيب وكان خادمك ولم يكن له جناية ظاهرة قال دعاني إلى الألحاد فقلت له يا هذا أنا إبن عم صاحب الشريعة صلوةات الله عليه وسلامه وأنا الان منتصب منصبه فألحد حتى اكون من فسكت سكوت من يريد الكلام فقال لي في وجهك كلام فقلت الناس ينقمون عليك إمر الثلاثة إلانفس الذين قتلهم في القراح فقال والله ما كان أولئك الذين أخذوا القثاء وإنما كانوا لصوصا حملوا من موضع كذا وكذا ووافق ذلك أمر القناء فاردت أن أصول على الجيش بأن من عاث من عسكري وأفسد في هذا القدر كانت هذه عقوبتي له ليكفوا عما فوقه ولو أردت قتلهم لقتلتهم في الحال وإنما حبستهم وأمرت بإخراج اللصوص من غد مغطين الوجوه ليقال إنهم أصحابي فقلت كيف تعلم العامة هذا قال بإخراج القوم الذين أخذوا والقثاء وإطلاقي لهم في هذه الساعة ثم قال هاتوا القوم فجاؤا بهم وقد تغيرت حالهم من الحبس والضرب فقال ما قصتكم فقصوا عليه قصتهم فقال أفتتوبون من مثل هذا الفعل حتى أطلقكم قالوا نعم فأخذ عليهم التوبة وخلع عليهم وأمر بإطلاقهم ورد أرزاقهم عليهم فانتشرت الحكاية وزال عنه التهمة
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا محد بن احمد بن يعقوب حدثنا محمد بن نعيم الصبني قال سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول

سمعت أبا العباس بن سريج يقول سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي يقول دخلت على المعتضد وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه فنظرت إليهم فرآني المعتضد وأنا أن أتأمهلم فلما أردت القيام أشار إلي فمكثت ساعة فلما خلا قال أيها القاضي والله ما حللت سراويلي علي حرام
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا احمد بن علي عن علي بن المحسن قال حدثني أبي عن أبي محمد عبد الله بن حمدون قال قال لي المعتضد ليلة وقد قدم إليه العشاء لقمني وكان الذي قدم دراج وفراريج فلقمته من صدر فروج فقال لا لقمني من فخذه فلقمته لقما ثم قال هات من الدراج فلقمته من أفخاذها فقال ويلك هو ذا تتنادر على هات من صدورهن فقلت يا مولاي ركبت القياس فضحك فقلت أنا الا كم أضحاك ولا تضحكني قال شل المطرح وخذ ما تحته فاشلته فإذا دينار واحد فقلت آخذ هذا قال نعم فقلت بالله هو ذا تتناذر أنت الساعة على خليفة يجيز نديمه بدينار قال ويلك لا أجد لك في بيت المال حقا أكثر من هذا ولا تسمح نفسي أن أعطيك شيئا من مالي ولكن هو ذا أحتال لك بحيلة تأخذ فيها خمسة آلاف دينار فقبلت يده فقال إذا كان غدا وجاء القاسم يعني إبن عبيد الله فهو ذا أسارك حين تقع عيني عليه سرارا طويلا ألتفت إليه كالمغضب وانظر أنت إليه في خلال ذلك كالمخالس لي نظر المترثي له فإذا انقطع السرار فأخرج ولا تبرح من الدهليز ويخرج فإذا خرج خاطبك بجميل وأخذك إلى دعوته عن حالك فأشك الفقر والحاجة وقلة حظك مني وثقل ظهرك بالدين والعيال وخذ ما يعطيك واطلب كل ما تقع عليه عينك فإنه لا يمنعك حتى تستوفي الخمسة آلاف دينار فإذا أخذتها فسيسألك عما جرى فأصدقه وإياك أن تكذبه وعرفه أن ذلك حيلة مني عليه حتى وصل إليك هذا وحدثه بالحديث كله على شرحه وليكن أخبارك إياه بذلك بعد امتناع شديد وإحلاف لك

منه بالطلاق والعتاق أن تصدقه وبعد أن تخرج من داره تاخذ كل ما يعطيك إياه وتحصله في بيتك فلما كان من غد حضر القاسم فحين رآه بدأ سيارني وجرت القصة على ما وضعني فخرجت فإذا القاسم في الدهليز ينتظرني فقال لي يا أبا محمد ما هذا الجفاء ما تجيئني ولا تسالني حاجة فاعتذرت إليه باتصال الخدمة علي فقال ما تقنعني إلا أن تزورني اليوم وتتفرج فقلت أنا خادم الوزير فأخذني إلى طيارة وجعل يسألني عن حالي واخباري واشكو اليه الخلة والاضاقة والدين والبنات وجفاء الخليفة وامساك يده فيتوجع ويقول يا هذا ما لي لك ولن يضيق عليك ما يتوسع على او تتجاوزك نعمة تخلصت الى او يتخطاك حظ نازل في فنائي ولو عرفتني لعاونتك على ازالة هذا كله عنك فشكرته وبلغنا داره فصعد ولم ينظر في شيء وقال هذا يوم احتاج ان اختص فيه بالسرور بابي محمد فلا يقطعني احد عنه فأمر كتابه بالتشاغل بالاعمال وخلابي في دار الخلوة وجعل يحادثني ويبسطني وقدمت الفاكهة فجعل يلقمني بيده وجاء الطعام وكانت هذه سبيله و هو يستزيدني فلما جلس للشرب وقع لي بثلاثة آلاف دينار فأخذتها في الوقت واحضرني ثيابا وطيبا ومركبا فأخذت ذلك وكانت بين يدي صينية فضة فيها مغسل فضة وخرد اذى بلور وقدح بلور فأمر بحمله الى الطيارة وقبلت كل ما رأيت شيئا حسنا له قيمة وافرة طلبته وحمل الى فرشا نفيسا او قال هذا للبنات نلما انقرض المجلس خلابى وقال ياأبي محمد انت عالم بحقوق ابي عليك ومودتي لك فقلت انا خادم الوزير فقال اربد ان اسألك عن شيء وتحلف انك تصدقني عنه فقلت السمع والطاعة فخلفني بالله وبالطلاق والعتاق على الصدق ثم قال لي بأي شيء سارك الخليفة اليوم في امري فصدقته عن كل ما جرى حرفا فقال فرجت عني وان يكون هذا هكذا مع سلامة نيته لي اسهل عنه كل ما جرى على فشكرته وودعته وانصرفت الى بيتي فلما كان بالغد بادرت المتضد فقال هات حديثك فنسقته عليه فقال احفظ الدنانير ولا يقع لك اني اعمل مثلها معك بسرعة انبأنا ابو بكر بن عبد الباقي قال أنبانا علي بن المحسن عن ابيه

عن جده قال حدثني ابو الحسن بن محمد الصلحي قال حدث احد خدم المعتضد المختصين بخدمته قال كنا حول سرير المعتضد ذات نصف النهار وقد نام بعد ان اكل وكان رسمنا ان نكون عند سريره اوقات منامه من ليل او نهار فانتبه منزعجا قال يا خدم يا خدم فأسرعنا الجواب فقال ويلكم اغيثوني والحقوا الشط فأول من ترونه منحدرا في سفينة فارغة فاقبضوا عليه وجيئوني به ووكلوا بسفينته فاسرعنا فوجدنا ملاحا في سميرية فاصعدناه فحين رأه الملاح كاد يتلف فصاح عليه صيحة واحدة عظيمة كادت روحه تخرج معها قال اصدقني يا ملعون عن قصتك مع المرأة التي قتلتها وسلبتها اليوم والا ضربت عنقك قال فتلعثم وقال نعم كنت اليوم سحرا في مشرعتي الفلانية فنزلت امرأة لم ارى مثلها عليها ثياب فاخرة وحلى كثير فطمعت فيها واحتلت عليها حتى سددت فاها وغرقتها واخذت جميع ما كان عليها ولم اجتر على حمل سلبها الى بيتي لئلا يفشو الخبر على فعملت على الهرب وانحدرت الساعة لامضي الى واسط فعوقني هؤلاء الخدم وحملوني فقال واين الحلي والسلب فقال في صدر السفينة تحت البواري فقال المعتضد لخدم جيئوني به فمضوا واحضروه وقال خذوا الملاح فغرقوه ففعلوا ثم امر ان ينادى ببغداد كلها على امرأة خرجت الى المشرعة الفلانية سحرا وعليها ثياب وحلي يحضر من يعرفها ويعطي صفة ما كان عليها ويأخذه فقد تلفت المرأة فحضر في اليوم الثاني او الثالث اهل المرأة فاعطوه صفة ما كان عليها فسلم ذلك اليهم فقلنا يا مولاي اوحي اليك فقال رأيت في منامي كأن شيخا ابيض الرأس واللحية والثياب وهو ينادي يا احمد خذ اول ملاح ينحدر الساعة فاقبض عليه وقرره خبر المرأة التي قتلها اليوم وسلبها واقم عليه الحد فكان ما شهدتم
اخبرنا محمد بن عبد الباقي بالبزاز قال انبأنا على بن المحسن عن ابيه قال حدثني محمد ابن احمد بن عثمان الزيات قال حدثني ابو بكر بن حورى وكان يصحب ابا عبد الله ابن ابي عوف قال كنت الزم ابن ابي عوف سنين لجوار بيتنا ومودة وكان

رسمي ان اجيء كل ليلة بعد العتمة فحين يراني يمد رجله في حجري فأغمزها واحادثه ويسألني عن الحوادث ببغداد فكنت استقرئها له فاذا اراد ان ينام قبض رجله فقمت الى بيتي وقد مضى ثلث الليل او نصفه او اقل او اكثر على هذا سنين فلما كان ذات يوم جاءني رجل كان يعاملني فقال قد دفعت الى امر ان تم على افتقرت قلت ما هو قال رجل كنت اعامله فاجتمع لي عليه الف دينار فطالبته فوهبني عقد جوهر قوم بالف دينار الى ان يفتكه بعد الشهور او ابيعه فأذن لي في ذلك فلما كان امس وجه مؤنس صاحب الشرطة من كبس دكاني وفتح صندوقي واخذ العقد فقلت انا اخاطب ابن ابي عوف فيلزمه برده قال وانا مدل بابن ابي عوف لمكاني منه ومكانه من المعتضد فلما كان تلك الليلة جئت وحادثته على رسمي وذكرت له في جملة حديثي العقد فلما سمع نحي رجله من حجري وقال ما انا وهذا اعادي صاحب شرطة خليفة فورد على امر عظيم فخرجت من بيته بنية ان لا اعود فلما صليت العتمة من الليلة المقبلة جاءني خادم لابن ابي عوف وقال لم تأخرت ان كنت متشك جئناك فاستحييت وقلت امضي الليلة فلما رأني مد رجله واقبلت احدثه بحديث متكلف فصبر على ذلك ساعة ثم قبض رجله فقمت فقال يا ابا بكر انظر ايش تحت المصلى فخذه فرفعت فاذا برقعة فأخذتها وتقدمت الى الشمعة فاذا فيها يا مؤنس جسرت على قصد دكان رجل تاجر وفتحت صندوقه واخذت منه عقد جواهر وانا في الدنيا والله لولا انها اول غلطة غلطتها ما جرى في ذلك مناظرة اركب بنفسك الى مكان الرجل حتى ترد العقد بيدك في الصندوق ظاهرا فقلت لابي عبد الله ما هذا فقال هذا خط المعتضد مثلت بين وجدك وبين مؤنس فاخترتك عليه فأخذت خط امير المؤمنين بما تراه فامض واوصله اليه فقبلت رأسه وجئت الى الرجل فأخذت بيده ومضينا الى مؤنس فسلمت التوقيع اليه فلما رآه اسود وجهه وارتعد حتى سقطت الرقعة من يده ثم قال يا هذا الله بيني وبينك هذا شيء ما علمت به فالا تظلمتم وان لم انصفكم فالي الوزير بلغتم الامر الى امير المؤمنين من اول

وهلة قال فقلت بعملك جرى والعقد معك فأحضر فقال خذ الالف دينار التي عليه الساعة واكتبوا على الرجل ببطلان ما ادعاه فقلت لا نفعل فقال الف وخمسمائة قلت والله لا نرضى حتى تركب بنفسك الى الدكان فترد العقد فركب ورد العقد الى مكانه
قال المحسن وحدثنا ابو احمد الحسين بن محمد المدلجي قال بلغني عن خفيف السمرقندي قال كنت مع مولاي المعتضد في بعض متصيداته وقد انقطع عن العسكر وليس معه احد غيري فخرج علينا اسد فقصدنا فقال لي المعتضد يا خفيف افيك خير قلت لا يا مولاي فقال ولا حتى تمسك فرسي وانزل انا الى الاسد فقلت بلى فنزل واعطاني فرسه وشد اطراف ثيابه في منطقته واستل سيفه ورمى القراب الى فأخذته وأقبل يمشي الى الاسد فطلبه الاسد فحين قرب منه وثب الاسد عليه فتلقاه المتضد بضربة فاذا يده قد طارت فتشاغل الاسد بالضربة فثناه باخرى ففلق هامته فخر صريعا ودنا منه وقد تلف فمسح السيف في صوفة ورجع الى وغمد السيف وركب ثم عدنا الى العسكر وصحبته فالى ان مات ما سمعته يحدث بحديث الاسد ولا علمت انه لفظ فيه بلفظة فلم ادر من أي شيء اعجب من شجاعته وشدته أو وقلة احتفاله بما صنع حتى كتمه او من عفوه عني فما عاتبني على ضني بنفسي
قال المحسن وحدثني ابو الحسين محمد بن عبد الواحد الهاشمي قال حدثني القاضي ابو علي الحسن بن اسمعيل بن اسحاق وكان ينادم المعتضد بالله قال بينا المعتضد في مجلس سرور اذ دخل بدر فقال يا مولاي قد احضرنا القطان الذي من بركة زلزل فنهض من مجلسه ولبس قباء واخذ بيده حربة وقعد في مجلس قريب منا وقد مدت بيننا وبينه ستارة نشاهد من ورائها فأدخل عليه شيخ ضعيف فقال له بصوت شديد ووجه مقطب ونظر مغضب انت القطان الذي قلت امس ما قلت فاغمي عليه لما تداخله من الخوف ونحي عنه ساعة حتى سكن ثم اعيد الى حضرته فقال له ويلك تقول في سوقك ليس للمسلمين من ينظر في امورهم وما شغلي غير ذلك قال يا امير المؤمنين انا رجل

عامي ومعيشتي من القطن الذي اعامل فيه النساء واهل الجهل ولا تمييز عند مثلي فيما يلفظ به وانما اجتاز بي رجل ابتعت منه وكان ميزانه ووزنه طفيفا فقلت ما قلت وانما اعني به المحتسب علينا فقال له المعتضد بالله انك اردت به المحتسب قال أي والله وانا تائب من ان اقول مثل ما قلته ابدا فأمر بان يحضر المحتسب وينكر عليه في ترك النظر في هذه الأمور ورسم له اعتبار الصنج والموازين على التسوية والطوافين ومراعاتهم حتى لا يبخسوا ثم قال للشيخ انصرف فلا بأس عليك وعاد الينا فضحك وانبسط ورجع الى ما كان عليه من قبل فقلت له يا مولاي انت تعرف فضولي فتأذن لي ان اورد ما في نفسي فقال قل قلت مولانا كان على اكمل مسرة فترك ذاك وتشاغل بخطاب كلب من السوقة قد كان يكفيه ان يصيح عليه رجل من رجال المعونة ثم لم تقنع بإصياله الى مجلسك حتى غيرت لباسك واخذت سلاحك واستفتحت مناظرته بنفسك لأجل كلمة تقولها العامة دائما ولا يميزون فيها فقال يا حسن انت تعلم ما يجره هذا القول اذا تداولته الالسن ووعته الاسماع وحصل في القلوب لانه متى الف ولقنه هذا عن هذا لم يؤمن ان يولد لهم في نفوسهم امتعاضا للدين او السياسة يخرجون فيه الى اثارة الفتن وافساد النظام وليس شيء ابلغ في هذا من قطع هذه الاسباب وحسم موادها من ازالة دواعيها وموجباتها وقد طارت روح هذا القطان بما شاهد وسمعه وسيحدث به ويزيد فيه ويعظم الامر ويفخمه وسمع ما تقدمنا به في امر المحتسب وما نحن عليه من مراعاة الكبير والصغير وينشر بين العامة بما يكف السنتها ويقيم الهيبة في نفوسها وليكون ما تكلفت من هذا التعب القليل قد كفاني التعب الكثير فاقبلنا ندعو له قال المحسن وحدثني القاضي ابو الحسين محمد بن عبد الواحد الهاشمي أن شيخا من التجار كان له على احد القواد في ايام المعتضد بالله مال قال التاجر فماطلني به وسلك معي سبيل الالطاط فيه وكان يحجبني اذا حضرت بابه ويضع

غلمانه على الاستخفاف بي والاستطالة على اذا رمت لقاءه وخطابه وتظلمت الى عبيد الله بن سليمان منه فما نفعني ذلك وعملت على الظلامة الى المعتضد بالله وبينا انا مرو في امري قال لي بعض اصدقائي على ان آخذ لك المال من غير حاجة الى ظلامة فاستبعدت هذا وقمت معه فجئنا الى خياط شيخ في سوق الثلاثاء يقرىء القرآن في مسجد هناك ويخيط بأجرة فقص عليه قصتي وشرح له صورتي وسأله ان يقصد القائد ويخاطبه في الخروج الى من حقي وكانت دار القائد قريبة من مسجد الخياط فنهض معنا ومشينا فخفت بادرة القائد وسطوته وتصورت ان قول الخياط لا ينفع مع مثله مع محله وبسطته وقلت لصديقي قد عرضنا هذا الشيخ ونفوسنا لمكروه عظيم وما هو الا ان يراه غلمانه وقد اوقعوا به واذا كان لا يقبل من الوزير عبيد الله بن سليمان فبالاولى ان لا يقبل منه ولا يفكر فيه فضحك وقال لا عليك وجئنا الى باب القائد فحين رأى غلمانه الخياط تلقوه واعظموه واهووا ليقبلوا يده فمنعهم وقالوا ما جاء بك ايها الشيخ فإن قائدنا راكب فإن كان لك امر تقدم بذكره له وتنتجزه اياه فعلنا وان كان الجلوس والانتظار فالدار بين يديك فلما سمعت ذلك قويت نفسي ودخلنا وجلست ورآني القائد فلما رآه اكرمه اكراما شديدا وقال له لست انزع ثيابي حتى تأمر بأمرك فخاطبه في شأني فقال والله ما معي الا خمسة آلاف درهم فتسأله ان يأخذها ويأخذ رهونا من مراكبي الذهب والفضة بقيمة ما يبقى من ماله لاعطيه اياه بعد شهر فبادرت انا الى اجابته واحضرت الدراهم والمراكب بقيمة الباقي فقبضتها واشهدت الخياط وصديقي عليه بأن الرهن عندي الى مدة شهر فان جاز كنت وليه في بيعه وآخذ مالي من ثمنه وخرجنا فلما بلغنا مسجد الخياط ودخلنا طرحت الدراهم بين يديه وقلت له قد رد الله مالي بك وعلى يديك فخذ ما تريد منه على طيب قلب مني فقال يا هذا ما اسرع ما قابلتني بالقبيح على الجميل انصرف بمالك بارك الله لك فيه قلت قد بقيت لي حاجة قال قل قلت احب ان تخبرني عن سبب طاعة هذا القائد لك مع اقلاله الفكر بأكابر

الدولة قال قد بلغت غرضك فلا تقطعني عن شغلي بحديث لا فائدة لك فيه فالححت عليه فقال انا رجل اقريء واؤم بالناس في هذا المسجد منذ اربعين سنة لا اعرف كسبا الا من الخياطة وكنت صليت المغرب منذ مدة وخرجت اريد منزلي فاجتزت على تركي كان في هذه الدار وأومأ الى دار بالقرب منه واذا امرأة جميلة الوجه قد اجتازت عليه فعلق بها وهو سكران فطالبها بالدخول الى داره وهي تمتنع وتستغيث وتقول في كلامها ان زوجي قد حلف بطلاقي ان لا ابيت عنه واخذني هذا وغصبني نفسي وبيتني عن منزلي خرب بيتي ولحقي من العار مالا ترحضه الايام عني وما احد يعينها ولا يمنعه منها فجئت الى التركي ورفقت به في ان يخلي عنها فلم يفعل وضرب رأسي بدبوس كان في يده فشجه وادخل المرأة فصرت الى منزلي وغسلت الدم عن وجهي وشددت رأسي وخرجت لصلاة العشاء الآخرة فلما فرغت منها قلت لمن حضر قوموا معي الى هذا التركي عدو الله لننكر عليه ونخرج المرأة من عنده فقاموا وجئنا فضججنا على بابه فخرج الينا في عدة من غلمانه فاوقع بنا وقصدني من بينهم بالضرب الشديد الذي يكاد يتلفني فحملت الى منزلي وانا اعقل امري ونمت قليلا للوجع فطار النوم من عيني وسهرت مستلقيا على فراشي مفكرا في المرآة وانها متى اصبحت طلقت ثم قلت هذا رجل قد شرب طول ليلته لا يعرف الاوقات فلو اذنت لوقع له ان الفجر قد طلع فربما اخرج المرأة فمضت الى بيتها وتبينت وبقيت في حبال زوجها فتكون قد خلصت من احد المكروهين فخرجت متحاملا الى المسحد وصعدت المنارة واذنت وجلست اطلع الى الطريق ارتقب خروج المرآة من الدار واعتقدت ان اقيم ان تراخي الامر في ذلك لئلا يشك في الصباح فما مضت ساعة الا وقد امتلأ الدرب خيلا ورجالا ومشاعل وهم يقولون من الذي اذن الساعة ففزعت وسكت ثم قلت اخاطبهم واصدقهم عن امري لعلهم يعينونني على خروج المرأة فصحت من المنارة انا اذنت

قالوا انزل واجب امير المؤمنين فنزلت ومضيت معهم فاذا هم غلمان بدر فأدخلني الى المعتضد بالله فلما رأيته هبته واخذتني رعدة شديدة فقال لي اسكن ما حملك على الاذان في غير وقته وان تغر الناس فيخرج ذو الحاجة في غير حينه ويمسك المريد الصوم في وقت قد ابيح له الاكل والشرب فقلت يؤمنني امير المؤمنين لاصدقه قال انت آمن فقصصت عليه قصة التركي واريته الاثار التي في رأسي ووجهي فقال يا بدر على بالغلام والمرأة فأحضرا فسألها المعتضد عن امرها فذكرت له مثل ما ذكرته فأمر بانفاذها الى زوجها مع ثقة يدخلها دارها ويشرح لزوجها خبرها ويأمره بالتمسك بها والاحسان اليها ثم استدعاني ووقفت فجعل يخاطب الغلام ويسمعني ويقول كم رزقك فيقول كذا وكذا وكم عطاؤك فيقول كذا فقال افما لك في هذه النعمة في هؤلاء الجواري ما يكفيك ويكفك عن محارم الله تعالى وخرق سياسة السلطان والجراءة عليه وما كان عذرك في الوثوب على امرك بالمعروف ونهاك عن المنكر فاسقط في يد الغلام ولم يكن له جواب يورده ثم قال يحضر جوالق الجص وقيود وغل فأحضر جميع ذلك فقيده وغله وادخله الجوالق وامر الفراشين فدقوه بمداق الجص وهو يصيح الى ان خفت صوته وانقطع حسه وامر به وطرح الى دجلة وتقدم الى بدر بتحويل ما في داره ثم قال لي قد شاهدت ذلك كله متى رأيت يا شيخ منكرا كبيرا او صغيرا فأنكره ولو على هذا واومأ الى بدر ومن تقاعس عن القبول منك فالعلامة بيننا ان تؤذن في مثل هذا الوقت لاسمع صوتك فأستدعيك قال الشيخ فدعوت له وانصرفت وشاع الخبر في الجند والغلمان فما سألت احدا منهم بعدها انصافا او كفا عن قبيح الا اطاعني كما رأيت خوفا من المعتضد بالله وما احتجت ان اؤذن في مثل ذلك الوقت الى الان
انبأنا محمد بن ابي طاهر قال انبأنا علي بن المحسن عن ابيه قال حدثنا القاضي ابو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي قال سمعت العباس بن عمر الغنوي يقول لمااسرني ابو سعيد القرمطي وأسر العسكر الذي كان بعثه معي المعتضد الى

قتاله وحصلت في يده يئست من الحياة فانا يوماعلى تلك الصورة إذا جاءني رسوله فأخذ قيودي وغير ثيابي وفأدخلني اليه فسلمت عله وجلست فقال أتدري لم استدعيتك قلت لا قال انك رجل عربي ومن المحال اذا استودعتك امانة ان تخفيها ولا سيما مع مني عليك بنفسك قلت هو كذلك فقال اني فكرت فاذا لا طائل في قتلك وفي نفسي رسالة الى المعتضد لا يجوز ان يؤديها غيرك فرأيت اطلاقك وتحميلك اياها ان حلفت انك ان سيرت اليه تؤديها فحلفت له فقال قل للمعتضد يا هذا لم تخرق هيبتك وتقتل رجالك وتطمع اعداءك في نفسك وتبعث في طلبي الجيوش وانا رجل مقيم في فلاة لا زرع فيها ولا ضرع وقد رضيت لنفسي بخشونة العيش والعز باطراف هذه الرماح ولا اغتصبتك بلدا ولا ازلت سلطانك عن عملك ومع هذا فوالله لو انفذت الى جيشك كله ما جاز يظفر بي لاني رجل نشأت في العسف فاعتدته انا ورجالي ولا مشقة علينا فيه وانت تنفذ جيوشك من الجيوش والثلج والريحان فيجيئون من المسافة البعيدة الشاقة وقد قتلهم السفر قبل قتالنا وانما غرضهم ان يبلغوا غرضا من مواقفتنا ساعة ثم يهربون وان هم هزموني بعدت عشرين فرسخا او ثلاثين وجلت في الصحراء شهرا او شهرين ثم كبستهم على غرة فقتلتهم وان كانوا محتزبين فما يمكنهم ان يطوفوا خلفي في الصحارى ولا تحملهم الاقامة في اماكنهم فانت تنفق الاموال وتكلف الرجال الاخطار وانا سليم من ذلك وهيبتك تتخرق في الاطراف كلما جرى عليك هذا فان اخترت بعد محاربتي فاستخرت الله وان امسكت فذلك اليك ثم سيرني وانفذ معي عدة الى الكوفة وسرت منها الى الحضرة ودخلت الى المتعضد فاخبرته بما قال في خلوة فرأيته يتمعط في جلده غيظا حتى ظننت انه سيسير اليه بنفسه وخرجت فما رأيته بعد ذلك ذكره قال القاضي كأنه عرف صدق قوله فكف عنه
أنبأنا محمد بن ابي طاهر قال حدثني خفيف السمرقندي حاجب المعتضد قال كنت واقفا بحضرة المعتضد اذ دخل بدر وهو يبكي وقد ارتفع الصراخ من دار عبيد الله

ابن سليمان عند موته فأعلم المتعضد الخبر فقال او قد صح الخبر وهي غشية قال بل قد توفي وشد لحياه فرأيت المعتضد قد سجد فأطال السجود فلما رفع رأسه قال له بدر والله يا امير المؤمنين لقد كان صحيح الموالاة مجتهدا في خدمتك عفيفا عن الاموال قال فظننت يا بدر أني سجدت سرورا بموته انما سجدت شكرا لله تعالى اذ وفقني فلم اصرفه ولم اوحشه ولي في حب ورثته ما خلفه عليهم من كسبه معي ما لعله قيمة الفي الف دينار وقد علمت على اخذ ذلك منهم وان استوزر احد الرجلين اما جرادة وهو اقوى الرجلين في نفسي لهيبته في قلوب الجيش والاخر احمد بن محمد بن الفرات وهو اعرف بمواقع المال فقال له بدر يا مولاي غرست غرسا حتى اذا ما اثمر قلعته انت ربيت القاسم بدر الف خدمتك عشر سنين وعرف ما يرضى حاشيتك وجرادة رجل منكر ويخرج من الحبس جائعا وابن الفرات لا هيبة له في النفوس وانما يصلح ان يكون بحضرة وزير يمشي له امر المال ومال القاسم وورثته لك أي وقت اردته اخذته فراجعه المعتضد وبين له فساد هذا الرأي فعدل عن المناظرة الى تقبيل الارض مرات فقال له المعتضد قد اجبتك فامض الى القاسم فعزه ثانية وبشره بتقرير رأيي على استبرائه ليسلو عن مصابه ومره بالبكور الى الخلع فولى بدر فخرجت معه فدعاني المعتضد فعدت فقال ارأيت ما جرى قلت نعم فقال والله لا يقتل بدرا غير القاسم فما تم للقاسم التدبير مع المكتفي حتى قتل بدرا قال خفيف رحم الله المعتضد كأنه نظر هذا من وراء ستر قال المصنف وسيأتي كيفية قتل بدر في ولاية المتكفي بالله وقال عبيد الله بن سليمان كنت يوما بحضرة المعتضد وخادم من خدمه بيده المذبة فبينا هو يذب اذ ضرب بالمذبة قلنسوة المعتضد فسقطت فكدت اختلط اعظاما للحال والمعتضد على حاله لم يتغير ولم ينكر شيئا ثم دعا غلاما فقال له هذا الغلام قد نعس فزد في عدد خدم المذبة ولا تنكر عليه بفعله قال عبيد الله فقبلت الارض وقلت والله يا امير المؤمنين ما سمعت يمثل هذا ولا ظننت ان حلما يسع مثله ثم دعوت له فقال هل يجوز غير هذا

أنا أعلم ان هذا الناعس لو دار في خلده ما جرى لذهب عقله وتلف وإنما ينبغي أن يلحق الإنكار بالمتعمد لا بالساهي والغالط
وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أن المعتضد أراد تجهيز جيش فعجز عن ذلك بيت مال العامة فأخبر بمجوسي له مال عظيم فاستدعاه يستقرض منه وقال أنا نعيد العوض فقال مالي بين يدي أمير المؤمنين فليأخذ ما يشاء فقال من أين وقعت بنا إننا نرد العوض فقال يا أمير المؤمنين يأتمنك الله تعالى على عباده وبلاده فتؤدي الأمانة وتفيض العدل وتحكم بالحق وأخافك على جزء من مالي فدمعت عيناه فقال انصرف قد وفر الله عز و جل مالك وأغنانا عن القرض منك ومتى كانت لك حاجة فحجابنا مرفوع عنك ولم يستقرض منه شيئا فلما ولي المعتضد لم يكن في بيت المال إلا قراريط والحضرة مضطربة والأعراب عائثة فأصلح الأمورحمي البيضة وبالغ في العمارة وانصف في المعاملة وأقتصد في النفقة فمات وفي بيت المال بضعة عشر ألف ألف دينار
وخرج يوما فعسكر بباب الشماسية ونهى أحد أن يأخذ من بستان أحد شيئا فأتى بأسود قد أخذ عذقا ممن بسرفتأمله فأمر بضرب عنقه ثم التفت إلى أصحابه فقال ويلكم تدرون ما تقوله العامة قالوا لا قال يقولون ما في الدنيا أقسى قلبا من هذا الخليفة ولا أقل دينا منه لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا قطع في ثمر ولا كثر والكثر الجمار فما رضي أن يقطع في هذا حتى قتل والله ما قتلت الأسود بسبب هذا ولكن لي معه خبر طريف أستأمن هذا من عسكر الزنج إلى أبي الموفق فخلع عليه ووصله فرأيته يوما وقد نازع رجلا في شيء فضربه بفاس فقطع يده فمات الرجل فحمله الناس إلى أبي الموفق فأهدر دم المقطوع اليد وأطلق الأسود ليتألف الزنج بذلك الفعل فاغتظت وقلت ترى أتمكن من قتل هذا الأسود وأنفذ حد الله عز و جل فوالله ما وقعت عيني عليه إلا في هذه الساعة فقتلته بذلك الرجل ورفع إلى المعتضد أن قوما يحتمون ويرجعون ويخوضون في الفضول وقد تفاقم فسادهم فرمى بالرقعة إلى وزيره عبيد الله بن سليمان فقال

الراي صلب بعضهم وأحرق بعضهم فقال والله لقد بردت لهيب غضبي بقسوتك هذه ونقلتني إلى اللين من حيث أشرت بالحرق وما علمت أنك تستجير هذا في دينك أما علمت أن الرعية وديعة الله عند سلطانها وأن الله تعالى سائله عنها أما ترى أن أحدا من الرعية لا يقول ما يقول إلا الظلم قد لحقه أو لحق جاره أو داهية من بيت المال ومن كان يخرجه هذا إلى فخوفه ففعل فصلحت الأحوال وكان للمعتضد جارية يحبها وتحبه غاية المحبة فماتت فجزع عليها جزعا منعه من الطعام الشراب فقال
... يا حبيبا لم يكن يعد له عندي حبيب ... أنت عن عيني بعيد ومن القلب قريب ... وخيالي منك مذغبن خيال ما يغيب ... ليس لي بعدك في شيئ من اللهو نصيب ... لي دمع ليس يعصيني وصبرا ما يجيب ... لك من قلبي على قلبي وإن بنت رقيب ... لو تراني كيف لي بعدك عول ونحيب ... وفؤادي حشوة من حرق الحزن لهيب ... لتيقنت بأني بك محزون كئيب ... ما أرى نفسي وإن وطئتها عنك تطيب ...
وله
... لم أبك للدار ولكن لمن ... قد كان فيها مرة ساكنا ... فخانني الدهر بفقد أنه ... وكنت من قبل له آمنا ... ودعت صبري عند توديعه ... وسار قلبي معه ظاعنا ...
فقال له عبيد الله بن سليمان مثلك يا امير المؤمنين تهون عليه المصائب لأنه يجد من كل فقيد خلفا ويقدر على ما يريد والعوض منك لا يوجد ولا ابتلى الله عز و جل

الإسلام بفقدك وعمره ببقائك فقد قال الشاعر في المعنى الذي ذكره
... يبكي علينا ولا نبكي علىأحد ... أنا لأغلظ أكبادا من الإبل ...
فضحك المعتضد وعاد إلى عاداته قال أبو عبد الله الإبل توصف بغلظ الأكباد وقال ثعلب الناس في الإبل على ضد هذا لأنهم يصفونها بالرقة والحنين وقال عبد الله بن المعتز يعزي المعتضد في هذه الجارية
يا إمام الهدى بنا لابك الغم ... أفنيتنا وعشت سليما ... أنت علمتنا علىالنعم الشكر وعند الممصائب التسليما ... فاسأل عما مضى فإن التي كا ... نت سرور أصارت ثوابا عظيما ... قد رضينا بأن نموت وتحيا ... إن عندي في ذاك حظا جسيما ... من يمت طائعا لديك فقد أعطي نورا ومات موتا كريما ...
ولليتين خلتا من شعبان في هذه السنة قدم على المعتضد رسول عمرو بن الليث بهدايا وسأل ولاية خراسان فوجه المعتضد عيسى النوشري مع الرسول ومعه خلع ولواء عقدة له على خرسان فوصلوا إليه في رمضان وخلع عليه ونصب اللواء في صحن داره ثلاثة أيام
وفي شوال قدم الحسين بن عبد الله الجصاص من مصر رسولا لخماروية ومعه هدا يا من العين عشرين جملا على بغال وعشرة من الخدم وصندوقان فيهما طارئف وعشرون رجلا على عشرين نجيبا بالسروج المحلاة ومعهم جرار فضة وعليهم أقبية الديباج والمناطق المحلاة وسبع عشرة دابة بسروج ولجم منها منها خمسة بذهب واليباقي بفضة وسبعة وثلاثون دابة بحلال مشهرة وخمسة أبغل وزرافة فخلع المعتضد على إبن الجصاص وعلى سبعة نفر معه وسعى ابن الجصاص في تزويج ابنت خمارويه من على بن المعتضد فقال المعتضد أنا اتزوجها فتزوجها وحج بالناس في السنة هارون بن محمد الهاشمي وهي آخر حجة حجها وحج بالناس ست عشر سنة من سنة أربع وستين إلى هذه السنة

ذكر من توفي في هذه السنة من الآكابر
266 - أحمد المعتمد علىالله أمير المؤمنين
إبن المتوكل توفي ليلة الإثنين لأحدى عشرة ليلة بقيت من رجب هذه السنة فجاءه وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام
267 - حمد بن أبي خيثمة
إبن زهير بن حرب بن شداد أبو بكر نسائي الأصل سمع عفان بن مسلم وأبا نعيم وخلقا كثيرا وكان ثقة عالما متقنا حافظا أخذ علم الحديث عن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلم النسب عن مصعب بن الزبير وأيام الناس عن أبي الحسن المدائني والأدب عن محمد بن سلام الجمحي وصنف تاريخا مستوفى كثير الفوائد روى عنه البغوي وإبن صاعد وإبن أبي داود وإبن المنادي وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة وهو أبن أربع وتسعين سنة
268 - إبراهيم بن عبد الرحيم بن عمرو
أبو إسحاق ويعرف بإبن دنوقا سمع محمد بن سابق وأبا معمر الهذلى وغيرهما روى عنه إبن صاعد وأبو الحسين إبن المنادي وقال الدارقطني هو ثقة أخبرنا القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا موسى بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرىء على إبن المنادي وأنا أسمع قال إبراهيم بن عبد الرحيم محي السنة صدوق في الرواية كتب الناس عنه فأكثروا مات يوم الخميس لسبع خلون من جمادي الأولى من هذه السنة
269 - جعفر بن محمد بن الحسين بن زياد
أبو الحسين الزعفراني من أهل الري قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن المنذر الخزامي وسريح بن يونس وغيرهما روى عنه إبن مخلد وابن قانع وأبو بكرالشافعي قال الدارقطني هو ثقة صدوق توفي بالري في ربيع الأول من هذه السنة

جعفر بن محمد بن شاكر
أبو محمد الصائغ سمع من عفان وقبيصة وأبي نعيم وغيرهم روى عنه إبن صاعد وإبن مخلد وابو الحسين بن المنادي والنجاد وأبو بكر الشافعي وكان عابدا زاهدا ثقة صدوقا متقنا ضابطا وانتفع به خلق كثير وأكثر الناس عنه لثقته وصلاحه بلغ تسعين سنة غير أشهر يسيرة وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة ودفن في مقابر باب التوبة ببغداد
271 - خاقان أبو عبد الله الصوفي أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال ذكر أبو نعيم الحافظ أنه كان من كبار الصوفية البغداديين وقال لي سمعت أبي يقول سمعت جعفر الحذاء الشيرازي وذكر خاقان فقال كان ذاكرا مات وذكر إبن فضلان الرازي قال كان أبي أحد الباعة ببغداد وكنت على سرير حانوته جالسا فمر إنسان طننت أنه من فقراء البغداديين وأنا حينئذ لم أبلغ الحلم فجذب قلبي فقمت وسلمت عليه ومعي دينار فدفعته إليه فتناوله ومضى ولم يقبل علي فقلت في نفسي ضيعت فتبعته حتى إنتهى إلى مسجد الشونيزيه فراى فيه ثلاثة من الفقراء فدفع الدينار إليهم واستقبل هو القبلة يصلي فخرج الذي أخذ الدينار وانا أتبعه وراءه أرقبه فاششترى طعاما فحمله يأكله الثلاثة والشيخ مقبل على صلاته يصلي فلما فرغوا أقبل عليهم فقال أتدرون ما حسبني عنكم قالوا لا يا أستاذ قال شاب ناولني الدينار فكنت أسأل الله تعالى أن يعتقه من رق الدنيا وقد فعل فلم أتمالك أن قعدت بين يديه وقلت صدقت يا أستاذ وكان هذا الشيخ خاقان
172 - عبد الرحمن بن زاهر بن خالد
أبو الحسين الأعور هروى الأصل حدث عن أبي نعيم الفضل بن دكين روى عنه إبن مخلد وإسماعيل الصفار وكان ثقة وتوفي في هذه السنة

273 - محمد بن زاهر أبو جعفر الكاتب سمع أبا نعيم وابا الوليد الطيالسي ومسددا والشاذكوني وغيرهم روى عنه أبو بكر الشافعي وغيره وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة وقد بلغ الثمانين وكان عند الناس مقبولا
274 - محمد بن إسرائيل بن يعقوب
أبو بكر الجوهري سمع محمد بن سابق ومعاوية بن عمرو وعمرو بن حكام وغيرهم روى عنه القاضي المحاملي وأحمد بن كامل وأبو بكر الشافعي وغيرهم وكان ثقة وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة وقيل في
سنة ثمانين
275 - نصر بن أحمد بن أسد بن سامان
وكان سامان مع أبي مسلم صاحب الدعوة وهو جد السامانية وكان ينتسب إلى الأكاسرة ويقول إنه من ولد بهرام بن ارذشير بن سابور توفي وخلف إبنه أسدا وكان إبنه في جملة علي بن عيسى بن هامان حين ولاه الرشيد خراسان وتوفي أسد في ولايته وترك خراسان ونوحا وأحمد وبحر بن أسد الشاش وأشروسنة وإلياس هراة وكان أحمد احسنهم سيرة تولى في ولاية عبد الله بن طاهر فتوفي وخلف سبعة بنين وأوصى إلى إبنه نصر بن أحمد ما كان إلى أبيه من سمرقند والشاش وفرغانة وولي أخاه إسماعيل بخارا واعماها وهؤلاء يسمون السامانية وتوفي نصر بن أحمد في جمادي الأخرة من هذه السنة بسمرقند وكان أديبا فاصلا
سنة
ثم دخلت سنة ثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها أن المعتضد أخذ محمد بن الحسين بن سهل المعروف بشيلمة وكان شيلمة مع صاحب الزنج إلى آخر أيامه ثم لحق بأبي أحمد في الأمان فرفع عنه إلى

المعتضد أنه يدعو إلى رجل لو يوقف على إسمه وأنه قد أفسد جماعة فأخذه المعتضد فقرره فلم يقرر وسأله عن الرجل الدي يدعو إليه فقال لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه فقتله وصلبه لسبع خلون من المحرم
ولليلة خلت من صفر شخص المعتضد من بغداد يريد بني شيبان فقصد الموضع الذي كانوا يتخذونه معقلا فأوقع بهم وقتل وسبى وكان معه دليل طيب الصوت وكان يأمره أن يحدو به فأشرفوا على جبل يقال له نوباذ فأنشد الأعرابي
... واجهشت للنوباذ لما رأيته ... وهلل للرحمن حين رآني ... وقلت له أين الذين عهدتهم ... بظلك في خفض وأمن زمان ... فقال مضوا واستخلفوني مكانهم ... ومن ذا الذي يبقى على الحدثان ...
فتغرغرت عين المعتضد وقال ما سلم احد من الحدثان ودخل بيوت الأعراب في عدة قليلة فلحقه بدر فقال لو عرفك الاعراب عجوزا واقدموا عليك كيف كانت تكون حالك فقال لو عرفوني تغرقوا اما علمت ان الرصافية وحدها عشرون الفا واصطفى المعتضد من الاعراب عجوز فصيحة فجاءت يوما فجلست فقال لها الحاجب فومي الى ان نأمرك تجلسين بين يدي امير المؤمنين فقالت ان لم تعرفني ما اعمل ثم قامت فتغافل عنها المعتضد فقالت اقيام الى الابد فمن ينقص الامد فضحك وامرها بالجلوس
وفي هذه السنة وجه يوسف بن ابي الساج اثنين وثلاثين نفسا من الخوارج من طريق الموصل فضربت اعناق خمسة وعشرين منهم وصلبوا وحبس باقيهم
وفيها ورد الخبر بغزو اسمعيل بن احمد بلاد الترك وقتله خلقا كثيرا من الترك وافتتاحه مدينة ملكهم واسره اياه وامرأته خاتون ونحو عشرة آلاف وقتل منهم

خلقا كثيرا وغنم دواب كثيرة واصاب الفارس من المسلمين من الغنيمة في المقسم الف درهم
وفي ذي الحجة ورد كتاب من دبيل ان القمر قد انكسف في شهر شوال لاربع عشرة خلت منه ثم تجلى في آخر الليل فأصبحوا صبيحة تلك الليلة والدنيا مظلمة ودامت الظلمة عليهم فلما كان عند العصر هبت ريح سوداء شديدة فدامت الى ثلث الليل فلما كان ثلث الليل زلزلوا فأصبحوا وقد ذهبت المدينة فلم ينج من منازلها الا اليسير قدر مائة دار وانهم دفنوا الى حين كتبوا الكتاب ثلاثين الف نفس يخرجون من تحت الهدم ويدفنون وانهم زلزلوا بعد الهدم خمس مرات وقيل انه اخرج من تحت الهدم خمسون ومائة الف انسان ميت
وامر المعتضد بتسهيل عقبة حلوان فسهلت وغرم عليها عشرون الف دينار وكان الناس يلقون منها مشقة شديدة
وفي هذه السنة زاد المعتضد في جامع المنصور ودار المنصور وفتح بينهما سبعة عشر طاقا وحول المنبر والمحراب والمقصورة الى المسجد الجديد وتولى ذلك يوسف بن يعقوب القاضي فبلغت النفقة عشرين الف دينار اخبرنا عبد الرحمن ابن محمد اخبرنا احمد بن علي بن ثابت قال انبأنا علي بن مخلد اخبرنا اسمعيل بن علي قال اخبر المعتضد بالله بضيق المسجد الجامع بالجانب الغربي في مدينة المنصور وان الناس يضطرهم الضيق الى ان يصلوا في المواضع التي لا تجوز في مثلها الصلاة فأمر بالزيادة فيه من قصر المنصور فبنى مسجدا على مثال المسجد الاول في مقداره او نحوه ثم فتح في صدر المسجد العتيق ووصل به فاتسع به الناس وكان الفراغ منه في هذه السنة قال الخطيب وزاد بدر مولى المعتضد من قصر المنصور المسقطات المعروفة بالبدرية في ذلك الوقت
وفي هذه السنة امر المعتضد ببناء القصر الحسني وهو دار الخلافة الآن وهو اول من سكنها من الخلفاء
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت قال حدثني هلال بن المحسن قال كانت دار الخلافة التي على شاطيء

دجلة تحت نهر معلى قديما للحسن بن سهل ويسمى القصر الحسني فلما توفي صار لبوران ابنته فاستنزلها المعتضد بالله عنها فاستنظرته اياما في تفريغها وتسليمها ثم رمتها وعمرتها جصصتها وبيضتها وفرشتها بأجمل الفرش واحسنه وعلقت اصناف الستور على ابوابها وملأت خزائنها بكل ما يخدم الخلفاء به ورتبت فيها من الخدم والجواري ما تدعو الحاجة اليه فلما فرغت من ذلك انتقلت وراسلته بالانتقال فانتقل المعتضد الى الدار فوجد ما استكثره واستحسنه ثم استضاف المعتضد الى الدار مما جاورها كل ما وسعها به وكبرها وعمل عليها سورا جمعها به وحصنها وقام المكتفي بالله بعده بيناء التاج على دجلة وعمل وراءه من القباب والمجالس ما تباهي في توسعته وتعليته ووافى المقتدر بالله وزاد في ذلك واوفى مما انشأه واستحدثه وكان الميدان والثريا وحير الوحوش متصلا بالدار قال الخطيب كذا ذكر لي هلال بن المحسن ان بوران اسلمت الدار الى المعتضد وذلك عير صحيح لان بوران لم تعش الى وقت المعتضد ويشبه ان يكون سلمت الدار الى المعتمد والله اعلم
اخبرنا عبد الرحمن بن محمد اخبرنا ابو بكر احمد بن علي قال حدثني هلال بن المحسن قال حدثني نصر خو اشاذه خازن عضد الدولة قال طفت دار الخلافة عامرها وخرابها وحريمها وما يجاورها ويتاخمها فكان ذلك مثل مدينة شيراز قال هلال ابن المحسن وسمعت هذا من جماعة عارفين خيرين ثم ان المعتضد استو ببغداد وكان يرى دخان الاسواق يرتفع فيقول كيف يفلح بلد يخالط هواءه هذا فامر ان لا يزرع الارز حول بغداد ولا يغرس النخل ثم خط الثريا وبناها ووصلها بقصر الحسنى وانتقل اليها وامر ان تنقل اليه سوق فضج الناس من هذا فاعفاهم وقال من اراد ربحا فسيجيء طائعا وكان يمدح الثريا ويقول انا على سريري اخاطب وزيري وصيد البر والبحر يصاد بين يدي وبنى ابنية جليلة ببراز الروز فلما اعتل في آخر ايامه طلب صحة الهواء فأمر ان يبنى له قصر فوق الشماسية فابتيع ما للناس هناك من الدور ومات قبل ان يستتم البناء فقال الناس ما احدث

المعتضد شيئا قط يخالف الحق الا اخذ دور الشماسية واجبار اهلها على البيع وفي سنة ثمانين امر المعتضد ببناء مطامير في قصر الحسنى رسمها للصنع فبنيت محكمة وجعلها محابس الاعداء وكان الناس يصلون الجمعة في الدار وليس هناك رسم مسجد انما يؤدون للناس في الدخول وقت الصلاة ويخرجون عند انقضائها
وورد في ذي الحجة كتاب احمد بن عبد العزيز علي المعتضد بالله انه هزم رافع ابن هرثمة واخذ منه ثمانين الف دابة وبغل
وحج بالناس في هذه السنة ابو بكر محمد بن هارون المعروف بابن ترنجة
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 276 - احمد بن محمد
ابن عيسى بن الازهر ابو العباس البرتي القاضي حدث عن مسلم بن ابراهيم وابي الوليد الطيالسي وابي سلمة التبو ذكي وابي نعيم الفضل بن دكين في خلق كثير من البغداديين والكوفيين والبصريين وكان ثقة وصنف المسند واخذ الفقه عن ابي سليمان الجوزجاني صاحب محمد بن الحسن وولى القضاء بواسط وقطعه من اعمال السواد ثم ولي القضاء بالشرقية في ايام المعتمد فبعث اليه الموفق والى اسمعيل بن اسحاق وقد عزم على الانحدار الى البصرة ان يعرضاه ما في ايديهما من الوقوف فحمل اليه اسمعيل ما كان قبله واستنظر ابو العباس البرتي ثلاثة ايام ليجمع المال وعمد الى ما كان في يده فدفعه الى من أمن منه رشدا ممن هو له والى الامناء الذين يثق بهم فلما طولب بالمال قال سملته الى اهله وما بقي عندي منه شيء فصرف عن القضاء بهذا السبب وحكى ابن صاعد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام ودخل عليه ابو العباس فقام اليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فصافحه وقبل بين عينيه وقال مرحبا بالذي يعمل ببنتي واثري ثم لزم البرتي بيته واشتغل بالتعبد وتوفي بالجانب الغربي من مدينة السلام في ذي الحجة

من هذه السنة
277 - احمد بن ابي عمران
واسمه موسى بن عيسى ابو جعفر الفقيه البغدادي احد اصحاب الرأي اخذ الفقه عن محمد بن سماعة واضرابه ونزل مصر وحدث بها عن عاصم بن علي وعلي بن الجعد ومحمد بن الصباح وغيرهم وكان استاذ ابي جعفر الطحاوي وكان ضريرا قال ابو سعيد بن يونس حدث بحديث كثير من حفظه وكان ثقة وتوفي في محرم هذه السنة
278 - ابراهيم بن منصور ابو يعقوب الصوري
خراساني قدم مصر وحدث بها وتوفي في هذه السنة
279 - جعفر بن احمد بن معبد الوراق
حدث عن عاصم بن علي ومسدد وروى عنه ابن مخلد وابن السماك وابو بكر الشافعي وتوفي في هذه السنة
280 - حامد بن سهل بن سالم
ايو جعفر يعرف بالثغري سمع معاذ بن فضالة وخالد بن خداش وروى عنه ابن صاعد وابن مخلد وابن السماك وابو بكر الشافعي قال الدراقطني كان ثقة وتوفي في جمادي الاخرة من هذه السنة
281 - زكريا بن ايوب
ابو يحيى من اهل انطاكية قدم مصر وحدث بها وتوفي في رمضان هذه السنة وكان ثقة ثبتا صالحا
سنة ثم دخلت سنة احدى وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيهاان المسلمين دخلوا بلاد الروم ففتحوا بعضها ثم عادوا فغزوهم

فغنموا وظفروا وفيها غارت المياه بالري وطبرستان واصاب الناس بعد ذلك جهد جهيد وقحط حتى اكل الناس بعضهم بعضا واكل انسان منهم ابنته
ولليلتين خلتا من رجب شخص المعتضد الى الجبل فقصد ناحية الدينور وقلد ابا محمد علي بن المعتضدالري وقوين وزنجان وابهر وقم وهمذان والدينور وقلد عمر بن عبد الغزيز ابي دلف اصبهان ونهاوند والكرج وتعجل المعتضد الانصراف من اجل غلاء الاسعار وقلة الميرة فوافى المعتضد بالله بغداد يوم الاربعاء لست خلون من رمضان
ولست بقين من ذي القعدة خرج المعتضد الى الموصل عامدا لحمدان بن حمدون وذلك انه بلغة انه مال الى هارون الشاري ودعا له المعتضد بنواحي صل كتب الى اسحاق بن ايوب والى حمدان ان يتلقياه فاسرع اسحاق وتحصن حمدان في قلاعه وورد كتاب المعتضد يذكر ان الله نصره على الاكراد والاعراب فقتل منهم خلقا كثيرا ثم خرج المعتضد عامد القلعة ماردين وكانت في يد حمدان فهرب وخلف ابنه فنزل المعتضد عليها وحاربهم من فيها يومهم فلما كان من الغد ركب المعتضد وصعد القلعة حتى قرب من الباب حتى صاح يا حمدان فاجابه فقال افتح الباب ففتحه فقعد المعتضد في الباب ونقل ما في القلعة ثم امر بهدمها فهدمت وحمل خمارويه بن احمد ابنته الى المعتضد وقد كان المعتضد تزوجها في آخر رمضان هذه السنة بعثها مع ابن الجصاص وبعث معه بعد كل شيء عمله مائة الف دينار وقال لعل بالعراق مما نحتاج اليه ما ليس عندنا فاشتر شئيا ان اردت بهذه فما اشترى شيئا
وحج بالناس في هذه السنة محمد بن هارون واصاب الحاج بالاجفر مطر عظيم مات منهم بشر كثير وكان الرجل يغرق في الوحل فلا يقدر احد على اخراجه


ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 282 - احمد بن سهل بن الربيع
بن سليمان الاخميمي
كان مقبولا عند القضاة وحدث عن يحيى ين بكير وغيره وتوفي في هذه السنة
283 - اسحاق بن ابراهيم
المعروف بابن الجبلي
يكنى ابا القاسم ولد سنة اثنتي عشرة ومائتين وسمع منصور بن ابي مزاحم وطبقته ولم يحدث الابشيء يسير وكان يذكر بالفهم ويوصف بالحفظ ويفتي الناس بالحديث ويذاكر وتوفي في ربيع الاخر من هذه السنة وصلى عليه ابراهيم الحربي
284 - عبد الله بن محمد بن عبيد
ابن سفيان بن قيس ابو بكر القرشي المعروف بابن ابي الدنيا مولى بني امية ولد سنة ثمان ومائتين وسمع ابراهيم بن المنذر الحزامي وخالد بن خداش وعلي بن الجعد وخلقا كثيرا وقد ادب غير واحد من اولاد الخلفاء منهم المعتضد وعلي بن المعتضد وكان يجري له في كل شهر خمسة عشر دينارا وكان يقصد حديث الزهد والرقائق وكان لاجلها يكتب عن البرجلاني ويترك عفان بن مسلم وكان ذا مروءة ثقة صدوقا صنف اكثر من مائة مصنف في الزهد قال ابو علي صالح بن محمد الحافظ الا انه كان يسمع من انسان يقال له محمد بن اسحاق البلخي وكان ذلك يضع للكلام اسنادا ويروى احاديث مناكير قال المصنف قد روى ابن ابي الدنيا عن محمد بن اسحاق بن يزيد بن عبيد الله الضبي وقد ذكره ابن ابي حاتم في الكذابين وقد ذكرنا وفاته في سنة ست وثلاثين ومائتين وروى ابن ابي الدنيا عن محمد بن

اسحاق اللؤلؤى البلخي ولم يكن بثقة وقد ذكرنا وفاته في سنة اربعة واربعين ومائتين اخبرنا ابن ناصر اخبرنا ابو غالب محمد بن ابراهيم بن محمد الصقلي حدثنا واقد بن بن الخليل الخليلي اخبرنا ابي قال حدثني محمد بن عبد الواحد حدثنا عبد الله بن محمد الخطيب قال حدثني علي بن ابراهيم حدثنا عمر بن سعد القرطسي قال كنا على باب ابن ابي الدنيا ننتظر خروجه فجاءت السماء بمطر فأتتنا جارية برقعة فقرأتها فاذا فها مكتوب ... انا مشتقاق الى رؤيتكم ... يا اخلائي وسمعي والبصر ... كيف انساكم وقلبي عندكم ... حال فيما بيننا هذا المطر ...
توفي في جمادي الاخرة من هذه السنة وصلى عليه يوسف بن يعقوب ودفن في الشونيزيه وبلغ من العمر نيفا وسبعين سنة
سنة 282
ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين ومائتين فمن الحوادث فيها ان المعتضد امر بانشاء الكتب الى العمال بترك افتتاح الخراج في النيروز الذي هو نيروز العجم وتأخير ذلك الى اليوم الحادي عشر من حزيران وسمي ذلك النيروز المعتضدي فانشئت الكتب بذلك من الموصل والمعتضد يها وانما اراد الترفيه على الناس والترفق بهم

وفي هذه السنة قدم ابن الجصاص من مصر ببنت ابي الجيش خمارويه بن احمد التي تزوجها المعتضد ومعها احد عمومتها وكان دخوله بغداد يوم الاحد لليليتن خلتا من المحرم وادخلت الحرة ليلة الاحد فنزلت في دار صاعد وكان المعتضد غائبا بالموصل ثم نقلت الى المعتضد لاربع خلون من ربيع الاول فنودي في جانبي بغداد ان لا يعبر احد دجلة في يوم الاحد غلقت ابواب الدروب التي يلين الشط ومد على الشوارع التي تلين دجلة النافذة اليها شراع ووكل بخافتي دجلة من يمنع الناس ان يظهروا في دورهم على الشط فلما صليت العتمة وافت سفينة من دار المعتضد فيها خدم معهم الشمع فوقفت بازاء دار صاعد وكانت قد اعدت اربع حراقات وصارت تلك السفينة بين ايديهم واقامت الحرة يوم الاثنين في دار المعتضد وجليت عليه يوم الثلاثاء لخمس خلون من ربيع الاول
وفيها شخص المعتضد الى الجبل فبلغ الكرج واخذ اموال ابن ابي دلف وكتب الى عمر بن عبد العزيز بن ابي دلف يطلب منه جوهرا كان عنده فوجه به اليه وتنحى من بين يديه
وفيها وجه محمد بن زيد العلوي من طبرستان الى محمد بن ورد القطان اثنين وثلاثين الف دينار ليفرقها على العلوية بالحرمين والكوفة وعلى من في بغداد فسعى به فاحضر بدرا وسئل عن ذلك فذكر انه يوجه اليه في كل سنة بمثل هذا المال فيفرقه على من يأمره بالتفرقة عليه من العلويين فأعلم بدر المعتضد بذلك واخبره ان الرجل والمال عندنا فما ترى وما تأمر فقال اما تذكر الرؤيا التي خبرتك بها فقال لا يا امير المؤمنين فقال ان الناصر دعاني فقال اعلم ان هذا الامر سيصير اليك فانظر كيف تكون مع ال علي بن ابي طالب عليه السلام ثم قال رأيت في النوم كأني خارج من بغداد اريد ناحية النهر وان اذ مررت برجل واقف على تل يصلي لا يلتفت الى فعجبت منه ومن قلة اكتراثه بعسكري مع تشوف الناس الى العسكر فاقبلت اليه حتى وقفت بين يديه فلما فرغ من صلاته قال لي اقبل فأقبلت اليه فقال اتعرفني قلت لا قال انا علي بن

ابي طالب خذ هذه المسحاة فاضرب بها في الارض فأخذتها فضربت ضربات فقال انه سيلي من ولدك هذا الامر بقدر ما ضربت فأوصهم بولدي خيرا قال بدر فقلت بلى يا امير المؤمنين قد ذكرت قال فأطلق الرجل واطلق المال وتقدم اليه ان يكتب الى صاحب طبرستان ان يوجه اليه ما يوجهه ظاهرا ويفرقه طاهرا وتقدم بمعونة هذا على ما يريد من ذلك
وفيها قدم ابراهيم بن احمد الماذرائي لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة من دمشق على طريق البرفوا في بغداد في احد عشر يوما فاخبر المعتضد ان خمارويه ذبحه بعض خدمه على فراشه وكان قد بعث مع ابن الجصاص الى خمارويه هدايا فأرسل اليه فرده من الطريق وولى بعد خمارويه ابنه جيشا فقتلوه وانتهبوا داره واجلسوا اخاه هارون بن خمارويه فتقرر انه يحمل الى خزانة المعتضد في كل سنة الف الف دينا وخمسمائة ألف دينار فلما ولى المكتفى عزله وولى محمد بن سليمان الواثقي فأخذ اموال آل طولون وكان هذا اخر امرهم وحج بالناس في هذه النسة المتقدم ذكره
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 285 - احمد بن داود بن موسى
ابو عبد الله السدوسي ويعرف بالمالكي وكان ثقة اقام بمصر وتوفي بها في صفر هذه السنة
286 - اسمعيل بن اسحاق بن اسمعيل
ابن حماد بن زيد بن درهم ابو اسحاق الازدي مولى جرير بن حازم من اهل البصرة ولد سنة تسع وتسعين ومائة وقيل سنة مائتين ونشأ بالبصرة وامتد عمره فحملت عنه علوم كثيرة وسمع محمد بن عبد الله الانصاري ومسلم بن ابراهيم الفراهيدي والقعنبي وابن المديني وغيرهم وروى عنه البغوي ابن صاعد وابن الانباري وغيرهم وكان فاضلا متقنا فقيها على مذهب مالك وشرح مذهبه

ولخصه واحتج له وصنف المسند وكتباعدة في علوم القرآن وجمع حديث مالك ويحيى بن سعيد وايوب السختياني وولى القضاء في خلافة المتوكل لمامات سوار ابن عبد الله وكان قاضي القضاة حينئذ بسر من رآى ابو جعفر بن عبد الواحد الهاشمي فأمره المتوكل ان يولى اسمعيل قضاء الجانب الشرقي من بغداد فولاه سنة ست واربعين ومائتين وجمع له قضاء الجانبين بعد ذلك سبع عشرة سنة ولم يزل قاضيا على عسكر المهتدي الى سنة خمس وخمسين ومائتين فان المهتدي قبض على حماد بن اسحاق اخي اسمعيل وضرب بالسياط واطاف به على بغل بسر من رآى لشيء بلغه عنه وصرف اسمعيل بن اسحاق عن الحكم واستتر وكان قاضي القضاء بسر من رآى الحسن بن محمد بن عبد الملك بن ابي الشوارب ثم صرف عن القضاء في هذه السنة وولى القضاء عبد الله بن نائل بن نجيح ثم رد الحسن بن محمد في هذه السنة الى القضاء ثم استقضى المهتدي على الجانب الشرقي القاسم بن المنصور التميمى نحو سبعة أشهر ثم قتل المهتدى فأعاد المعتمد اسمعيل بن اسحاق على الجانب الشرقي ببغداد فس سنة ست وخمسين فلم يزل الى سنة ثمان وخمسين ثم سأل الموفق ان ينقله الى الجانب الغربي وكان على قضاء الجانب الغربي بالشرقية وهي الكرخ البرتي وعلى مدينة المنصور احمد بن يحيى فاجابه الى ذلك وكره ذلك القاضي القضاة ابن ابي الشوارب واجتهد في رد ذلك فما امكنه لتمكن اسمعيل من الموفق بالله فأجيب اسمعيل الى ما سأل ونقل البرتي الى قضاء الشرقية الى الجانب الشرقي واسمعيل على الغربي بأسره الى سنة اثنتين وستين ومائتين ثم جمعت بغداد بأسرها لاسمعيل بن اسحاق وصرف البرتي وقلد المدائن والنهروان وقطعة من اعمال السواد وكان ابن ابي الشوارب قد توفي فولى اخوه على بن محمد مكانه وكان يدعى بقاضي بقاضي القضاة وصار اسمعيل المقدم ذكره على سائر القضاة ولم يقلد قضاء القضاة الى ان توفي
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال اخبرني محمد بن احمد بن يعقوب اخبرنا

محمد بن نعيم الضبي قال سمعت محمد بن الفضل النحوي يقول سمعت ابا الطيب عبد الله بن شاذان يقول سمعت يوسف بن يعقوب بقول قرأت توقيع المعتضد الى عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير واستوص بالشيخين الخيرين القاضين اسمعيل بن اسحاق الازدي وموسى بن اسحاق الخطمي خيرا فانهما ممن اذا اراد الله بأهل الارض سوءا دفع عنهم بدعائهما
اخبرنا القزاز اخبرنا احمد بن علي الحافظ اخبرنا عبيد الله بن ابي الفتح اخبرنا اسماعيل بن سعيد العدل اخبرنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال سمعت ابا العباس المبرد يقول لما توفيت والدة اسمعيل بن اسحاق القاضي ركبت اليه اعزيه واتوجع له والفيت عند الجلة من بني هاشم والفقهاء والعدول ومستورى المدينة فرأيت من ولهه ما ابداه ولم يقدر على ستره وكل يعزيه وقد كاد لا يسلو فلما رأيت ذلك منه ابتدأت بعد التسليم فأنشدته ... لعمري لئن غال ريب الزما ... ن فينا لقد غال نفسا حبيبه ... ولكن علمي بما في الثوا ... ب عند المصيبة ينسى المصيبة ... فتفهم كلامي واسحسنة ودعا بدواة وكتبه ورأيته بعد قد انبسط وجهه وزال عنه ما كان فيه من تلك الكآبة وشدة الجزع توفي اسمعيل ليلة الاربعاء لثمان بقين من ذي الحجة من هذه السنة وقت صلاة العشاء الاخرة فحاءه
287 - اسمعيل بن محمد بن ابي كثير
ابو يعقوب الفارسي الفسوي سكن بغداد وحدث عن قتيبة وابن راهوية وغيرهما ورى عنه ابو بكر الشافعي وكان ثقة صدوقا وكان على قضاء المدائن وتوفي في شعبان هذه السنة
288 - بدر بن المنذر بن بدر
ابو بكر المغازلي واسمه احمد لكنه لقب ببدر فغلب عليه روى عنه النجاد وغيره وكان ثقة ويعد من الاولياء وكان صبروا وكان احمد بن حنبل يكرمه ويقول

من مثل بدر بدر قال قد ملك لسانه توفي بدر في جمادي الأولى من هذه السنة بالجانب الغربي
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمد الحسين السلمى قال أبو محمد الحربي كنت عند بدر المغازلي وكانت إمرأته باعت دارا لها بثلاثين دينارا فقال لها بدر نفرق هذه الدنانير في إخواننا ونأكل رزق يوم بيوم فأجابته إلى ذلك فقالت تزهد أنت ونرغب نحن هذا مالا يكون
289 - جعفر بن محمد
إبن أبي عثمان أبو الفضل الطيالسي سمع من عفان وعارم ومسدد ويحيى بن معين وغيرهم روى عنه إبن صاعد وإبن مخلد والنجاد وكان ثقة ثبتا صدوقا حسن الحفظ صعب الأخذ توفي ليلة الجمعة للنصف من رمضان هذه السنة
290 - جعفر بن محمد
إبن عبد الله بن بشر بن كزال أبو الفضل السمسار حدث عن عفان وأحمد بن حنبل وغيرهما روى عنه أبو بكر الشافعي قال الدارقطني ليس بالقوي وتوفي في شوال هذه السنة
291 - الحسين بن حميد بن ربيع إبن حميد بن مالك بن سحيم أبو عبد الله اللخمي الخزاز الكوفي قدم بغداد وحدث بها عن أبي نعيم الفضل بن دكين وغيره روى عنه أبو عمرو بن السماك وكان فهما عارفا له كتاب مصنف في التاريخ توفي في ذي الحجة من هذه السنة
292 - الحسين بن محمد بن عبد الرحمن
أبو علي الخياط صاحب بشر الحافي كتب الناس عنه شيئا من الحكايات وأطرافا من الحديث وتوفي في شوال هذه السنة

293 - الحارث بن محمد بن أبي أسامة
أبو محمد التميمي ولد في شوال سنة ست وثمانين ومائة وسمع علي بن عاصم ويزيد إبن هارون وروح بن عبادة وعفان بن مسلم روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وإبن جرير وإبن مخلد النجاد وأبو بكر الشافعي والخلدي وكان صدوقا ثقة وتوفي في يوم عرفة من هذه السنة وقد بلغ ستا وتسعين سنة
294 - خالد بن يزيد بن وهب إبن جرير بن حازم
أبو الهيثم الأردي حدث عن أبيه روى عنه محمد بن خلف بن المرزبان كان ينزل في مدينة المنصور ثم خرج إلى البصرة فتوفي بها في هذه السنة
295 - خمارويه بن أحمد بن طولون
عقدت له الولاية على مصر وأعمال أبيه عند موته فأنفذ الموفق إبنه المعتضد لمحاربته فالتقينا في شوال سنة أحدى وسبعين ومائتين بالصعيد فانكسر خمارويه وركب حمار هاربا ووضع أصحاب المعتضد بالله السلاح وهم يظنون أنهم لا طالب لهم فخرج كمين لخمارويه عليهم فانهزموا وذهب ما كان في العسكر من الأموال والسلاح ثم إن المعتضد تزوج بإبنة خمارويه وجاء بها إبن الجصاص فوج
ه المعتضد معهالى خماروية هدايا واودعه رسالة فشخص بها بن الجصاص فلما وصل سامرا وصل الخبر إلى المعتضد أن بعض خدم خمارويه ذبحه على فراشه في ذي الحجة سنة إثنتين وثمانين وكان عمره إثنتين وثلاثين سنة وقتل من أصحابه الذين اتهموا بقتله نيف وعشرون خادما
فضيل بن محمد بن المسيب
إبن موسى بن يزيد بن كسيان بن باذن وهو ملك اليمن الذي أسلم بكتاب

رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو محمد الشعراني كان أدبيا فقيها عابدا كثير الرحلة في طلب الحديث فهما عارفان بالرجال سمع بمصر والحجاز والشام والكوفة والبصرة وواسط الجزيرة وخراسان وسأل يحيى بن معين عن الرجال وسأل على بن المدني وأحمد بن حنبل وأخذ اللفة عن الأعرابي وقرأ القرآن على خلف بن هشام وكان ثقة صدوقا
297 - محمد بن أحمد بن حميد
إبن نعيم شماس مرزوي الأصل سمع عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وعبد الصمد إبن حسان وغيرهم أخبرنا عبد الرخمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي قال كان ثقة وذكره الدارقطني فقال لا بأس به وتوفي في هذه السنة
298 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد
إبن عمارة بن القعقاع أبو قبيصة الضبي روى عنه إبن السماك وأبو بكر الشافعي وكان ثقة وذكره الدارقطني فقال لا بأس به أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد إبن علي بن ثابت قال حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثناإسماعيل بن علي قال قال لنا أبو قبيصة تزوجت أم أولادي هؤلاء فلما كان بعد الأملاك بايام قصدتهم للسلام فاطلعت من شق الباب فرأيتها فأبغضتها وهي معى منذ ستين سنة قال إسماعيل كان هذا الشخ من درس مارأيناه للقرآن سألته عن أكثر ما قرأه في يوم من أيام الصيف الطوال وكان يوصف بكثرة الدرس وسرعته فامتنع فلم يخبرني فلم أزل حتى قال إنه قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال أربع ختمات وبلغ في الخامسة إلى براءة وأذن المؤذن العصر وكان من أهل الصدق توفي ي ربيع الأول من هذه السنة
299 - محمد بن القاسم بن خلاد
إبن ياسر بن سليمان أبو عبد الله الضرير مولى أبي جعفر المنصور فله ولاؤه ويعرف

بأبي العيناء وسبب ذلك أنه قال لأبي زيد كيف تصعر عيينا عينا قوال عيينا ياأبا العيناء ولد بالأهواز في أول سنة أحدى وتسعين ومائة ونشأ بالبصرة وقد سمع من أبي عاصم النبيل وأبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد وعمي بعد أربعين سنة وكان من أفصح الناس وأحفظهم وأسرعهم جوابا ومسنداته قلية والغالب على روايته الحكايات
أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أحمد بن على بن ثابت حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعدل أخبرنا احمد بن كامل القاضي حدثنا أبو العيناء قال أتيت عبد الله إبن داود الخريبي فقال ما جاء بك قلت الحديث قال إذهب فتحفظ القرآن قلت قد قرات القرآن قال إقرا واتل عليهم نبأ نوح فقرأت عليه العشر حتى أنفذته قال إذهب فتعلم الفرائض قلت قد تعلمت الجد والصلب والكبر قال فأيما أقرب إليك إبن أخيك أو إبن عمك قلت إبن أخي قال قال ولم قلت لأن أخي إبن أبي وإبن عمي من جدي قال إذهب الآن فتعلم العربية قلت قد علمتها قبل هذين قال لم قال عمر بن الخطاب حين طعن يال الله يال المسلمين لم فتح تلك وكسر هذه قال قلت فتح تلك اللام على الدعاء وكسر هذه على الدعاء والاستغاثة والإستنصار فقال لو حدث أحدا حدثتك
أخبرنا القزاز أخبرنا أحمد بن علي قال أخبرني علي بن أيوب القمى أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال أخبرني محمد بن يحيى حدثنا أبو العيناء قال الآن لي المتوكل قد اخترتك لمجالستي قلت لا أطيق ذلك ولا أقول ذلك جهلا بمالي في هذا المجلس من الشرف ولكني رجل محجوب والمحجوب تختلف إشارته ويخفي عليه الأيماء ويجوز على أن تتكلم بكلام غضبان ووجهك راض وبكلام راض

ووجهك غضبان ومتى لم أميز هذين هلكت فقال صدقت ولكن تلزمنا فقلت لزوم الفرض الواجب فوصلني بعشرة آلاف درهم قال وقدروى ان المتوكل قال أشتهي أن أنادم أبا العيناء لولا انه ضرير فقال أبوالعيناء أن أعفاني أمير المؤمنين من رؤيةالهلال ونقش الجواهر فإني أصلح
أخبرنا القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب قال اخبرني أحمد بن محمد بن أحمد يعقوب قال حدثني جدي محمد بن عبد الله بن ترنحل حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد أبو العيناء قال دعا المنصور جدي خلادا وكان مولاه فقال له أريدك لأمر قد أهمني وقد اخترتك له وأنت عندي كما قال أبو ذؤيب
... الكنى إليها وخير الرسو ... ل أعلمهم بنواحي الخبر ...
فقال له أرجو أن أبلغ رضا أمير المؤمنين فقال صر إلى المدينة على انك من شيعة عبد الله بن حسن وأبذل له الأموال وأكتب إلي بأنفاسه وأخبار ولده فأرضاه ثم علم عبد الله بن الحسن أنه أتى من قبله فدعا عليه وعلى نسله بالعمى قال نحن نتوارث ذلك إالى الساعة وبلغنا أن أبا العينا ء تأخر رزقه فشكت إلى عبيد الله بن سليمان قال ألم نكن كتبنا لك إلى إبن المدبر فما فعل في أمرك قال جرني على شوك المطل وحرمني ثمره الوعد فقال أنت أخترته فقال ما على فقد أختار موسى سبعين رجلا فما كان فيهم رجل رشيد فأخذتهم الرجفة واختار النبي صلى الله عيله وسلم إبن أبي سرح كاتبا فلحق بالكفار مرتدا واختار علي أبا موسى فحكم عليه قال المصنف خرج أبو العيناء من البصرة واستوطن بغداد وكان السبب في خروجه من البصرة ما أخبرنا به أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا أبو القاسم الأزهري وأحمد

إبن عبد الواحد الوكيل قالا أخبرنا محمد بن جعفر التميمي أخبرنا أبو بكر الصولي عن أبي العيناء قال كان سبب خروجي من البصرة وانتقالي عنها أني مررت بسوق النخاسين يوما فرأيت غلاما ينادي عليه وقد بلغ ثلاثين دينارا فاشتريته وكنت أبني دار فدفعت إليه عشرين دينارا على أن ينفقها على الصناع فجاءني بعد أيام يسيرة فقال قد نفدت النفقة فقلت هات حسابك فرفع حسابا بعشرة دنانير قلت أين الباقي قال قد اشتريت به ثوبا مصمتا وقطعته قلت من أمرك بهذا قال لا تعجل يا مولاي فإن أهل المروءة وإلاقدار لا ليعبون علي غلمانهم إذا فعلوا فعلا يعود بالزين على مواليهم فقلت في نفسي أنا اشتريت الأصمعي ولم أعلم قال وكانت في نفسي أمرأة أردت أن أتزوجها سرا من أبنة عمي فقلت له يوما أفيك خير قال أي لعمري فأطلعته على الخبر فقال انا نعم العون لك فتزوجت المرأة ودفعت إليه دينارا وقلت له اشتر لنا كذا وكذا يكون فيما تشتريه سمك هازبي فمضى ورجع وقد اشترى ما أردت إلا أنه اشترى سمك مار ماهي فغاظني ذلك فقلت أليس أمرتك أن تشتري هازبي قال بلى ولكن رأيت بقراط يقول أن هازبي يولد السوداء ويصف المارماهي ويقول إنه أقل غائلة فقلت يا إبن الفاعلة أنا لم أعلم أني إشتريت جالينوس وقمت إليه فضربته عشر مقارع فلما فرغت من ضربه أخذني وأخذ المقرعة وضربني سبع مقارع وقال يا مولاي الأدب ثلاث والسبع فضل وذلك قصاص فضربتك هذه السبع خوفا من القصاص يوم القيامة فغاظني هذا فرميته فشججته فمضى من وقته إلى إبنة عمي فقال لها يا مولاتي إن الدين النصيحة وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم من غشنا فليس منا وأنا أعلمك أن مولاي قد تزوج فأستكتمني فلما قلت له لا بد من تعريف مولاتي الخبر ضربني بالمقارع وشجني فمنعتني بنت عمي من دخول الدار وحالت بيني وبين ما فيها ووقعنا في تخبيط فلم أر الأمر بصلح إلا بأن طلعقت المرأة التي تزوجتها فصلح أمري مع أبنة عمي وسمت الغلام الناصح ولم يتهيأ لي

إن أكلمه فقلت اعتقه واستريح فلعله يمضى عني فلما عتقته لزمني وقال الآن وجب حقك علي ثم إنه أراد الحج فجهزته وزودته وخرج فغاب عني عشرين يوما ورجع فقلت له لم رجعت فقال قطع الطريق بي وفكرت فإذا الله تعالى يقول ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا وكنت غير مستطيع وفكرت فإذا حقك أوجب فرجعت ثم إنه أراد الغزو فجهزته فما غاب عني بعت كل ما أملك بالبصرة من عقار وغيره وخرجت عنها خوفا إن يرجع قال الدارقطني أبو العيناء ليس بقوي في الحديث
أخبرنا يحيى بن علي المدير أخبرنا أبو بكر علي بن محمد الخياط أخبرنا الحسين بن الحسن بن حمكان حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البصري حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال دخلت على أبي العيناء في آخر عمره وقد كف بصره فسمع صرير قلمي على الدفتر قال من هذا قلت عبدك وإبن عبدك محمد بن يحيى الصولى قال بل ولدي وإبن أخي ما تكتب فقلت جعلني الله فداءك شيئا من النحو والتصريف فقال النحو في الكلام كالملح في الطعام فإذا أكثرت منه صارت القدر زعاقا يا بني إذا أردت أن تكون صدرا في المجالس فعليك بالفقه ومعاني القرآن وإذا أردت أن تكون منادما للخلفاء وذوي المروءة والأدباء فعليك بنتف الأشعار وملح الأخبار قال المصنف أقام أبو العيناء ببغداد مدة طويلة ثم خرج يريد البصرة فركب في سفينة فيها ثمانون نفسا فغرقت فلم يسلم منهم غيره فلما وصل إلى البصرة مات
300 - مطلب بن شعيب بن حيان
أبو محمد ولد بمصر وحدث عن أبي صالح كاتب الليث وغيره وكان ثقة وتوفي في محرم هذه السنة
301 - مطرف بن عبد الرحمن
إبن إبراهيم بن محمد بن قيس مولى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام أبو سعيد

الأندلسي القرطبي يروي عن يحيى بن يحيى بن كثير وسحبويه بن سعيد وكان له زهد وفضل توفي بالاندلس في هذه السنة
302 - يحيى بن عثمان
ابن صالح بن صفوان مولى آل قيس بن ابي العاص السهمي يكنى ابا زكريا كان عالما بأخبار مصر وبوفيات العلماء وكان حافظا للحديث وحدث بما لم يوجد عند غيره توفي في هذه السنة في ذي القعدة
سنة ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها شخوص المعتضد لثلاث عشرة بقيت من المحرم بسبب هارون الشاري الى ناحية الموصل فظفر به وكان سبب ظفره انه وجه الحسين بن حمدان اليه في جماعة فقال الحسين ان انا جئت به يا امير المؤمنين فلى ثلاث حوائج قال اذكرها قال اولها اطلاق ابي وحاجتان اسألهما بعد مجيئي به اليك فقال المعتض لك ذلك فمضى فجاء به لافخلع المعتضد بغداد بالظفر
وفي هذه السنة خرج عمرو بن الليث من نيسابور فخالفه رافع بن هرثمة اليها فدخلها وخطب بها لمحمد بن زيد الطالبي وابيه فقال اللهم اصلح الداعي الى الحق فرجع عمرو الى نيسابور ثم تواقعا فهزم رافعا ثم جاء الخبر بقتله
ولعشر بقين من جمادي الاولى امر المعتضد بالكتاب الى جميع النواحي برد الفاضل من سهام المواريث على ذوي الارحام فنفذت الكتب بذلك وقرئت على المنابر وكان السبب في ذلك انه استفتى القضاة في ذلك فكتب ابو حازم القاضي وعلى بن محمد بن ابي الشوارب بردها على ذوي الارحام وذكر انه اتفاق الصحابة عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم وانما خالفهم زيد بن ثابت فانه رأى

ردها الى بيت المال ولم يتابعه آخر على ذلك وافتى يوسف بن يعقوب بقول زيد فأمر المعتضد بالعمل بما كتب به ابو حازم والاضراب عن فتيا يوسف وكتب بذلك الى الافاق
وفي يوم السبت لاربع عشرة ليلة بقيت من جمادي الاخرة شخص الوزير عبيد الله بن سليمان بن وهب الى الجبل لحرب ابن ابي دلف باصبهان فاستأ منه فصار اليه فقدم به فجلس له المعتضد وخلع عليه
وفي رجب امر المعتضد بكري دجيل والاستقصاء عليه وقلع صخر كان في فوهته يمنع الماء فجبي لذلك من ارباب الاقطاعات والضياع اربعة الاف دينار وانفقت عليه
وفي شعبان هذه السنة كان الفداء بين المسلمين والروم ففودي من المسلمين الفان وخمسمائة واربعة انفس فأطلقت المسلمون واطلق الروم
وفي هذه السنة خلع لي يوسف بن يعقوب القاضي وقلد قضاء الجانب الشرقي من بغداد وكلو اذى ونهر بين والنهروانات وكور دجلة وواسط مضافا الى ما تولاه من القضاء بالكوفة واعمالها وذلك بعد ان مكثت بغداد ثلاثة اشهر وثمانية عشر يوما بعد وفاة اسمعيل بن اسحاق بغير قاض ثم خلع على على بن محمد بن ابي الشوارب لقضاء مدينة المنصور وقطر بل مضافا الى ما كان يتولاه من الحكم بسر من رآى وتكريت وطريق الموصل وقعدت الجماعة في مساجد مدينة السلام بالرصافة والشرقية والغربية فقرأ واعهدهم
ذكر من توفي في هذه السنة من الاكابر 303 - ابراهيم بن اسحاق بن مهران
ابو اسحاق الثقفي السراج النيسابوري سمع احمد بن حنبل وغيره وكان احمد

يحضره ويفطره عنده وينبسط في منزله وكان ثقة ينزل الجانب الغربي من نواحي قطيعة الربيع وتوفي في صفر هذه السنة
304 - اسحاق بن ابراهيم بن محمد
ابن حازم بن سنين ابو القاسم الختلي سمع داود بن عمرو الضبي وعلي بن الجعد وخلقا كثيرا روى عنه الباغندي وابو سهل بن زياد وابو بكر الشافعي وذكره الدارقطني فقال ليس بالقوى وتوفي في هذه السنة وقد بلغ ثمانين سنة وقد ذكرنا قبل هذا بسنتين اسحاق بن ابراهيم الجبلي وربما ظن من لا يعلم انهما واحد وان اعجام الحروف اختلط وليس كذلك هما غيران
305 - جعفر بن محمد بن علي
ابو القاسم الوراق المؤدب البلخي سكن بغداد وحدث بها فروى عنه ابن مخلد وتوفي في رمضان هذه السنة
306 - سهل بن عبد الله بن يونس
ابو محمد التستري لقي ذا النون المصري وكان من الزهاد وله كلام حسن اخبرنا عمر ابن ظفر اخبرنا جعفر بن احمد اخبرنا عبد العزيز بن علي حدثنا ابن جهضم حدثنا المفيد حدثنا محمد بن الحسن بن الصباح قال سمعت سهل بن عبد الله يقول امس قد مات واليوم في النزع وغدا لم يولد توفي سهل في هذه السنة وقيل في سنة ثلاث وسبعين ومائتين
307 - صالح بن محمد بن عبد الله
ابن عبد الرحمن ابو الفضل الشيرازي كان يسكن الجانب الشرقي ببغداد وحدث عن عفان وعلي ابن الجعد وخالد بن خداش روى عنه ابو عمر وابن السماك وابو بكر الشافعي وكان ثقة مأمونا قارئا للقرآن يقول قد ختمت اربعة الاف ختمة وتوفي في شوال هذه السنة

308 - عبد الرحمن بن يوسف بن
سعيد بن خراش
ابو محمد الحافظ مروزي الاصل سمع نصر بن علي الجهضمي والد ورقي وعلي بن خشرم وكان احد الرحالين في الحديث الى الامصار وممن يوصف بالحفظ والمعرفة الا انه ينبز بالرفض روى عنه ابو العباس بن عقدة اخبرنا ابو منصور القزاز اخبرنا ابو بكر بن ثابت قال اخبرني محمد بن احمد بن يعقوب القزاز اخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت بكر بن محمد بن حمدان يقول سمعت عبد الرحمن ين يوسف يقول شربت بولي في هذا الشأن يعني الحديث خمس مرات قال المصنف يشير الى اضطراره في السفر توفي في رمضان هذه السنة
309 - علي بن محمد بن ابي الشوارب
واسم ابي الشوارب عبد الملك ويكنى علي اب الحسن الاموي البصري قاضي سر من رأى وبغداد سمع ابا الوليد الطيالسي وابا عمر الحوضي وغيرهما روى عنه ابن صاعد والنجاد وابن قانع وكان ثقة
اخبرنا القزاز اخبرنا ابو بكر احمد بن علي اخبرنا علي بن المحسن اخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال لما مات اسمعيل بن اسحاق مكثت بغداد بغير قاض ثلاثة اشهر وستة عشر يوما فاستقضى في يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الاخرة سنة ثلاث وثمانين على بن محمد بن عبد الملك على قضاء المدينة مضافا الى ما كان يتقلده من القضاء بسر من رآى واعمالها قال وقبل هذا كان علي قضاء القضاة بسر من رآى في ايام المعتز والمهتدي فلما توفي الحسن وجه المعتمد بعبيد الله بن يحيى بن خاقان الى علي بن محمد فعزاه بأخيه وهنأه بالقضاء فامتنع من قبول ذلك فلم يبرح الوزير عبيد الله من عنده حتى قبل وتقلد قضاء القضاة ومكث يدعي بذلك الى ان توفي وهو رجل صالح ضيق الستر عظيم الخطر ثقة امين على طريق الشيوخ المتقدمين حمل الناس عنه حديثا كثيرا وتوفي في شوال هذه السنة ببغداد وحمل الى

سر من رآى ودفن هناك
310 - على بن العباس بن جريج
ابو الحسن مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر يعرف بابن الرومي احد الشعراء المكثرين
اخبرنا ابن ناصر اخبرنا ابو عبد الله الحميدي قال انشدنا ابو غالب بن بشران اخبرنا ابو الحسين بن دينار قال انشدنا ابو طالب الانباري قال انشدنا الناجم قال انشدنا ابن الرومي لنفسه ... اذا ما مدحت الباخلين فانما ... تذكرهم ما في سواهم من الفضل ... وتهدي لهم عما طويلا وحسرة ... فان منعوا منك النوال فبالعدل ...
ومن ابياته المستحسنة ما قال ... وما الحسب الموروث لادر دره ... بمحتسب الا بآخر مكتسب ... فلا تتكل الا على ما فعلته ... ولا تحسبن المجد يورث بالنسب ... فليس يسود المرء الا بنفسه ... وان عد آباء كراما ذوي حسب ... اذا الغصن لم يثمر وان كان شعبة ... من المثمرات اعتده الناس في الحطب ... وللمجد قوم ساوره بأنفس ... كرام ولم يعبوا بأم ولا بأب ...
وله ايضا ... عدوك من صديقك مستفاد ... فلا تستكثرن من الصحاب ... فان الداء اكثر ما تراه ... يكون من الطعام او الشراب ... اذا انقلب الصديق غدا عدوا ... مبينا والامور الى انقلاب ... ولو كان الكثير يطيب كانت مصاحبة الكثير من الصواب ... ولكن قلما استكثرت الا ... وقعت على ذئاب في ثياب ... فدع عنك الكثير فكم كثير ... يعاف وكم قليل مستطاب ... وما اللجج الملاح بمرويات ... وتلقي الري في النطف العذاب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد 3. الزواجر عن إقتراف الكبائر - دار الفكر المؤلف ابن حجر الهيتمي

 مجلد 3. الزواجر عن إقتراف الكبائر - دار الفكر المؤلف ابن حجر الهيتمي مجلد 3. الزواجر عن إقتراف الكبائر - دار الفكر المؤلف ابن حجر الهيت...